حولت بعض النساء منازلهن في رمضان إلى مطاعم مصغرة لإعداد الوجبات، وبيعها لمن يرغب في تناول أصناف معينة من الأكلات الشعبية المطبوخة في البيت بنفس ربة المنزل. ويضربن بذلك عصفورين بحجر واحد، فهن من ناحية يقهرن شبح البطالة وندرة الفرص الوظيفية، ومن ناحية أخرى يحققن عائدا ماديا يساهم في ميزانية الأسرة. وأكثر زبائنهن من العاملات، والراغبات في التفرغ للعبادة خلال الشهر الفضيل. حدثتنا وفاء محمد (سيدة أعمال) عن تجربتها الخاصة قائلة إنها أدارت مصنعا غذائيا نسائيا لإعداد الحلويات والمعجنات بمكائن كبيرة ووظفت كادرا من النساء لطبخ وجبات شعبية لكل من يرغب في تناول وجبة من إعداد امرأة، وبعد الانتهاء من تأسيس المصنع رأت مزاولة العمل في منزلها بعد أن لاحظت الإقبال الكبير على الوجبات. والعمل في المنزل بالنسبة لها أكثر أريحية لتواجدها في بيئة خاصة بها؛ لأن مهنة الطبخ المنزلي تتطلب دواما غير محددة ساعاته. وبتشجيع من زوجها، افتتحت الطباخة أم طلال مطعما في منزلها. وتقول أن دخلها الشهري يبلغ حوالي خمسة آلاف ريال، مشيرة إلى أنها بدأت بإعداد الوجبات للأقارب والمعارف بمساعدة من خادمة الأسرة. والآن لديها زبائن من مختلف شرائح المجتمع خاصة المعلمات وموظفات البنوك والإدارات الحكومية. ومن أكثر الأصناف طلبا في رمضان المعجنات والكبة وورق العنب. وتختلف الأسعار حسب نوعية اللحم والمكونات الأخرى المستخدمة في الوجبة. وتقدم خدمة التوصيل المنزلي لكل من يرغب فيها. ومن أحرج المواقف التي واجهتها كان طلب أحد الزبائن إعداد وليمة لوجبة غداء. وبعد الانتهاء من تجهيزها اتصلت به لكن هاتفه ظل مغلقا لفترة طويلة. وزبونة أخرى طلبت إعداد بوفيه لمناسبة خاصة واشترطت على أم طلال الحضور إلى منزلها للإشراف على تنظيم البوفيه. أما الطباخة أم سلطان فخاضت التجربة لمدة عام واحد فقط بعد تقاعدها من العمل في مجال التدريس. ورغم أنها كانت تكسب حوالي عشرة آلاف ريال شهريا من إعداد الوجبات الشعبية في منزلها، اضطرت إلى اعتزال المهنة نتيجة لمضايقات بعض الزبائن، ورفض زوجها حضور أي رجل لاستلام طلباته من أمام المنزل. وحتى عندما حاولت إيصال الطلبات بنفسها برفقة السائق عانت من الفهم الخاطئ لدورها. وحينما اكتفت بإرسال الطلبات مع السائق كان بعض الرجال يستدرجونه في الحديث إلى أن يعرفوا منه رقم هاتف المنزل. وتراودها حاليا فكرة افتتاح مطعم نسائي خارج المنزل، ولا تدري كيف تتخطى عقبة الحصول على ترخيص من البلدية. وتخصصت الخريجة الجامعية منى خالد في إعداد الكب كيك بمساعدة خادمات في المنزل. وتصل مبيعاتها الشهرية في شهر رمضان إلى حوالي 15 ألف ريال. وتقول أن أغلب زبائنها من الفتيات والأطفال الذين يعشقون هذا الطبق بألوانه الزاهية خاصة في الحفلات. ولكثرة الطلبات التي تتلقاها طلبت من أخواتها وصديقاتها مشاركتها في العمل. ولا تواجه أم صالح أية مشكلة في إعداد المعجنات في منزلها بمساعدة خادمات من مختلف الجنسيات وبيعها للزبائن. وتوفق بين مهنتها وبين متابعة شؤون أسرتها.