تخلت وزارة التربية بفرنسا عن مشروع تدريس "أبجديات العدالة" بين الذكور والإناث في المدارس وتبديله بمشروع جديد، بعد حملة قادتها جمعيات يمينية متطرفة وأخرى مناهضة للزواج للجميع. وبحسب "فرانس 24"، أعلن وزير التربية الفرنسي بونوا هامون اليوم الاثنين التخلي عن مشروع تدريس "أبجديات العدالة" بين الذكور والإناث في المدارس وتبديله بمشروع جديد و"طموح" حسب تعبيره. ويهدف برنامج "أبجديات العدالة" بين الذكور والإناث، كما كان مخططا له، إلى محاربة "الأفكار المسبقة" و"الاعتقادات الخاطئة" بخصوص الفوارق بين الجنسين السائدة بين التلاميذ الذكور والإناث على حد سواء، إضافة إلى نشر قيم العدالة والاحترام ومحو كل الفوارق التي يمكن أن تسببها هذه الأفكار سواء كان في مجال الدراسة أو العمل أو الحياة اليومية. وتعد وزيرة حقوق المرأة والشباب والرياضة نجاة فالو بلقاسم، من أبرز المدافعات عن هذا المشروع الذي بدأ اختباره العام الماضي في 275 مدرسة فرنسية مع هدف تعميمه على جميع المدارس الفرنسية مع بدء العام الدراسي لعام 2014- 2015. جمعيات كاثوليكية ومسلمة ناضلت ضد هذا المشروع ---------------------------------------------- وكان هذا البرنامج موجها للمدرسين وموظفي قطاع التربية، المطالبين بعدها بشرحه للتلاميذ وعائلاتهم وتجسيده على أرض الواقع عبر بعض الدروس المبرمجة طيلة العام الدراسي. لكن وزير التربية بونوا هامون ووزيرة حقوق المرأة والشباب والرياضة نجاة فالو بلقاسم رضخا في نهاية المطاف لضغوطات عديدة، جاءت معظمها من جمعيات كاثوليكية متطرفة ومسلمة، ناضلت سابقا ضد مشروع زواج المثليين ونظرية "النوع الاجتماعي" أو ما يعرف بنظرية "الجندر". وسعت هذه المنظمات إلى الترويج لأفكار خاطئة، كإرغام الأطفال على لبس التنورة أو ممارسة العادة السرية، كان الهدف منها الضغط على الحكومة للتخلي على المشروع. محاربة بعض الأفكار المسبقة ---------------------------- ولتفادي حركات احتجاجية وإضرابات بالسلك التربوي مع بدء العام الدراسي المقبل، فضل بونوا هامون التخلي عن هذا المشروع وتبديله ببرنامج تربوي جديد أكثر تأقلما مع واقع التلاميذ في المدارس حسب ما أعلنه الوزير في مقابلة أجراها مع جريدة "لوباريزيان" اليوم الاثنين. وأكد بونوا هامون أن مادة جديدة سيتم إدراجها في برنامج تكوين المعلمين، وستتعلق بمبدأ "المساواة والعدالة" بين الإناث والذكور، فضلا عن برنامج آخر يهدف إلى محو الفوارق. فيما أضاف أن المشروع الجديد لن يحمل اسم "أبجديات العدالة". وأضاف وزير التربية أن إمكانيات تربوية ووسائل بيداغوجية جديدة سيتم وضعها تحت تصرف المعلمين لمساعدتهم على توصيل الأفكار والمفاهيم للتلاميذ ولأوليائهم. لا لدخول الإيديولوجية إلى المدرسة -------------------------------------- ومن بين الأهداف الأساسية لهذا التكوين، محاربة بعض الأفكار المسبقة المتواجدة منذ زمن طويل داخل المدارس، مثل تلك التي تشير إلى وجود مهن مخصصة للذكور وأخرى للإناث أو تلك التي تزعم بأن الرجال أكثر ذكاء من النساء. ونفى وزير التربية أن يكون قد تخلى عن مشروع "أبجديات العدالة" بسبب ضغوطات من اليمين المتطرف أو جمعيات مناهضة لزواج المثليين. وإلى ذلك، عبرت زعيمة الجبهة الوطنية – اليمين المتطرف- مارين لوبان عن سعادتها بعد تراجع وزارة التربية التي تخلت عن مشروعها، في حين دعت الجمعية المناهضة لزواج المثليين أنصارها إلى توخي الحذر، مشيرة إلى أن ترك مشروع "أبجديات العدالة" جانبا لا يعني أن الحكومة تراجعت عن مشروعها التربوي بشكل نهائي، مضيفة بأنها ستعارض دائما فكرة دخول الإيديولوجية إلى المدرسة".