حذّرت الإدارة الأميركية الحكومة الإسرائيلية من مواصلة مشاريع البناء والتوسّع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، على اعتبار أنها "قد لا تكون مفيدة" بالنسبة لجهود السلام في الشرق الأوسط. ونقلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية عن مسؤول كبير في البيت الأبيض، قوله "بينما لا نعتقد أن وجود المستوطنات يمثل عقبة في طريق السلام، نرى أن بناء مستوطنات جديدة أو توسيع المستوطنات القائمة إلى ما وراء حدودها الحالية قد لا يكون مفيدا في تحقيق ذلك الهدف". وأضاف "لم تتم إستشارة البيت الأبيض حول القرارات الاستيطانية الأخيرة". وتأتي هذه التصريحات بعد ساعات من تعهد نتنياهو بإقامة مستوطنة جديدة بديلة عن بؤرة "عمونة" التي أقيمت على أراضٍ فلسطينية خاصة شمالي شرق رام الله وأخليت بموجب قرار من المحكمة الإسرائيلية العليا. ويعتبر هذا التصريح تغييراً مفاجئاً في موقف الإدارة الأميركية الجديدة تجاه الحكومة الإسرائيلية التي تعوّل بشكل كبير على ترامب لتصعيد انتهاكاتها في الأراضي الفلسطينية، بموجب المواقف التي أعلن عنها خلال حملته الانتخابية، والتي أكّد خلالها دعمه للمستوطنات وسعيه لنقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدسالمحتلة. ومنذ تولّي ترامب الرئاسة في الولاياتالمتحدة قبل أسبوعين، أعلنت الحكومة الإسرائيلية عن مخططات لبناء أكثر من 6 آلاف وحدة استيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة. يذكر أن ترامب انتقد مراراً سياسات الرئيس السابق باراك أوباما تجاه تل أبيب؛ لا سيما عدم استخدام واشنطن حق النقض "فيتو" في مجلس الأمن الدولي ضد قرار يدين الاستيطان، بتاريخ 23 كانون أول/ ديسمبر الماضي. وتابع المسؤول الأميركي للصحيفة قائلاً "كما اوضح الرئيس ترامب أنه معني جدا في التوصل إلى إتفاق ينهي الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي، وهو يبلور حاليا أفضل السبل لتحقيق التقدم نحو هذا الهدف". وأضاف "مع أخذ هذا الأمر بعين الإعتبار، نحن نحث جميع الأطراف على الامتناع عن القيام بخطوات أحادية يمكن أن تقوض قدرتنا على تحقيق التقدم، بما في ذلك الإعلانات الإستيطانية". وتابع "الإدارة بحاجة لفرصة كي تتمكن من التنسيق الكامل مع الأطراف حول التقدم إلى الأمام". ولفت المسؤول الأمريكي إلى أن ترامب يخطط لإثارة موضوع عملية السلام في اجتماعه القادم مع نتنياهو يوم الخامس عشر من الشهر الجاري. وأكد أن الولاياتالمتحدة "ما تزال ملتزمة بالدفع نحو إتفاق نهائي بين إسرائيل والفلسطينيين يؤدي إلى دولتين تعيشان جنبا إلى جنب بأمن وسلام". وتوقفت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، نهاية نيسان/ أبريل 2014، دون تحقيق أية نتائج تذكر، بعد 9 شهور من المباحثات برعاية أمريكية وأوروبية؛ بسبب رفض إسرائيل وقف الاستيطان، وقبول حدود 1967 كأساس للمفاوضات، والإفراج عن معتقلين فلسطينيين قدماء في سجونها.