قرر رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر، اليوم الأحد، دخول المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد حيث مقار الحكومة، للاعتصام بمفرده إلى حين تحقيق الإصلاحات السياسية. وأظهر البث المباشر لقنوات تلفزيونية قول الصدر لآلاف المعتصمين أمام أبواب المنطقة الخضراء: "سأدخل الخضراء بمفردي وأعتصم داخل الخضراء وأنتم تعتصمون على أبوابها"، وتابع مخاطباً الحضور: "لا تبارحوا المكان" قبل أن يتوجه إلى داخل المنطقة. وأمر الصدر المئات من أنصاره المحتشدين خارج المنطقة الخضراء التي تضم البرلمان والسفارات ومكاتب حكومية بالبقاء في الخارج والتزام السلمية. ويدعو الصدر رئيس الوزراء حيدر العبادي للمضي قدماً في خطة أعلنت الشهر الماضي لإجراء تعديل وزاري يعين فيه تكنوقراط بدون انتماءات حزبية أو طائفية بدلاً من الوزراء الحاليين لمعالجة المحسوبية السياسية المنهجية التي ساعدت على تفشي الفساد. وتأتي خطوة الصدر بعد انتهاء مهلة 45 يوماً كان حددها لرئيس الوزراء مطالباً بتغيير الوزراء التابعين للأحزاب السياسية المهيمنة على الحكم واستبدالهم بآخرين تكنوقراط. وأضاف أن من يقيمون في المنطقة الخضراء "راهنوا على أن لا فقر في العراق (في حين) راهنت أن الشعب في حاجة وفقر، وراهنوا على عدم وجود الفساد وراهنت على وجود الفساد، وراهنوا على عدم انضباكم وتنظيمكم، وراهنت أنكم مطيعون ومنظمون". وأكد أن "مشروع الإصلاح مهم جداً، رفعنا راية الإصلاح السياسي والحكومي، وأطلب منكم الاستمرار على هذا المشروع". وتوجه الصدر بعدها مع مجموعة قليلة من مرافقيه إلى البوابة الخضراء حيث استقبله جنود وضباط كبار قام عدد منهم بتقبيل يده من دون أن يعترض أحد طريقه. وجلس الصدر خلف جدار الخضراء الإسمنتي ونصب مرافقوه خيمة خضراء ستكون مكان اعتصامه.