يخاطرني شعور بأن الأنثى الملهمة المبدعة هي مهبط الإبداع وحنينه الوهاج المتقد في كل دروب التعبير الوجداني الفياض كونها تكتنز من الروح ما يصابي الوجد ويلهم الإلباب ويكتنف الشعور ويفتق المشاعر ويلهم الحس والوجدان. الأنثى الملهمة، الشاعرة، المبدعة مأوى الروح وسرى فيض الشعور والإلهام، مسافة بينها وبين الفيض الرباني المنهمر حيث تكون هي سر وحي الذات الروحي المحب للانسانية وملهمة النبوغ في الفلذات منها واليها المحبة وعليها تقنين السلوك النوراني الناشئ في الأجيال. محصلة كبيرة من الإلهامات تقتفيها الأنثى ببيانها المنهمر من السماء، فهي مبدعة الجدوى ملهمة القريحة شاكية الحرف والقلم المستمد اصراره وروحه من الهامات السماء. للمبدعة حديث قد يطول ولكنا نوجزه بأنها سر الالهام الرباني في القلوب ولها مدى بعيد بحيث تستجلي الالهامات المغيبة الكثيرة وتستوقد الاشواق والحفيظة الروحية ولها امتاع بالحرف والكلمة وكيف وهي الإولى خلقا ربانيا رحيما وسلوكا روحانيا مقننا في الحياة. انها ملهمة الذات منيرة دروب المستحيل جذوتها وقادة وشجنها غائم في الالباب ومسراها طويل في الروح منها واليها الكلمة والحرف المتدفق وبها يستقيم الشعور الروحي وتتهيأ النجوى الذاتية من خلالها لتكوّن ادبا روحيا عميقا بليغا يجتاز حدود المألوف من خلال شعورها وذاتها وروح عطائها، فهي تسابق الزمن وتجتاز حدود الألفة وتحيل المستحيل واللا ممكن وما استعصي على الفكر الى واحة ممكنة غير مستحيلة مقدرة بالإمكان وهي العطاء السخي نفسا وجسدا وروحا وحقيقة لا خيال، منها النبوغ واليها الإلهام وعلى عتباتها يستقيم الفكر الانساني كملهمة وهادية بذور الابداع الى طريق الكينونة والوجود.