آخر تحديث للمقالة بتاريخ : 14 ديسمبر 2014 الساعة : 6:05 صباحًا علاج من استوحشت نفوسهم مضى زمان ونحن كمجتمع متدين نعتقد ونظن أن مسألة سماع الموسيقى تعتبر مسألة محرمة قطعا ولا جدال في جواز سماعها . لكن في الوقت الراهن ومع ظهور باحثين شرعيين على الساحة الإعلامية (كما في برنامج الميدان مع الدكتور أحمد العرفج وفتوى الشيخ الكلباني)أصبح هناك مجالا للنقاش حول جواز سماع الموسيقى وأنها في بعض الأحيان قد تكون مستحبة كما في الأفراح والأعياد وغيرها . بغض النظر عن صحة الحكم على سماع الموسيقى من حيث التحليل والتحريم . فقد عشت حياتي كلها لا أحب الموسيقى وأعتقد بحرمتها بناء على ما تعلمت في المدرسة ومن خلال تأثري بالمجتمع المحيط . لكن أصبحت أقرأ وأبحث بدلا من أن أسمع وأكون متلقية واكتشفت فيما بعد أن نبي الله داوود عليه السلام كان يستخدم المزامير للتأثير على الناس وإدخالهم في دين الله .وكانت أدوات النبي داوود عليه السلام تسمى مزامير آل داوود ،كان يستخدمها كوسيلة روحانية للتأثير على وجدان الناس في ذلك الزمان. هذه الأداة تحرك الجانب الوجداني والروحي للإنسان وتؤثر فيه ،فقد تثير شجونه وحزنه فتجعله يبكي ويعيش لحظات حزينة وقد تجعله مبتهجا سعيدا ،فهي إبداع رباني يعكس فنا وجمالا خياليا وروحيا. يقول كارل ساغان عالم الفيزياء الفلكي وكذلك إخوان الصفا من قبله أن حركة الكواكب في الفلك تصدر عنها أصواتا وأنغاما موسيقية إبداعية .مما يعني أن الأنغام هي أصوات تصدر من الطبيعة الكونية التي أوجدها الخالق جل وعلا سواء كان في الفلك أو على سطح الأرض . فالأرض ومن عليها هي عالم مصغر يعكس عوالم كبيرة لا يدركها الإنسان . ما أود قوله هنا هو أن هناك أنواع من الموسيقى الهادئة تثير أحاسيس وشجون الإنسان الحقيقي الذي يحزن ويبكي ويفرح ويشفق ويتأمل ويحب الكون بما فيه ويتعجب من إبداع الخالق في كل شيء سواء في الطبيعة أو في الخلق أو في حتى التفكر في كيف أن سماع الموسيقى الإبداعية قد تغير مزاج الإنسان وتلعب دور السحر في التأثير على روحه وإحساسه. الغرض من هذا المقال هو أن الموسيقى قد تكون حلا لبعض المشاكل الفردية المستعصية . فهناك أفرادا استوحشت نفوسهم وتجردوا من الإنسانية والرحمة وأصبحوا وحوشا يذبحون وينحرون واستخدموا الخطاب الديني في تبرير جرائمهم ولا يعرفون فنا ولا جمالا روحيا. فمثل هؤلاء ومن ظهرت عليهم بوادر الوحشية ربما يفيد معهم وخاصة المبتديء منهم أو الصغير في السن ممن هو مقتنع بفكرهم استخدام الموسيقى الروحانية التي قد تحرك وجدانهم وتخرج أحاسيسهم فربما يرجعون أناسا أسوياء ذووا مشاعر وعاطفة إنسانية. فهناك دراسات نفسية وطبية وتربوية تثبت مدى التأثير الايجابي للموسيقى على نفسية ومزاج وراحة المرضى ، وكذلك أثبتت بعض الدراسات التربوية أثرها الفكري والنفسي على الأطفال بطريقة ايجابية.كما أن العالم المسلم أبو بكر الرازي ذكر فوائد الموسيقى على المرضى وما لها من أثر في تخفيف الألم . ولا أعني بالموسيقى هنا الموسيقى التي ترتبط بالمجون والفسق والرقص والكلام البذيء الفاسد فهي لاتصح دينيا ولا خلقيا ولا تربويا كما عند المسيحيين الذين يعتقدون بحرمة الغناء المرتبط بالكلام الفاسد . ولا أعني أيضا أن يضيع الإنسان وقته في إدمانها وسماعها بل كل شيء يكون بشروط وقيود حسب الظرف والحاجة. أرفق مع المقال مقطع موسيقي أرجوا من القاريء إن أحب سماعه أن يقيس مدى أثره على نفسه مع تأمله في الطبيعة الموجودة في الفيديو . بقلم أ. رفعة اليامي صحيفة نجران نيوز الالكترونية .