السؤال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. هناك امرأة كبيرة لا تعرف الليل من النهار، ولا أوقات الصلاة، وإذا بدأت الصلاة لا تكملها، إلا أنها تعرف أبناءها.. هذه المرأة تطلب من أحد أولادها الرجال ملازمتها بشكل دائم ومستمر، فأصبح هذا الابن ملازما دائما لها يخرج فقط إلى السوق ولشراء حوائج المنزل، أما الصلاة في المسجد فيرى أن الأولى هو طاعة والدته والبقاء معها، فهل يجب عليه ملازمتها بهذا الشكل؟ علما أن جميع أبنائها وبناتها يريدون أخذها معهم إلى منازلهم، إلا أن هذا الابن -وعمره فوق الثلاثين سنة- يرفض ويريد أن تبقى معه في المنزل مع وجود خادمة معهم؛ بحجة أن هذا في مصلحة الأم. وأنها تريد البقاء في هذا المنزل. يقول هذا الابن إن الصلاة في المسجد ليست واجبة، ويذكر اختلاف الأئمة في ذلك، وبالتالي أصبح يصلي في المنزل فما توجيهكم له؟ وهناك شخص آخر يفكر في الذهاب إلى الطبيب النفسي، من أجل الاستشارة في راحته النفسية، لأنه في صغره كان يعاني من الأزمات النفسية، فما نصيحتكم له؟ الجواب الحمد لله، وصلى الله وسلم على محمد وآله، وبعد: فإن صلاة الجماعة واجبة على الرجال القادرين في المساجد إلا من عذر، وقد دل على ذلك الكتاب والسنة وإجماع أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- قال ابن مسعود -رضي الله-: (من سره أن يلقى الله غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات حين ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيه -صلى الله عليه وسلم- سنن الهدى، وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق) رواه مسلم في صحيحه. وبر الوالدة من الواجبات كذلك، بل من أعلاها، ولا يحل ترك واجب الصلاة في المسجد بحجة القيام بواجب آخر، لكن له أن يتخلف عن الجماعة في الظروف الطارئة بقدرها، وأما ما ذكره السائل من أن بعض أهل العلم لا يرى وجوب الجماعة فصحيح، لكن لا يحل للمسلم أن يتذرع به لترك الحكم الشرعي الذي اتفق عليه أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم -، وإن صلى في البيت بلا عذر فصلاته صحيحة مع الإثم. والله أعلم. جواب السؤال الثاني: ننصح الأخ السائل عن حكم الذهاب إلى الطبيب النفسي بأن يكثر من الذكر لاسيما قراءة القرآن والاستغفار والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- فما ذكر فيه الشفاء التام بإذن الله، ويتخذ مع ذلك غيره من الأسباب، ولا بأس من استشارة طبيب نفسي عرف بالخبرة والأمانة، جمع الله لك بين الأجر والعافية.