سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الفيصل مخاطباً نظراءه الخليجيين: العلاقة مع اليمن ستبقى متميزة والرئيس صالح أول مَن احتج على حادث الحدود المؤسف اختتام الاجتماع الثاني لمناقشة الورقة القطرية
اُختتمت مساء الثلاثاء 10/11/2009 في الدوحة أعمال الاجتماع الثاني لمجلس وزراء خارجية دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، لمناقشة رؤية دولة قطر لتفعيل دور مجلس التعاون، ورأس وفد المملكة في الاجتماع وزير الخارجية صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل. وأكد رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في دولة قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، خلال الكلمة التي افتتح بها الاجتماع، وقوف دول مجلس التعاون مع المملكة العربية السعودية الشقيقة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، في مواجهة الاعتداءات والتجاوزات التي قام بها المتسللون لأراضيها في انتهاك للحدود وتجاوز للقانون. وقال ابن جبر"إننا في الوقت الذي ندين فيه تلك الاعتداءات والتجاوزات فإننا نؤكد حق المملكة في الدفاع عن سلامة أراضيها وأمن مواطنيها.. مؤكدين أن أي مساس بالمملكة العربية السعودية الشقيقة هو مساس بأمن وسلامة دول المجلس كافة". وأوضح ابن جبر "أن هذا الاجتماع يأتي انطلاقا من توجيهات أصحاب الجلالة والسمو قادة دول المجلس في لقائهم التشاوري الحادي عشر بشأن دراسة ورقة دولة قطر لتفعيل دور مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ووضع ما ورد فيها من مقترحات موضع التنفيذ بشكل مبرمج ومفصل في إطار جدول زمني محدد يهدف إلى تسريع مسيرة مجلس التعاون المباركة. وأشار في كلمته إلى أن ما تضمنته رؤية دولة قطر من أفكار ومضامين تنبع من الإدراك بالأهمية الخاصة لمجلس التعاون ودوره في كل ما من شأنه أن يعزّز ويعمّق أواصر الأخوة والتكامل بين شعوبه، مؤكدا أن هذه المداولات وتبادل الأفكار والرؤى بين وزراء خارجية دول مجلس التعاون ستسهم في بلورة رؤية مشتركة حول ما تضمنته الورقة القطرية. من ناحيته، أعرب الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية بسلطنة عُمان يوسف بن علوي عبد الله الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للمجلس، عن ثقته بأن المداولات الأخوية والبناءة في هذا الشأن ستسفر عن توصيات مهمة يتم رفعها لقادة دول المجلس في دورته الثلاثين التي ستعقد في دولة الكويت، مشيرا إلى أن دول مجلس التعاون التي حققت لشعوبها تنمية واسعة وغير مسبوقة في المنطقة بفضل تعاونها المشترك وفي إطار خططها الوطنية عازمة على المُضي قدما في هذا الطريق الذي رسمه قادة دول المجلسٍ، مشددا على أن دول مجلس التعاون لن تتساهل أو تتهاون مع أي عائق أو محاولة لإشغالها عن تحقيق مزيد من التعاون المثمر، مؤكدا وقوف دول مجلس التعاون مع المملكة العربية السعودية في حماية حدودها من هجمات المتسللين عبر الحدود المشتركة مع الجمهورية اليمنية. وقال يوسف بن علوي عبد الله: "نؤكد وقوفنا صفا مرصوصا مع الشقيقة المملكة العربية السعودية في حماية حدودها المشتركة مع اليمن الشقيق " معرباً عن ثقته بأن المملكة العربية السعودية قادرة -بإذن الله- على رد العدوان وقال إن دول مجلس التعاون تقف معها في ذلك. وأكد أن الجمهورية اليمنية هي الجارة الأهم لمجلس التعاون، وأن ضمان أمن اليمن مرتبط بأمن دول مجلس التعاون، ومن هذا المنظور سيواصل المجلس التنسيق على المستويات كافة مع الجمهورية اليمنية. وأضاف انه من منطلقات الدور الفاعل لمجلس التعاون في العمل العربي المشترك والجهود المبذولة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، فإن دول المجلس ستواصل الجهود مع أشقائها لتحقيق سلام قائم على العدل واستعادة الحقوق الوطنية الفلسطينية لإقامة الدولة الفلسطينية على الأراضي الفلسطينية وعاصمتها القدس. واستطرد قائلا "وعلى الرغم من شعورنا بخيبة الأمل في موقف الولاياتالمتحدةالأمريكية في مواجهة السياسات الاستيطانية للحكومة الإسرائيلية، فإننا نعتقد أن المقاربة الأمريكية الأخيرة بين استمرار الاستيطان الإسرائيلي وعودة السلطة الفلسطينية للمفاوضات مع الحكومة الإسرائيلية إنما هي مقاربة واهمة لا يمكنها تحقيق أي تقدم في عملية السلام". ودعا الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عُمان بهذا الصدد، إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، إلى إعادة النظر في سياساتها بما يظهر جدية وتوازنا في علاقاتها مع دول المنطقة. كما أعرب عن سرور دول المجلس بتمكن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري من التوافق مع إخوانه القادة اللبنانيين على إقامة حكومة الوفاق الوطني، مجددا تأييد دول المجلس لدولته وحكومته، داعيا الله -جل شأنه- أن يديم الأمن والأمان، وأن يجزل النعم على الشعب اللبناني الشقيق.
من جانبه، عبّر صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية، في كلمته خلال الاجتماع، عن الشكر الجزيل لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون على وقفتهم القوية التي وقفوها مع المملكة، وقال "باسم خادم الحرمين الشريفين وحكومة المملكة العربية السعودية أتقدم بالشكر للقادة الكرام على الوقفة الأصيلة التي وقفوها مع المملكة، وهذا دليل على ما يربط بين دولنا من وشائج وعلاقات. وطمّأن سموه دول مجلس التعاون بأن هذا الحادث المؤسف تمت السيطرة عليه، وقال "هناك متسللون مسلحون دخلوا الأراضي السعودية وتم الانتهاء من التعامل معهم". وأكد الأمير سعود الفيصل أن العلاقة ستبقى متميزة بين اليمن والمملكة العربية السعودية، مشيرا إلى أن أول مَن احتج على ما حدث هو الرئيس اليمني علي عبد الله صالح. وكان صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية ووزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي لدول الخليج العربية قد وصلوا إلى الدوحة في وقت سابق، وكان في استقبالهم بمطار الدوحة الدولي معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية بدولة قطر، ومعالي الأمين العالم لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن العطية، وسفراء دول المجلس لدى قطر، وعدد من المسؤولين.