سعدت يوم الجمعة الماضي باتصال من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز ، وكانت المناسبة مقالتي الأسبوع الماضي حول تحول شبكات التواصل الاجتماعي من مهامها المفترضة للتعبير عن الآراء الحرة والنقد الموضوعي إلى بؤر وحجور وملاذات للاختلاقات ونشر الشائعات وتضخيم الأخطاء. وكان سمو الأمير لا يعترض على النقد الموضوعي للأخطاء، ولكنه كما يبدو تسيئه حملات التجني والاختلاقات والشائعات التي تنشر في شبكات التواصل الاجتماعي حول المملكة ومسئوليها. وهو الصداع الذي يتعرض له كل مسئول في البلاد وخارجها. يا الله كم الهم ثقيلاً وجاثماً كجبال حجر حينما ينبري قوم صفيقون ولئيمون ومنحطون، يتحدثون باسم الفضيلة والإخلاص ويلقون التهم جزافا.. وكم هو الألم مضاعفا حينما يمتلئ الظهر بخناجر الغادرين.. تلك من شيم السوداويين وسلوكيات الأمراض.. سمو الأمير محمد بن فهد رجل تولى إدارة المنطقة الشرقية ، وكل مسئول ، سواء والي منطقة أو وزير أو مدير إدارة خدمات بلدية أو مدير شركة أو مدير مستودعات، حتماً له حسنات وأخطاء، وطبقا لحتميات التاريخ، يلتف حوله موظفون ومريدون ومستفيدون وأعداء ومتربصون.. المريدون، بطبيعتهم، يحاولون تلميع المسئول والاستخفاف بالأخطاء طمعاً في رضاه والتملق له ومناغمة طبيعة النفس البشرية التي ترنو إلى الكمال. والأعداء والمتربصون، يضخمون الأخطاء، ويفسرونها على أنها كوارث ومفاسد بل ويختلقون من عندياتهم إشاعات وأقاويل يلبسونها ثوب الحقيقة وينثرونها بين الناس بألسنة الصلاح والتقوى، بينما هم يصفون حسابات شخصية، ويمعن السوداويون المرضى في جعلها ظلمات من السواد والعتم. فيما يتعلق بالأخطاء فإن كل عمل عام لا بد أن تشوبه أخطاء، و«من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر» كما قال سيدنا المسيح عليه السلام. والأمير نفسه لم يتجاهل وقال إنه توجد أخطاء، وأنه اجتهد وقدم ما بوسعه. وبالنسبة إلي توجد أخطاء وتقصيرات، وإذا كنا لم نكتب عنها وهو بين ظهرانينا، لسبب آو آخر، فإنه من غير اللائق أن نتحدث عنها والأمير قد طلب الإعفاء وغادر منصبه. فليست من شيم الكرام الطعن في الظهر، كما تفعل الخناجر الغادرة التي لا تقدر على المواجهة في الزمان الذي تفرضه الشهامة والرجولة، ولكنها تعمل في الظلام والظلمات وخلف الحجب وتنسج خيوط الفتن. وبالنسبة للإنجازات، وكي لا ننسى وللتاريخ، فإن الأمير محمد بن فهد قد أنجز مشروعات معروفة بلدية واقتصادية وأسس جوائز للتطوير الاجتماعي ولإرساء ثقافة التفوق والالتزام في أوساط مسئولي المنطقة ومواطنيها وطلابها. كما كان سباقاً إلى الاهتمام بحالات الحوادث والوفيات وتعزية المصابين ومواساة المحزونين. بالنسبة للشائعات، فهي حتى هذه اللحظة شائعات تلوكها الألسن، وليس عليها دليل. والمبدأ هو الدليل وإلا كل إنسان معرض للطعن في ذمته وضميره ونهجه وعمله. وعادة مروجو الشائعات بين الناس ليسوا الفقراء ولا المساكين ولا المتعبين ولا مسلوبي الحقوق، فهؤلاء ليس لديهم القدرة على تضخيم الأخطاء ولا انتاج الشائعات وترويجها، إنما مختلقوها ومروجوها لا بد أن يكونوا منافسين أو غرماء أو خصوما أو «أحزاب» ومؤسسات ترويج أو ساخطين لأسباب شخصية ونفسية، ويسلمونها لوكالة «يقولون» البصماء البلهاء التي تنسخها وتنشرها بلا تمحيص أو تمييز. والدليل أن آلة إنتاج الشائعات لا توفر أحداً، فإنها قد بدأت من الآن بالترويج والأقاويل والشائعات بحق صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الجديد. قدر المسئول العام سواء كان أميراً أو أميناً لبلدية أن يكون معرضاً للطعن والتشويه حتى من موظفين ساخطين أو من تجار ورشاة ومتملقين لا يستجاب لهم وربما من طموحين إلى ذات المنصب، ينشرون سمومهم بلسان الصلاح والتقوى. وأصبحت شبكات التواصل الاجتماعي منصبة للنقد الموضوعي وايضاً للتنفيس الدنيء ونفث السموم والأمراض. كل يستخدمها وفق قناعاته وتربيته ومراهقته وضميره وغايته وهواه. ** وتر بقدميها المخضوبتين بعطر الشيح.. تعبر مفاوز ومسافات ووهاد ووجوه غرباء وأسئلة.. بقدميها المخضبتين برائحة الثرى، تخوض في النهر العظيم.. ووديان خصيبة.. وصحاري ظمأ.. وبوابات مدن الزجاج.. بخصلة شعرها تكتب الريح قصائد الحلم.. وبأنفاسها تخلد حكاية الآلام.. وضوح الأمل.. [email protected]