اغتبط عدد من كتاب القصة باحتفاء بيت السرد أمس الأول بتجربة رمز الكتابة القصصية جارالله الحميد، مثمنين جهود القائمين على الاختيار والتنسيق لتكريم راصد حزن الأعشاب البريّة. ويؤكد القاص ظافر الجبيري أن تجربة جارالله الحميد تجربة عميقة أدبياً وإنسانياً، إضافةً إلى كونها تجربة مرتبطة بالإنسان والحالة الإنسانية التي يراها في صلب اهتمامه، ولفت إلى أن صاحب (وجوه أولها مريم) وفي كل إصداراته التالية قدّم تجربة فنية وإبداعية استدارت لها الأعناق واتجهت الأنظار إليه، وقال الجبيري: «الحميد يستحق التكريم باعتباره رمزاً من رموز التجديد في قصة الثمانينات». وأضاف: «أحسنت جمعية الثقافة والفنون بالدمام ممثلة في بيت السرد في تكريم هذه القامة الأدبية ولهم التقدير وللمكرَّم التحية والدعاء بالصحة والمزيد من العطاء». فيما عدّ القاص خالد اليوسف فبراير 2019 الذي يحتفل فيه العالم بيوم القصة مختلفاً في بلادنا العزيزة، كون الاحتفال تنشّط وتفاعل في عدد من الجهات الرسمية ومنها الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والفنون وكثير من الصحف والدوريات والأكثر عبر الصفحات الإلكترونية في وسائل التواصل الاجتماعي، وثمن لفنون الدمام، التي دأبت منذ عامين على أن يكون احتفالها مختلفاً ومميزاً، نجاحها في تبني مهرجان يختص بالقصة القصيرة السعودية، مؤكداً أنه نجاح تشكر عليه، خصوصاً أن الشخصية المكرمة والمقدرة هذا العام شخصية قصصية كتبت وأبدعت وتألقت وأصبحت لها بصمة خاصة في كتابة القصة القصيرة، مشيراً إلى أن الرمز جارالله الحميد علم أجيالاً ماهية القصة القصيرة منذ مجموعته الأولى وإلى آخر نص قصصي كتبه، وذهب إلى أن الحميد كاتب مثابر يعتني ويشتغل على النص باحترافية متكاملة ولهذا لا يصل إلى مرحلة النشر إلا بعد تأكده من تمام واكتمال عناصره المطلوبة، ولهذا اعتبرها دروساً في الإبداع القصصي يستحق عليه التكريم بكل ما تعنيه الكلمة. فيما يرى القاص محمد الشقحا أن بيت السرد بفرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام من خلال الدكتور مبارك الخالدي نموذج حي للمكان الغني بالفعاليات الأدبية المميزة، مضيفاً أن تكريم القاص جارالله الحميد يمنح الأديب المميز أمل التكريم، وأن هناك قراء لنصه. وعدّ جارالله الحميد قامة مميزة في الساحة الأدبية كمبدع قاص تميز بالهاجس الإنساني ومعمار فني لفت أنظار النقاد والدارسين. وأضاف أن مجموعته القصصية الكاملة التي أصدرها نادي حائل الأدبي خلقت تواصلاً إيجابياً بين الثلاثي المحرك لساحتنا الأدبية «المبدع والقارئ والناقد». ويرى الشقحا أن الاحتفاء أمر طبيعي وإيجابي في ساحة أدبية غنية برموزها ومنهم جارالله الحميد.