لا نقاتل نظام الأسد وحده، بل نحارب إيران وروسيا وحزب الله وميليشيات عراقية

الوصول إليه لم يكن سهلاً، وتطلّب التحاور معه، المرور بمحاذير أمنية عديدة.. حتى التصوير، كان ممنوعاً بأي شكل ولو صورة شخصية، بسبب ما اعتبره حرصاً على حياة أسرته وأقاربه في الداخل السوري. تطلب الوصول إلى من اكتفى بكنيته «أبو بلال» مدير العلاقات بالجيش السوري الحر، تدخل وساطات مؤثرة من شخصيات رفيعة بالمعارضة، اشترطت لإجراء الحوار عدم التعريف باسم الرجل وقد احترمنا ذلك رغم أنه ومن منطلق الثقة أفصح لنا عن اسمه الكامل، ومولده ونشأته، وعندما عرف أننا صحيفة سعودية، رحّب بالحوار على الفور، بل وعدنا بالوصول إلى قائد الجيش الحر ذاته، العقيد رياض الأسعد والترتيب لحوار مباشر معه.. وأفصح عن معلومات كثيرة طلب عدم نشر بعضها، وكان له ما أراد. كشف «أبو بلال» أن نظام بشّار الأسد يعتمد سياسة الأرض المحروقة، واعتبر خطة كوفي أنان غير ذات جدوى، مشككاً في التزام النظام بها، وشكا من عدم الدعم المادي أو العيني للجيش الحر، الذي قال إنه يقترب من 100 ألف شخص، غالبيتهم مدنيون انخرطوا في العمل العسكري لمواجهة النظام، لا ينقصهم فقط سوى التسليح.
هاجم "أبو بلال" المجلس الوطني السوري، واعتبر أن "الإخوان" يسيطرون عليه، وغالبية أعضائه مجهولو التاريخ، وكشف عن قرب الإعلان عن حكومة مؤقتة يرأسها نوفل معروف الدواليبي، خلال أسابيع وليس أشهراً، ووصف دور إيران وحزب الله في بلاده ب"القذر" مشيراً إلى مشاركة عناصر إيرانية ومن حزب الله في تعذيب السوريين، كما هاجم روسيا واصفا اتهاماتها الأخيرة للمملكة وقطر، بأنها "خرافات وهلوسة".
(اليوم) حاورت "أبو بلال" في مكان ما, وكان هذا اللقاء.
ضباط منشقون
فى البداية نريد نبذة عن الجيش السورى الحر؟
تأسس الجيش السورى الحر فى 29 تموز 2011، بقيادة العقيد حسين هرموش، فك الله أسره إن كان حيّاً، أو رحمه الله، إذا كان قتل، وبعد اختطاف هرموش، تولى القيادة العقيد رياض الأسعد، يساعده ضباط انشقوا مع مجموعة من جنود الجيش النظامي، من الذين تعرضوا للظلم وغيرهم ممن انضموا للثورة.
عبيد
هل تعتبر ما حدث فى سوريا ثورة أم امتدادا لما يسمى "الربيع العربى"؟
فى الحقيقية، الثورة السورية هى ثورة بمعنى الكلمة، وكانت فى البداية سلمية، ولكن النظام لا يعترف بسلمية او بحق التظاهر، ولا يعترف أيضاً بكوننا بشرا، ولكنه يعتبر أن شعب سوريا عبيد.
التشكيك بالإخوان
في رأيكم لماذا تأخرت الثورة السورية؟
الشعب السوري كان آخر الشعوب فى الثورات، لوجود نظام قمعى ديكتاتورى، ولم يكن يتخيل أحد أن تتحرك سوريا، والخوف الذى كان موجودا بيننا ليس طبيعياً، "فأنا توقفت سياسياً ورأيت الخوف بعيني، وبكلمة واحدة اما تعدم او تنفى"، وأيضاً أقل شيء إذا انتسب أى شخص للإخوان المسلمين يتم إعدامه على الفور، وإذا قال أحد كلمة أو شائعة يتهم بها أحد سني أو من الجيش يتم اختطافه ولا يسمع عنه أحد.
شخصياً انا كنت من الإخوان، عفا الله عنا وعنهم، وبداخلهم من يتبنى خط العنف وأجندة لا نعلمها وبالطبع ليس كل الاخوان المسلمين، فبداخلهم من يدافع عن الشريعة والتوجهات.
سياسة الأرض المحروقة
ما توصيفكم للوضع الحالى؟
الوضع فى الداخل يشبه "سياسة الأرض المحروقة"، رجل حى يحرقونه، يحرقوننا ليسكتوا الآخرين، كما أن المخابرات أو الامن تسرب فيديوهات ومعلومات من قذف مدن وحرق البشر حتى يرهبوا الآخرين.
وهذه هى سياسة النظام القمعى من قصف المدن وحرق الجثث، مثلما فعل حافظ الأسد بمدينة حماه، والخوف ولد فى سوريا بعد الثمانينات بعد مذبحة حماه، وكان عدد الاخوان فى ذات الوقت ألف شخص، والآن أصبح خمسون ألف شخص فى مدينة حماة مع العلم ان القليل منهم من الإخوان.. نحن لا نحارب نظام الأسد فقط، ولكنا نحارب أنظمة إيران، وحزب الله، وميلشيات كثيرة وعراقية تابعة للمخابرات ومجموعة مقتدى الصدر، وكلها تحارب فى سوريا، ولدينا ادلة موثقة على ذلك.
