" وطن المجد "

حُثَ المسيرَ إليهمُ يا حادي
واطفيء لظى شوقي وطول سهادي
وأطوِ الزمانَ مُيمِماً صوب الأُلى
شادوا منازل حبهم بفؤادي
فعسى نميرُ الوصلِ يروي عاشقاً
متشوقاً لُقيا الأحبة صادي
أنا يا نديمُ متيمٌ لكنني
كَلِفٌ أهيمُ صبابةً ببلادي
أرضٌ تُفدَى بالنفوسِ ودونها
لله نُعطي قُربةً ونُعادي
أرضٌ بأفضلِ مُرسلٍ قد شُرِفت
بِمُحمد الماحي النذير الهادي
فجرُ الرسالةِ شعَ من أمِ القرى
فأضاء دنياً ظُللت بسٰوادِ
وتمزقت حُجُبُ الظلام ِبنوره
لمٰا أزااااااح جهالة الآآآمادِ
حضنتهُ طيبة ُحين جاء مهاجراً
واستقبلته بلهفةٍ وودادِ
ومشى الهُداةُ الفاتحون كتائباً
نحو المداين في تقىً ورشادِ
يبغون نشر الدين في أرجائها
متسلحين بحكمةٍ وسدادِ
ليسوا غُزاةً يطلبون غنيمةً
أو كسب مجدٍ طارفٍ وتلادِ
بدمائهم كتبوا ملاحم عزة ٍ
يوم الكريهة والنفير ينادي
يرجون داراً لا فناء لأهلها
حيث النعيم وغاية الإسعادِ
وتعاقبوا جيلاً على آثارهِ
جيلٌ يُنيرُ الدربَ للأحفادِ
بُشرى بلادي قد تعاظم شأنُها
من ذا يُجاري في الفخار بلادي
جمعت زِمام المجدِ من أطرافه
أنعم بما حازته من أمجادِ
بالسيفِ والقرءان لم شتاتها
عبد العزيز بهمةٍ وجِلادِ
وأقام دولتها على نهج الهدى
رفع البناء كشامخ الأطوادِ
مستمسكاً بالله قاد ركابها
متوشحاً بالعدل خير قيادِ
واتى بنوه الصالحون فتمموا
نهج الامام الفذ كالآسادِ
فغدت مدائنُ موطني منظومةً
في جيد مملكتي قرىً وبوادي
الأمنُ فيها والأمانُ وعيشُها
رغدٌ يجلل سهلها والوادي
يارب فاكلأ بالرعايةِ موطني
واحفظه من متربصٍ ومُعادي .