يلاحظ أن أغلب كتابات العنصر الرجالي التي تتناول موضوع الخلافات الزوجية تلقي اللوم على الزوجة فقط على أنها هي المتسبب الرئيس في خلق تلك الخلافات، وأن عليها أن تتحمل زوجها وتصبر عليه، وترى بعد ذلك إعجابات الرجال تنهال على الموضوع، وعلى العكس من ذلك يتصدى العنصر النسائي للرد على تلك الكتابات ويلقين باللائمة على الرجال بأنهم هم المتسبب الرئيس في خلق المشكلات بين الزوجين، ومن وجهة نظري أرى أن أسباب الخلافات الزوجية في الغالب يشترك في خلقها الطرفين، فلو أن كل طرف التزم بواجباته تجاه الطرف الآخر لما نشبت الخلافات بين الزوجين. أسوق اليكم قصة ولا أعلم حقيقة إن كانت واقعيةً أم من نسج الخيال، حيث تؤكد القصة لنا أن الزوجة هي المتسبب الأول في خلق المشكلات الزوجية فمتى ما غيرت هي من سلوكها السلبي مع زوجها سيتغير أسلوب تعامل زوجها معها، ولكني أتحفظ على فكرة القتل وعلى لجوء الزوجة لأمها لتشتكي لها مشاكلها مع زوجها، ومع ذلك فالقصة ممتعة وهادفة واليكموها: "كانت امرأة متزوجة تكره زوجها لأنه ممل ونكدي ولا يشكرها، اشتكت لأمها علَّتها مع زوجها وقررت أن تقتله ولكنها أرادت من أمها مساعدتها على فعل ذلك دون أن يكشفها أحد! أعطتها أمها سم أبيض وقالت لها ضعيه له في الطعام لمدة شهر سيموت على البطيء وعامليه بلطف حتى لا يشك أحد بأنك أنتِ من قتلتيه، ذهبت الزوجة للبيت تزينت ولبست ثياباً جميلة، حضَّرت لزوجها طعامه المفضل ووضعت السم الأبيض في الطعام وقدمته له، سرّ زوجها منها لا بل شكرها! المسكين لا يعلم ما تخططه له، يوم بعد يوم أصبح زوجها يهتم بها أكثر وأكثر ويغدقها بالكلام الجميل والهدايا وأصبح متعلق بها، في اليوم التاسع والعشرين، ذهبت الزوجة مسرعة عند أمها تطلب منها النجدة!! أمي! زوجي سيموت غداً وأنا لا أريد ذلك أحبه جداً، أصبح يعاملني بلطف ويقول لي أحبك حتى الموت ويشتري لي الهدايا ويأخذني معه أينما ذهب، لا أريد أن يموت ساعديني أرجوكي ما الحل! ضحكت الأم وقالت لابنتها: تغير زوجك لأنك أنت من بادر بالتغيير للأحسن، هو يحبك ولكن طريقة معاملتك السيئة جعلته سيئاً وطريقتك الحسنة هي من حسنته! قالت الزوجة باكية لماذا تضحكين ساعديني فأنا في مأزق! قالت الأم: لا داعي للبكاء والقلق يا عزيزتي السم الأبيض الذي أعطيتك إياه هو النشا وزوجك لن يموت والعلة كانت بك وليس به، ويمكنك الذهاب للبيت مطمئنة عليه الآن" (إلى هنا انتهت القصة) والشيء بالشيء يذكر، فإذا عكسنا أحداث وشخصيات هذه القصة وتخيلنا أن الزوج هو المتسبب الأول في خلق المشكلات الزوجية ومتى ما غير هو من سلوكه السلبي مع زوجته سيتغير أسلوب تعامل زوجته معه. نستنتج من القصة السابقة أنه قد يكون الشخص الذي يستهزئ بك أو يحتقرك بسبب أنك أنت أصلاً لم تقدره ولم تحترمه فكانت هذه منه كردة فعل تجاهك فلا تعامله بالمثل أو تعاديه فتتوتر العلاقة بينكما أكثر فقط جرب أن تبدأه بالسلام وتقدره وتحترمه وسترى النتيجة العجيبة. قال الله تعالى: "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم". أخصائي أول اجتماعي ماجستير خدمة اجتماعية