أكَّد مسئولون استخباريون أمريكيون أنَّ الرئيس السوري بشار الأسد لا يزال يسيطر بإحكامٍ على الأمور في سوريا ولا توجد مؤشرات على حصول انشقاقات لمسئولين رفيعي المستوى في الحلقة المحيطة به على الرغم من الجهود التي تبذلها الولاياتالمتحدة والدول الغربية من خلال العقوبات وغيرها لإحداث انشقاقات داخل النظام. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" في تقرير نشرته اليوم السبت عن ثلاثة مسئولين استخباريين، رفضوا الكشف عن هوياتهم، أنَّ الحلقة الداخلية للأسد "لا تزال راسخة" ولا أدلة كبيرة عن اعتزام مسؤولين رفيعي المستوى في النظام الانشقاق على الرغم من الجهود التي تبذلها إدارة الرئيس باراك أوباما وحلفاؤها لاستخدام العقوبات وغيرها من الإجراءات لخلق موجة من الانشقاقات عن الأسد. وأشار المسئولون إلى أنَّ التكتيكات التي يتبعها النظام السوري أصبحت أكثر عنفًا، وقالوا: إن صور أقمار صناعية سمح بعرضها على المعنيين أمس الجمعة تظهر قصفًا مدفعيًا عشوائيًا ألحق أضرارًا بمدارس ومساجد وغيرها من المنشآت في مدينة حمص في الأسابيع الماضية. وأشاروا إلى أنَّ سوريا تمتلك قوة عسكرية كبيرة تشمل 330 ألف جندي وطائرات استطلاع زوّدتها بها إيران وشبكة كبيرة من منشآت الدفاع الجوي ما سيصعب على الولاياتالمتحدة أو غيرها من القوى فرض منطقة حظر جوي. وأوضحوا "هذا جيش بُنِي من أجل حرب برية مع الإسرائيليين" وأردف أنّه بعد أن كان النظام قد امتنع عن مهاجمة مناطق تجمع مدنية في بداية الأزمة "تَمّ رفع هذا الامتناع". وبينوا أنَّ هناك عدة عوامل تحمي النظام من الانهيار، أبرزها اقتناع حلقته الداخلية أنَّ التخلي عن السلطة سيعني الموت أو السجن مدى الحياة. ولفتوا إلى أنَّ المعارضة السورية غير منظمة وتنقصها الخبرة في القيادة، كما أنَّ نجاح مساعي جذب تأييد واسع للمعارضة بين الجماعات من الأقليات كان محدودًا، وأنّ بين 10 آلاف و20 ألف جندي انشقوا لتأليف الجيش السوري الحر الذي وصفوا تنظيمه بغير المضبوط وبدون قيادة فعالة". وأكَّدوا أنَّ سوريا التي تبلغ مساحتها عُشْر مساحة ليبيا تتمتع بجيش أكبر منها ب4 مرات وترسانة الدفاع الجوية أكبر ب5 مرات من تلك التي كانت في ليبيا ومعظمها روسي الصنع.