كرس شايع يحيى القحطاني وكيل كلية العلوم في جامعة طيبة، نفسه للموهبة واكتشاف الموهوبين، فأصبح يلقب ب «مهندس الموهبة»، وترأس أخيرا برنامجي موهبة الأول والثاني الذي استضافته الجامعة بالتعاون مع مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع. ويؤكد القحطاني أنه يعتمد على خبرته الإكاديمية لاستخراج المواهب الكامنة في نفوس الطلاب من خلال متابعة سمات معينة تدل على الموهبة والاهتمام بها، ويعطي تنمية ودور اليد البشرية العلمية 70 في المائة من اكتشاف الموهبة و30 في المائة للمهارة التي يتمتع بها الموهوب. ويرى أن وزارة التربية والتعليم بدأت التعامل مع الموهبة بشكل مختلف، فأقامت برامج ومعامل لها، بما يتوافق مع رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الذي دائما ما يؤكد على أن للموهبة والاختراع دورا في تطور الأمم وتقدمها. ويستعيد القحطاني تجربته خلال إشرافه على البرنامج، قائلا «لاحظنا قدرات الطلاب في التعاطي مع المواد العلمية وتم توجيه كل طالب بحسب ميوله» لكنه لا يغفل دور المدرسة والمنزل في اكتشاف الموهبة أو كبتها، وينصح ولي أمر الطالب بمتابعة حركات ابنه والتعامل معها واستشارة المختصين في المراكز المتخصصة. ويعتبر الشغب وكثرة الحركة والسرحان في الفصل من أهم السمات السلوكية في اكتشاف الموهبة لدى الطالب، ويجب على المعلم التعامل معها بحذر؛ لأنه قد يدمر الموهبة في حال أحكم القبضة عليها، والسرحان تحديدا -بحسب القحطاني- ليس سلوكا سيئا وعلى المعلم أن يجلس مع الطالب ويعرف أسباب ذلك قبل أن يصفه بالمهمل أو شارد الذهن. ويلفت إلى أن المشاركين في برامج الموهبة من الأكاديميين لهم معايير خاصة تحكمها القدرة العلمية والخبرة، وأن فريق البرنامج السعودي يستعين بخبرات من بريطانيا وأمريكا في تطوير برامجهم، ويؤكد «خرجنا في الماضي بتجارب عدة وحصلنا على براءة اختراع في البرنامج الذي أشرفنا عليه عن تحلية المياه وشارك فيه طلاب من الولاياتالمتحدةالأمريكية ولاقى البرنامج أصداء جيدة».