أنشئت الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن من أجل رسالة واحدة، هي: الإسهام في خدمة وتنمية المجتمع الإنساني من خلال العناية بتعليم القرآن الكريم حفظا وفهما وتطبيقا بعمل مؤسسي متميز، وبهدف رئيس واحد هو: تحفيظ القرآن الكريم والعناية بعلومه وتفهيمه ونشره وتطوير وسائل تعليمه للمسلمين في شتى أنحاء العالم. وخلال تسعة أعوام من إنشاء الهيئة استطاعت تحقيق هذه الرسالة وذلك الهدف، بوصولها إلى 65 دولة في العالم لتعلم 31 ألف طالب وطالبة كتاب الله الكريم من خلال 79 معهدا ومركزا و952 حلقة وخلوة قرآنية. وتقيم الهيئة اليوم الحفل السنوي لوفود حفظة القرآن الكريم من أنحاء العالم، الذي يرعاه صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكةالمكرمة، ويحضره صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ محافظة جدة. الأمين العام للهيئة الدكتور عبد الله بن علي بصفر يوضح أن الهيئة استطاعت نقل التجربة السعودية في تحفيظ القرآن الكريم إلى العالم منذ أن كانت برنامجا لتحفيظ القرآن الكريم تابعا لهيئة الإغاثة الإسلامية العالمية (أنشئ عام 1410ه) حتى أصبحت هيئة عالمية ذات شخصية اعتبارية منبثقة عن رابطة العالم الإسلامي (بدأت عام 1422ه)، وبذلك تصبح الهيئة الأولى من نوعها على مستوى العالم المتخصصة في مجال العناية بالقرآن الكريم.. سألت الدكتور بصفر بداية عن البرامج المقدمة للحفظة في قارات العالم، فأجاب قائلا: «يمكن أن ألخص في عدة نقاط، أهما: كفالة الحلقات والخلاوي والمدارس القرآنية، وإقامة المعاهد والمراكز النموذجية لتحفيظ القرآن الكريم، وتنظيم الملتقيات والورش العلمية لمشرفي الحلقات والمراكز، وتنفيذ الدورات التدريبية لمعلمي القرآن، والمسابقات القرآنية لمختلف المستويات والمراحل العمرية، وتأمين المصاحف والكتب التعليمية للطلاب والمعلمين، وابتعاث الطلاب المتميزين والنابغين في الحلقات والمراكز والمعاهد القرآنية لتكملة التعليم الجامعي والعالي في مختلف التخصصات العلمية والنظرية في كثير من الجامعات في العالم». بهذه البرامج فإننا نسعى أن تكون للهيئة رؤية واضحة في أن تكون المرجع لمؤسسات تعليم القرآن الكريم في العالم، من خلال قيمة جوهرية عامة لجميع منسوبي الهيئة من إداريين ومشرفين ومعلمين وطلاب، تشمل الإخلاص في العمل، الاستقامة، الإتقان، الهمة، العطاء، والانتماء. • هذا الانتشار الكبير للهيئة يحملكم مسؤولية أكبر قد تكون عائقا في تقديم ما تحتاجه الحلقات والمراكز القرآنية في العالم؟ ذلك الانتشار يعتبر صغيرا بجوار الحاجة الماسة للمسلمين وأعداد المسلمين التي لا تكفيها هيئة عالمية واحدة، بل تحتاج إلى دعم مالي كبير لتستطيع الهيئة القيام بدورها المنشود، حتى لا يبقى كل مسلم على وجه الأرض لا يحفظ أو يحسن قراءة الفاتحة وقصار السور. وما زالت هناك دول كثيرة لم نتمكن من الوصول إليها والقيام بتحفيظ أبنائها كتاب الله الكريم. وهذا الانتشار بفضل الله تبارك وتعالى، ثم بمكانة المملكة وثقة المسلمين بها، ودعم ومؤازرة الخيرين من أبناء هذا البلد المعطاء، وكل من يحترم كتاب الله تعالى سيجد الدعم والمساندة، لأن الله تعالى يقول: «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون»، فإن حفظ القرآن الكريم يقتضي حفظ من يعلمون لنشره كما قال ذلك العلماء. • تعاني الخلاوي القرآنية وخاصة في أفريقيا قلة الإمكانيات.. ماذا فعلتم من أجلها؟ كثير من الخلاوي القرآنية في أفريقيا عبارة عن شجرة يجلس تحتها الطلاب يحفظون كتاب الله الكريم، وأخرى لها سقف من القش أو الخشب أو الأقمشة، وكثير منها لا تملك سكنا لطلابها، فإذا جاء الشتاء حفروا لهم حفرا في التراب ليدخلوا فيها، ويغطوا أجسادهم الضعيفة بالرمل، وهذه المشاهد رأيناها بأعيننا، فأصبحنا أمام مسؤولية عظيمة أن نرى هذا الحال ثم لا نستطيع أن نفعل شيئا، فكان لوجود الهيئة أثر كبير في إنقاذ هذه الخلاوي وتطويرها ورفع مستواها ليتخرج منها حفاظ لكتاب الله الكريم. وقد كرمت الهيئة في احتفالاتها السنوية الكثير من الحفاظ لكامل القرآن من أنحاء العالم، لا تتجاوز أعمارهم الثامنة. • أعلنت الهيئة منذ فترة زمنية عن إنشاء قناة فضائية قرآنية، ولم تظهر حتى الآن، هل ألغي هذا المشروع؟ إنشاء القناة الفضائية القرآنية مشروع مطروح منذ عدة أعوام، وبدأنا حاليا بخطوات عملية لتنفيذه بعد دراسات جدوى لخدمة أبناء الأمة في أنحاء العالم. كما بدأنا منذ فترة زمنية كخطوة أولى في طريقنا لمشروع القناة الفضائية بإنتاج برامج تلفزيونية تبث على القنوات الفضائية، وقد وجدت ملايين المتابعين لها من أنحاء العالم، وسترون قريبا هذه القناة القرآنية. • ما الدوافع من إنشاء الهيئة العالمية لتحفيظ القرآن الكريم؟ هناك عدة أسباب لإنشاء الهيئة، أولها: الحاجة الماسة والانتشار الكبير والضرورة الملحة، وثانيها: أن الحلقات والخلاوي القرآنية مرت في هذا العصر بظروف حرجة جدا من الناحية المادية، فأصبحت الكثير منها تعاني من ندرة المعلم الكفء وأبسط الوسائل التعليمية، الأمر الثالث: عدم وجود مرجعية موحدة للحلقات والخلاوي القرآنية، فكل منها يجتهد ذاتيا في ترتيب أوضاعه ووضع أنظمتها ومناهجها، فتجد الاختلاف الكبير في ذلك، فوجود هيئة متخصصة في القرآن الكريم تكون لها المرجعية يساعد جمعيات ومراكز التحفيظ في العالم في الإشراف على حلقاتها القرآنية، من خلال نقل الخبرات إلى الأماكن التي تحتاجها فيستفيد الجميع.