للفنان السويسري بول كلي عام 1914م، في هذه اللوحة يرسم كلي مدينة الحمامات وجامعها من مكان ما خارج أسوار مدينة القيروان عندما كان يزورها، وقد فتنته أبواب هذه المدينة وقبابها ونوافذها المزخرفة الألوان والأشكال، واللوحة تُظهر بدايات تحوله إلى التجريد بعد أن قرر أن يدير ظهره إلى الطبيعة، والصورة تتألف من عناصر تجسيدية وأخرى تجريدية، الجزء العلوي منها يُظهر الجامع محاطا ببرجين وحديقة، أما السفلي فيتألف من مناطق استخدم فيها ألوانا شفافة ونقية مع تبايناتها، زيارة كلي إلى تونس أثارت تأملاته وأفكاره ومنحته نموا روحيا وأصبحت ألوانه بعدها متحررة من أي قيود، واستمر ذلك البلد يوفر له الإلهام وظل يرسمه من الذاكرة لسنوات طوال، وخلال إقامته هناك رسم أكثر من ثلاثين لوحة مائية.