في السعودية في أول أيام السماح بالتجول الموافق يوم الخميس 5 / 10 / 1441 ه ، للعودة التدريجية إلى الحياة الطبيعية مع التشديد من قبل وزارة الصحة على الإلتزام بالتحذيرات الصحية الوقائية من كورونا المستجد، وبعد الجهود الجبارة والمضنية التي بذلتها الوزارة ومنسوبيها من أبطال الصحة والجهات الأمنية المعنية للتصدي لهذا الوباء والسيطرة عليه وبعد فترة الحظر والحجر الصحي المنزلي وتعطل عجلة الحياة الاجتماعية والاقتصادية وما صاحبها من ضغوط نفسية مرت بنا، قررت الدولة تحميل الشعب المسئولية ورفع الحظر الجزئي تمهيداً لرفعه الكلي وعودة الحياة إلى طبيعتها ولكن للأسف الشديد ما شوهد في هذا اليوم من عدم تحمل للمسئولية وعدم التقيد بالاحترازات الصحية كالتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات والتزاحم عند المحلات التجارية، والاستهانة والاستهتار بذلك عياناً بياناً. في المرحلة القادمة علينا أن نعتبر من تجارب الآخرين حتى لا نكون عبرة لغيرنا ففي بعض الدول التي سبقت السعودية وسمحت بالتجول اضطرت إلى العودة لنقطة البداية وفرض الحظر وتعطيل الأنشطة مرة أخرى، بعد أن لاحظوا اللامبالاة بالتعليمات ما أدى إلى الزيادة في ارتفاع أعداد الحالات المصابة بكورونا، لذلك يفترض منا أن نستفيد من تجارب تلك الدول وتحمل المسئولية التي أولتنا إياها حكومتنا الرشيدة، وأن نكون على قدر المسئولية الملقاة على عاتقنا، وإلا فإن كل فرد سيتحمل النتائج المؤلمة المترتبة على استهتاره، وقبل أن تضطر الحكومة إلى التدخل وتصحيح الوضع، وإعادته إلى حالته السابقة، المفترض قيام كل فرد بالدور المناط به وكذلك الأمر أيضاً يتطلب قيام الوالدين بأدوارهم الاجتماعية المتوقعة منهم تجاه أبنائهم للحد من عملية التباعد الاجتماعي والحزم في ذلك وتفعيل السلطة الأبوية في التدخل للضبط والسيطرة الأسرية فإن صلاح المجتمع من صلاح أفراده، فإذا قام كل فرد وكل رب أسرة بدوره المطلوب منه ستتكامل الأدوار وسنصل إلى بر الأمان بإذن الله تعالى. اللهم إنا نستودعك صحتنا وعافيتنا فاحفظها لنا يا رب العالمين. وكل عام وأنتم بخير