مع عطلة نهاية الأسبوع في يومي الخميس و الجمعة تتحول جدة إلى مدينة عشوائية، إذ تغييب رقابة الأمانة والبلديات الفرعية على مختلف الأسواق والأحياء وبالذات ، الشعبية منها والمولات والمطاعم وبقية المحلات، حتى يخيل للمرء أن الأمانة عن قصد تجعل من يومي الخميس والجمعة متنفسا للمخالفين ولمن يريد أن يخالف بدء من بيع اللحوم ومنتجاتها في الشوارع دون برادات أو محلات مكيفة (سوق لحوم غليل) وحتى انتشار بائعي الخضار والفواكه والأطعمة الجائلين في الشوارع والأزقة الضيقة. وفي جولة ل (عناوين) قامت بها صباح الخميس 4 مارس 2010 وعصر الجمعة 26 فبراير 2010 اتضح أن الرقابة تغيب كليا عن مختلف الأسواق الشعبية وبالذات في حراج الصواريخ و أحياء البلد وغليل والكرنتينة والثعالبة والجامعة والعزيزية والشرفية وبني مالك. ويسهل على من يذهب إلى حراج الصواريخ أو يمر في تلك الأحياء والأسواق مشاهدة الازدحام الشديد للمتسوقين الذين كثيرا ما يقعوا فرائس سهلة للغشاشين من بائعي السلع المغشوشة أو المضروبة والتكدس البشري لبعض الجاليات في أحياء مثل غليل الذي يتحول وسطه (سوق البنغالة) إلى مدينة بنغالية مصغرة، أما الشرفية فتتحول إلى مدينة هندية بامتياز سواء من حيث المتسوقين أو البضائع المعروضة أو اللغة المتداولة، حيث يزداد بيع الأطعمة المكشوفة وكثير من البضائع منتهية الصلاحية أو التي على وشك الانتهاء ولم يبقى من عمرها إلا شهر أو شهران أو أسبوع وأحيانا أيام معدودة وهي معروضة في الهواء الطلق معرضة لأشعة الشمس المباشرة والتربة. وحول هذه المشكلة ورأي المواطنين فيها قال مسفر العتيبي "نعم نلاحظ هذا القصور من الأمانة والبلديات الفرعية وتدني الرقابة على الأسواق في عطلة نهاية الأسبوع وبالذات يوم الجمعة حيث ينتشر المخالفون في كل مكان ويتم عرض السلع التي لا نعلم إن كانت صالحة أم لا في أكثر الأسواق الشعبية وبالذات في حراج الصواريخ"، وأضاف "حتى تلك التي يوجد عليها تواريخ تدل على صلاحيتها فإننا نشك بمدى صدقيه ما عليها من تواريخ قد تكون مزيفة، لذلك نناشد الأمانة من تكثيف الرقابة على الأسواق وبالذات الشعبية منها مع نهاية عطلة الأسبوع وعلى الأخص يوم الجمعة وسوف تكشف الكثير من المخالفات". من جانبه يشير المواطن احمد الشمراني إلى أن الرقابة من قبل الأمانة ليست معدومة لكنها تفتقد إلى الاستمرارية والفجائية وإن حدثت تكون نادرة، ويضيف "أنا بصراحة لم أشاهد البلدية تداهم أسواق مخالفة في يوم الجمعة حتى الآن ورغم ذلك اعتقد أنها موجودة". وعن تكدس الأسواق الشعبية ببعض الجاليات وان كانت تشكل ضررا على بقية السكان أم لا رد قائلا : "أنا لست ضد أن يكون لأبناء جالية ما سوق معين ولكن لابد أن يكون منظما ومراقبا من جميع النواحي حتى لا تؤدي الغفلة عن مثل هذه الأسواق إلى حدوث مخالفات متعددة وأشدد على ضرورة التنظيم والرقابة". أما مدثر عبد الكريم من أبناء السودان فيقول عن ضعف الرقابة في الأسواق يوم الجمعة، " هذا شيء ملاحظ وكثيرا ما تساءلت عن السر في هذا بيني وبين نفسي ولم أجد جوابا شافيا اللهم إلا انه قصور واضح لابد من تداركه وتصحيحه".