«ابن مدينة سوسةالتونسية»، الذي بدأ مع نادي النجم الساحلي انطلاقته نحو عالم الشهرة والنجومية الكبيرة، ليس في كرة القدم اللعبة الشعبية الأم في العالم، بل معشوقته ومجنونته «كرة السلة»، ترعرع في نادي النجم لمدة أربعة مواسم، حقق معه بطولتين، ثم انتقل إلى بورت البلجيكي لموسمين، إلى أن انضم لنادي أوبراديور الإسباني، ومن ثم مثّل «الملكي» ريال مدريد، واستقر به الحال مع دالاس مافريكس الأمريكي. ضيفنا اليوم استثنائي غير عادي، نجم كرة السلة التونسية اللاعب العربي صلاح ماجري، الوحيد الذي يحترف حاليا في دوري كرة السلة الأمريكي «NBA» مع فريق دالاس مافريكس، أماط اللثام عن كثير مما يجول في خاطره، وكشف في حواره مع «عكاظ» التفاصيل الكاملة حول رحلته في عالم اللعبة وسط نجوم وأساطير كرة السلة، من خلال الدوري الأقوى والأكثر شعبية على الإطلاق.. إليكم التفاصيل: • قيّم لنا تجربتك مع النادي «الملكي» ريال مدريد؟ •• تجربتي في ريال مدريد منحتني خبرة عظيمة، لعبت ثمانية نهائيات مع الفريق خلال موسمين، وحققنا ست بطولات، 2 كأس و2 سوبر و1 دوري و1 دوري الأبطال، وبهذا أصبحت اللاعب العربي الوحيد في التاريخ الذي يحقق بطولة دوري أبطال أوروبا لكرة السلة، كما أن ارتدائي قميص ريال مدريد خطوة مجيدة في مسيرتي التي حققت أحلامي باللعب في أمريكا. • كيف انتقلت إلى الدوري الأمريكي لكرة السلة «NBA»؟ •• تلقيت العديد من العروض أثناء وجودي مع ريال مدريد، من أوروبا وأمريكا، كان أبرزها عرض كليفلاند كافاليرز في ديسمبر 2014، لكن إدارة الفريق رفضت، وحين انتهى عقدي مع ريال مدريد قررت قبول عرض دالاس مافريكس في الصيف. • ما هي الاختلافات التي تراها بين الدوريات الأوروبية والدوري الأمريكي؟ •• الفارق كبير بين دوري كرة السلة الأمريكية NBA وبين باقي البطولات، أهم فارق هو عدد المباريات التي تصل إلى 82 مباراة في الموسم الواحد، وهو ضعف عدد ما كنا نلعبه في أوروبا، وأربعة أضعاف ما نلعبه في البطولات العربية، أضف إلى ذلك الجماهيرية والشعبية، إذ نلعب أمام عدد كبير جدا من المشجعين يصل إلى 15 ألفا في كل ليلة، وهذا أمر مجهد لكنه عظيم في الوقت ذاته. كما أن الفوارق الأخرى معروفة وهي مدة المباريات، وقوانين البقاء في مراكز الدفاع، وخط الثلاثيات الذي يعتبر أبعد من باقي الدوريات. وأخيرا السفر كثيرا، نقضي أوقاتا طويلة في الطيران للسفر بين المدن، وهذا أمر شاق لا يحدث في باقي البطولات. • ما هي العوامل التي ساعدتك على التأقلم والتكيف في مختلف تجاربك؟ •• التأقلم والتكيف صعب دائما لمن يأتي من بيئة وثقافة مختلفة، لذا حاولت بشكل مستمر تغيير الأشياء وفقا للطريقة التي أشعر بالراحة بها، وتساعدني على البقاء حول زملائي والمدربين، دون أن أشعر بالنقص، ودون أن أفقد مبادئي وأخلاقي، فمن المستحيل أن تغير كل الناس من حولك، لذا الأفضل أن تحاول ضبط حياتك والتكيف مع الثقافة والبيئة الجديدة. • هل تختار اللعب براتب قليل في فريق (مرشح) للبطولة.. أم تختار راتبا كبيرا في فريق يعيش مرحلة البناء؟ •• أحب الفوز، وأتمنى أن أكون فائزا دائما، لذلك سأختار الفوز، وسأفضله على المال والراتب الكبير، بكل تأكيد، لأنني في نهاية مسيرتي سيكون لدي مال كاف للحياة، لكنني أحب الفوز قبل كل شيء، ولم أجعل المال الرقم واحد في مسيرتي، وربما هذا سبب من أسباب نجاحي وذهابي إلى أقوى دوري في العالم. • لماذا لا نرى اللاعبين العرب في NBA؟ •• لا يوجد لاعبون عرب وصلوا إلى مستوى عالٍ يؤهلهم للعب في دوري كرة السلة الأمريكية، لأننا لم نهتم باللعبة، ولم تصبح في عاداتنا اليومية مثلما أصبحت هناك في أمريكا أو في كثير من البلدان الأخرى، كما أننا لم نعمل بجد حتى يكون لدينا عدد جيد من اللاعبين العرب في الدوري الأمريكي، وربما أننا أيضا لم نعرف المسار والنهج والطريق إلى فعل ذلك. لدينا مواهب محتملة، وأتمنى أن نغير الواقع إلى الأفضل وصناعة مستقبل كبير للسلة العربية. • علاقتك مع نجوم NBA؟ •• لدي علاقة كبيرة ومميزة مع عملاق السلة وأحد أساطير اللعبة ديرك نوفيتسكي، وهو شخصية جميلة ورائعة وإنسانية، تعلمت منه الكثير، فهو مثلي الأعلى حاليا، نجم استثنائي، والأهم أنه نجم في الإنسانية أيضا، تعلمت منه الكثير داخل وخارج الملعب. • هل يمكن أن يصبح كواي ليونارد خليفة ليبرون جيمس؟ •• كواي ليونارد لاعب موهوب، وأعتقد أنه أفضل لاعب حاليا في النزعتين الدفاعية والهجومية، وربما يصبح أفضل من الملك ليبرون جيمس (قالها ضاحكا). • أكثر لاعب في تاريخ NBA تتمنى اللعب بجانبه؟ ••أكثر لاعب أتمنى اللعب بجانبه هو ألين إيفيرسون. • من هو أعظم لاعب في تاريخ اللعبة حسب تقييمك؟ •• أفضل لاعب في تاريخ اللعبة وعبر كل الأزمنة هو مايكل جوردن بلا شك. • بكل صراحة هل قصّر معك الإعلام العربي الرياضي؟ •• نعم بكل صراحة وبكل تأكيد، لم أحظ بالاهتمام من الإعلام الرياضي العربي، وربما أعلم بعض الأسباب الواضحة، مثل عدم متابعتهم لكرة السلة، ولا أشعر بالأسف حيال ذلك!. • أفضل ثلاثة سناتر لعبت ضدهم؟ •• ديماركوس كازينس، زاك راندولف، انطوني ديفيز. • علاقتك مع المالك مارك كيوبان؟ •• علاقتي مع مالك الفريق جيدة جدا، هو من اختارني وتعاقد معي ويهتم بي ويدافع عني في كل الأوقات. • كيف تعامل معك المدرب ريك كارلايل؟ •• المدرب ريك من أفضل ثلاثة مدربين في الدوري الأمريكي، لكنه لا يحب اللاعبين الدوليين من خارج الولاياتالمتحدة، لكنه الآن يتعامل معي بشكل جيد أشعر بذلك. • هل مباريات الباك تو باك المتتالية مرهقة؟ •• نعم مرهقة جدا بالتأكيد، خصوصا عندما يتطلب منك السفر لمسافات بعيدة وفي فترات متقاربة جداً، اللاعبون يتمنون تخفيض عدد المباريات، ولكن هذا لن يحدث، لأسباب مالية واقتصادية تتعلق بالدوري. • هل الواريورز الفريق الأعظم في تاريخ اللعبة؟ •• من الصعب أن نقول أنه أعظم فريق في التاريخ، لأن اللعبة تغيرت كثيرا، بالتأكيد هو أفضل فريق حاليا، ولكن أيضا كانت هناك فرق عظيمة في السابق مثل شيكاغو بولز في حقبة مايكل جوردن، وبوسطن سيلتيكس في حقبة لاري بيرد، ولوس أنجلوس ليكرز في زمن كوبي براينت وفي زمن ماجيك جونسون كذلك. • بكل صراحة هل كيفن دورانت ارتكب خطوة جبانة وغير شجاعة عندما ذهب إلى الواريورز؟ •• لا ألوم دورانت على انتقاله إلى الواريورز، لقد أراد الفوز بالبطولة، وكان يعلم أنه لن يحقق البطولة مع فريقه السابق أوكلاهوما، لذلك لا أظنه قد ارتكب أي خطأ. • هل سرق كيفن دورانت الواريورز من ستيف كاري؟ •• كل واحد منهما له قيمته وتأثيره في الفريق، ربما يكون ستيف كاري أكثر أهمية من دورانت، بسبب ما قدمه للفريق في هذا الجيل الذهبي. • كيف رأيت ويستبروك في موسم التريبل الدبل التاريخي.. ما هو شعورك عندما تعيش وتشاهد هذه اللحظة كلاعب معه في البطولة؟ •• ما فعله ويستبروك حدث تاريخي ونادر، من الصعب أن يفعل لاعب ما فعله ويستبروك، كان يستحق جائزة أفضل لاعب (MVP) بكل جدارة. • يقول أحد محبيك أن لعبة كرة السلة 2K في البلاي ستيشن تضعك دائما في الواريورز بعد موسمين بدلا من زازا.. هل تحلم بتحقيق الخاتم فعلا؟ •• نعم أسمع ذلك كثيرا، لدي علاقة ممتازة مع زازا، وهو من أقرب الأصدقاء لي، وأشعر بالسعادة من أجله، لكنني لا أطمح أن أكون بديلا لأي لاعب في أي فريق، أنا سعيد مع فريقي، وأتمنى الفوز دائما مع المافريكس. • هل هو فعلا لاعب صاحب سمعة سيئة بعد إصابته كواي؟ ••زازا ليس شخصا سيئا، أعرفه جيدا، ولا أعتقد أنه قد تعمد إصابة كواي ليونارد، إنه يلعب بطريقة بدنية وقوية، وقد حدثت الإصابة بالمصادفة وليست عن عمد أبدا. • هل تفكر في تطوير تسديداتك الثلاثية بما أن اللعبة اتجهت لها؟ •• لست لاعبا سيئا في تسديد الكرة، ولكن طريقتي في اللعب ومركزي مختلفين، أنا متخصص أكثر في البيك أند رول، واستعادة الكرات (الريباوند)، وحماية السلة، لا يوجد لاعب كامل. • كم عدد الساعات التي تقضيها في التمارين يوميا؟ •• نقضي أوقاتا طويلة في التدريب، في صالة الحديد واللياقة، وفي الملعب.. نذهب إلى هناك في الساعة 8:30 ونغادر في حدود الساعة 12:30، أربع ساعات تقريبا، لكننا نقوم بأشياء كثيرة جدا أيضا، مثل مشاهدة الفيديوهات للخصوم، ومحاضرات المدرب أيضا. • من هو أصعب لاعب واجهته من حيث الشخصية؟ •• أصعب شخصية واجهتها في اللعب هو ويستبروك، لأننا ربما الاثنان نحمل نفس الصفات، وهذا ما صنع بعضا من التنافس والصعوبة بيني وبينه. • هل كنت تتمنى اللعب في سن أصغر في NBA؟ •• لعبت كرة السلة في سن متأخرة، لذلك ذهبت إلى الدوري الأمريكي في سن كبيرة أيضا، تمنيت لو أنني لعبت في سن أصغر، لكنني سعيد بما حققته. • ينتهي عقدك الموسم القادم مع فريق دالاس.. ماذا تخطط؟ •• سأركز حاليا في الاستمرارية وتطوير أدائي، وبعدها سأنظر إلى الفترة الحرة، لكنني أفضل البقاء في ولاية دالاس، أنا سعيد هنا، وأحب فريقي، وزملائي، هذه المدينة رائعة حقا. • مايكل جوردن أم ليبرون جيمس؟ •• مايكل جوردن هو أفضل من لعب كرة السلة، لذلك سأختار مايكل جوردن طوال اليوم. • أفضل مباراة في مسيرتك؟ •• أفضل مباراة في مسيرتي هي نهائي إفريقيا 2011 في مدغشقر، عندما كانت البطولة مؤهلة إلى الأوليمبياد، حصلت على جائزة أفضل لاعب في البطولة، 28 أغسطس 2011 كان يوما استثنائيا وعظيما في حياتي ومسيرتي. أيضا من أفضل اللحظات في مسيرتي كانت عندما هزمنا فريق بورتلاند في موسمي الأول، تزامن ذلك مع يوم الاستقلال لبلدي تونس، وقد رأيت شعار تونس مع أحد المشجعين الحاضرين، كان شعورا رائعا، لعبت بشكل ممتاز، وانتصرنا في المباراة، وساعدنا ذلك الفوز في التأهل إلى النهائيات. • لاعب لا تحبه؟ •• لا أحب كل اللاعبين الذين لا يلعبون معي في نفس الفريق! • كافة جماهير العرب العاشقة لكرة السلة تحبك وتفتخر بك.. ستبقى خالدا في ذاكرة العرب العاشقين لكرة السلة وبطولة NBA؟ •• أنا مسرور وفخور جدا لأنني أمثل العرب في أقوى دوري لكرة السلة في العالم، إنها مسؤولية عظيمة على عاتقي، لتمثيل بلادي العربية التي أحبها جدا، أقدّر كثيرا تشجيعكم لي، هذا يعني لي الكثير، كل رسالة أتلقاها في وسائل التواصل الاجتماعي، كل تعليق يصلني، كل كلمة تصلني منكم يا أصدقائي وأحبتي العرب، تجعلني سعيدا جدا، تجعلني ألعب بكل طاقتي.
