نرسل أبناءنا للمدارس ليتعلموا ولتصقل تربيتهم قبل ذلك، لا ليعودوا إلينا مدمنين أو أسارى عادات قبيحة ومحرمة. كنت أسمع من يقول: نربي 6 سنوات ونحرص على حماية عقول وألسنة أبنائنا، فيعودون من اليوم الأول في المدرسة بكم كبير من الكلمات السيئة والعادات الغريبة، فنبدأ علاجهم مما يتعلمون في محضن التربية والتعليم! استدعى هذه الأمور التحقيق الذي نشرته صحيفة اليوم يوم الأحد الماضي بعنوان (مدارس غرب الدمام تعجُّ «بالنشوق والشمّة » والتربية «مكانك سر » !) وكان من إعداد الأستاذ محمد الزهراني، وقد ذكر فيه أمورا مخيفة على ألسنة الطلاب أنفسهم بعد أن صدّر تحقيقه بقوله : ( من المخجل جداً أن تصبح المحاضن التربوية والمؤسسات التعليمية محاضن لترويج الممنوعات ومراتع لتعلم السلوكيات الشاذة، بل لا أجد نفسي مبالغاً إذا قلت : إن أكثر من يتعلم التدخين أو غيره من السلوكيات إنما تعلمها من المدرسة وهذا بشهادة عدد من الطلاب الذين أفادوا بأن زملاء المدرسة هم الأساس في اكتساب عادات قبيحة والوقوع في براثن الممنوعات)، يقول لي أحد المهتمين بالتوعية والإصلاح : كنت أقول لجمع من الطلاب: كيف يدمر الإنسان نفسه بشراء حبة مخدرات بخمسين ريالا؟! فرد بعض الطلاب : معلوماتك قديمة يا شيخ! الآن الثلاثة بخمسين!! وورد في التحقيق المخيف قول محمد طالب الأول الثانوي وهو تاجر وخبير شمّة محترف : ( استخدمت الشمة السوداء منذ أن كنت في المرحلة المتوسطة ) وتم توفيرها له من أبناء العمومة ثم وجد المدرسة تغرق في رزم من الشمّات ليتحول إلى بائع بدخل يومي من 30 إلى 40 ريالا. المشكلة أن البعض ذكر أن المعلمين يتجاهلون الموضوع وكأنهم لم يروا شيئاً! والسبب - كما ذكر أحدهم - أن المعلمين يدخنون، وإذا كان بيتك من (دخان) فلا ترمي أهل الشمة، وأعتقد أن هناك سببا آخر لم يذكره الطلاب وهو الخوف فمن يحمي المعلم اليوم؟! من خطورة هذا التحقيق أنه أجري في غرب الدمام، وبالتالي فماذا يقول أصحاب المناطق الحدودية والأمر عندهم أكبر من مجرد نشوق وشمّة؟! يقول لي أحد المهتمين بالتوعية والإصلاح : كنت أقول لجمع من الطلاب: كيف يدمر الإنسان نفسه بشراء حبة مخدرات بخمسين ريالا؟! فرد بعض الطلاب : معلوماتك قديمة يا شيخ! الآن الثلاثة بخمسين!! عموماً ليست وزارة التربية - رغم خطورة دورها - هي الوحيدة التي ( مكانك سر ) بل هناك الكثير ( للخلف در )، وبدلا من تراشق الاتهامات فلنتكاتف جميعاً من أجل حماية من لم يقع على الأقل. shlash2020@twitter