هذه عبارة يجب أن يفهمها ويعي معناها جيداً من نسي عندما تقلد منصباً أو أصبح في موقع مهم أنه سيتركه في يوم ما, فأخذ يصرخ ويتأمّر ويستهزئ بالجميع مستغلاً المكان الذي وصل إليه، والذي ربما كان للواسطة المتفشية دور مباشر فيه، وكأنه الفاهم الوحيد وغيره لا يفهمون شيئاً.. بعض هؤلاء تجده يستكثر السلام على الناس، وربما لا يرد لو بادر احد بالسلام عليه في وضع مضحك يشرح الحالة النفسية الذي وصل إليها.. والبعض الآخر تجده أصبح ممثلاً بارعاً حتى أمام زملائه ليوهمهم بأنه أصبح شخصاً من الصعب الاستغناء عنه. قلت له: يا أبو فلان ليه جوالك على «موجود» الظاهر مديون؟.. قال: لا أنا شخص مهم، ويجب أن يجد الناس صعوبة في الوصول إليَّ ولهذا حوّلت جوالي على “موجود”!! اتصلت بأحدهم مؤخراً وبعد أن أصبح في موقع مهم فوجدت هاتفه مغلقاً، وبعد ثوان عاد للاتصال بي، فقلت له: يا أبو فلان ليه جوالك على «موجود» الظاهر مديون؟.. قال: لا أنا شخص مهم، ويجب أن يجد الناس صعوبة في الوصول إليَّ ولهذا حوّلت جوالي على “موجود”!! .. سمعته وضحكت باستغراب من هذا التفكير السطحي، والاقتناع الغريب الذي لاحظته عليه من أنه يفعل الشيء الصحيح. وبالفعل شر البلية ما يضحك, فإلى كل من يعتقد أنه سيبقى في مكانه ولن يتزحزح عنه أقول: سيأتي يوم تتمنى فيه لو أنك رددت السلام أو بادرت به, سيأتي يوم تتمنى لو أنك كنت مؤدباً مع الناس.. سيأتي يوم تتمنى لو أنك ساعدت مَن طلب مساعدتك وكنت قادراً على ذلك ورفضت.. سيأتي يوم تعضُّ فيه أصابعك ندماً على كثير من الأمور.. سيأتي يوم تسمع أحد الناس يقول: فلان «بيض الله وجهه»... أما فلان«..............». كما سيأتي يوم تتذكر فيه قول نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم : (الكلمة الطيبة صدقة)، وفي حديث آخر: (تبسُّمك في وجه أخيك صدقة).