في زوايا القلوب المنهكة كانت كلمة "الطلاق" آخر السطور في كتابٍ خنقته الخيبات وأغرقه الألم، قرار صعب يُتّخذ بعد ليالٍ طويلة من البكاء الصامت والحوار مع النفس، كان يومًا ما يُقال بخجل، ويُكتب بحزن، ويُطوى بحذر، كمن يدفن جزءًا من روحه مع علاقةٍ لم (...)
في لحظة عابرة من صيفٍ لم يكن كغيره، وقفت على شرفة مطلّة على وادي السودة، أتأمل ما حولي وأنا أحاول استيعاب التغيّر الهائل الذي شهده هذا الوطن خلال سنوات قليلة فقط. كانت نسمات المساء تداعب وجهي، والضباب يلف الجبل كأن الطبيعة تحتفل بجمالها. شيءٌ ما في (...)
تصوّر أن سقراط، الفيلسوف العظيم، عاد للحياة في هذا العصر الرقمي الصاخب، وقرر أن يستأنف عمله في التفكير النقدي، لكنه اكتشف أن الناس لم يعودوا يجتمعون في الساحات للنقاش، بل يلتفون حول هواتفهم المحمولة، يستهلكون المقاطع القصيرة، ويلاحقون "الترندات" بلا (...)
عامان مضيا على رحيلك يا أبا تركي، وما زالت الذكرى حيّة كأنها حدثت بالأمس، وما زال الحزن مقيمًا في أعماقي، لم يهدأ ولم يتبدد، بل كبر معي واستوطنني كلما أدركت أنني لن أراك مجددًا، لن أسمع صوتك، ولن أستمتع بأحاديثك التي كانت تبعث الدفء والطمأنينة في (...)
ثمانية أعوام مرت منذ أن تولى سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – ولاية العهد، وخلال هذه السنوات، شهدت المملكة قفزات غير مسبوقة في مختلف المجالات. لم يكن صعود المملكة في هذه الفترة مجرد صدفة، بل كان نتاج رؤية طموحة، وعمل دؤوب، وإصرار على (...)
في حياة كل واحد منا أشخاص يتركون بصمة لا تُمحى، حضورهم يشبه الظل الذي يرافقك أينما ذهبت، يدعمك في صمت، ويسندك عندما تتعثر. قد نكون محظوظين عندما نجد هؤلاء الأشخاص في الأصدقاء أو المقربين، لكن قمة الحظ والسعادة أن يكون هذا الشخص أخًا، شريك دم ونشأة، (...)
فيض حديثي علاقة جوهرية، جمعت في مكنونها ميثاقا غليظا، هي رحمة بل فطرة بشرية، نالت من بصمات روحها أركان أساسية، يتبلور صدى عمرها بقدر الانسجام الروحي بينهما، فعمق العقل لا يدرك معنى هذه الأرواح المتجانسة، عبيرها فواح، وعطائها بلغ أقاصي الفضاء، يزداد (...)
صمود على مدى ثلاثة قرون، وتاريخ مجيد منذ عام 1139ه إلى عامنا هذا، ذاكرة مملوءة بالمجد والعلياء، وفياضة بالبذل والعطاء، ومطبوعة بالإنسانية والإخاء.
جمعت في صميم ثراها عدلاً تسامى في عُلاها، ورمت بكل فخامة قولاً تطاول في سماها، هي موطني.. وموطن أجدادي (...)
تعلن الرحلة وصولها إلى مطار الملك خالد الدولي.. لأحمل حقيبتي متجهاً نحو بوابة الخروج بعد غياب لنحو خمسة أعوام.. نعم، عدت لوطني حاملاً بين طيات نفسي كمّاً مليئاً من الشوق، ممتلأ بالإيجابية، مشعاً بالأمل، مشبعاً بلهفة العطاء.
ففي ميدان السباق يعدو (...)