ضوء أخضر
هل يمكن لنا أن تحدثنا عن طبيعة التدخل الإيرانى؟
هناك نوع او بعض من أنواع التعذيب المتعارف عليها داخل سوريا، ولكن هناك أنواعا جديدة مستحدثة لا يعرفها النظام، وبالطبع هناك أيادى الأنظمة الإيرانية والعراقية التى طبقت من قبل انواع التعذيب فى العراق، وليس بشار من يحكم سوريا كما يعتقد البعض ولكنه السفير الإيراني هو من يتدخل ويأمر وينهى ويطبق سياسته.
فالنظام السورى لا يستطيع أن يفعل شيئا بغير ضوء أخضر من إيران وروسيا، وكما رأى العالم التهديد والانحياز العلني من جانب النظام الروسى ضد ضد الأنظمة العربية وسوريا، فعلى سبيل المثال تهديد روسيا للسعودية والخليج علناً، وأقل ما يقال عن التدخل الروسى أنه تدخل سافر ووقح.
واعتبر خطة كوفي أنان غير ذات جدوى، مشككاً في التزام النظام بها، وشكا من عدم الدعم المادي أو العيني للجيش الحر، الذي قال إنه يقترب من 100 ألف شخص، غالبيتهم مدنيون انخرطوا في العمل العسكري لمواجهة النظام، لا ينقصهم فقط سوى التسليح.
وأقل توصيف للمشهد أننا بمعركة مع النظام السورى وليست بمنأى عن النظام الإيرانى والميلشيات العراقية والروسية، فهناك ما لا يقل عن ثلاثة أو أربعة آلاف جندى روسى، كما توجد قوات روسية لا تقاتل مباشرة ولكنها داخل القواعد الميدانية وجاهزة لأى عمل مثل المخابرات والمعلومات والأقمار الصناعية، وهم بداخل قواعد الساحل السورى، ويوجد إيران قوات من الحرس الثورى الإيرانى فى محيط دمشق.
لا يمكن المقارنة
ما رأيك فى إمكانيات الجيش السورى الحر؟ وإلى أى مدى تم تطويره؟
صراحة، إمكانيات الجيش الوطنى الحر ضعيفة مقارنة بالجيش النظامى، وعلى الأرض ننجز، وأننا فى حالة دفاع عن النفس، ولم تدعمنا أى دولة بالسلاح أو بالمال، ولم يأت لنا أى دعم على الإطلاق، إلا من بعض التجار فقط.
ولا أستطيع ان أنكر أننا لسنا بحجم النظام، ولكن ماذا نفعل؟ هل يمكن أن نصمت أمام اغتصاب أطفالنا ونسائنا؟ على الأقل نموت بشرف، هل لك أن تتخيل أن النظام يقتل أطفالا لمجرد أن اسم عائلتهم مطلوبة؟ وأتصور أننا بمجرد أن يأتي دعم لنا فإننا سنقلب الموازيين حتماً بلا شك بفضل الله.
مواجهة مباشرة
إلى أى مدى وصل عدد الانشقاقات فى الجيش الوطني الحر؟
الجيش الحر أغلب أفراده من المدنيين، عدد الضباط وصف الضباط متطوعين ويقدر أعدادهم على نحو ثلاثة آلاف، وعدد المجندين ما يقارب 40 ألفا، ويبلغ عدد الجيش السورى الحر مع الكتائب والمقاتلين الموجودة على الأرض تقريباً مائة ألف، ويتنقل الجيش حسب منطقته والوضع ونحن لا نستطيع مواجهة قوات النظام مواجهة مباشرة.
ما تقديركم للتعامل الدولى مع الثورة السورية؟
نعتقد ان المجتمع الدولى مع النظام السورى، والدول العربية باستنثاء السعودية وقطر لم يقدموا سوى الكلام، ونريد موقفاً قوياً بالأفعال وليس الأقوال، نحن نريد دعم أى دولة فاطفالنا تقتل، والدول تقف وتكتفى بالمشاهدة، ولم تساعدنا أى دولة ولا بمليم او بطلقة رصاص واحدة.
الإدارة من الخارج
هناك انتقاد يوجه للجيش الحر، بأن قيادته تعمل من الخارج، وغير موجودة على مسرح المواجهة؟
على الرغم أنه يوجد قيادات كبيرة للجيش الوطنى فى الخارج، مثل رياض الأسعد فى تركيا، فإن هناك ضباطاً كثيرين على الأرض، فأنا على سبيل المثال مهمتى تأمين الدعم وأنا على اتصال مباشر بهم، وبالنسبة لرياض فهو يدير العمليات حتى من داخل تركيا وبمجرد وصول أى معلومة بهجوم او شيء ما، فإننا نجرى اتصالات حتى يكون هناك تغطية او دفاع، فمثلاً النظام يستبيح تدمير مدينة واهلها ولكن بتوجيه ضربات لمناطق أخرى فهو ينسحب وينكمش.
لا نستعدي أحداً
جرى الحديث عن تجهيز مقر للأسد فى الدوحة والمضى قدماً فى تنفيذ مبادرة "عنان" وأن سبب تأخر المبادرة هو عدم وجود قيادة كفيلة تقود سوريا.. ما رأيكم؟
من يقتنع بذلك فهو لا يضحك إلا على نفسه، نحن لا نعادي الأسد بشخصه، ولكنا أمام مجرمي النظام، من أكبر ضابط حتى عنصر مخابرات، ولن نقبل مثلما فعلوا باليمن، فنحن لن نقتنع سوى باقتلاع النظام بأكلمه،.
المجلس الوطنى السورى فرض علينا، ونحن كجيش حر لا نقبل بالمجلس الوطنى، نريد زعيماً مقبولاً ومنتخباً من الداخل، إذا أجرينا انتخابات على غليون فإنه لن يحصل سوى على 1 بالمائة، وغليون ديكتاتور قبل أن يصبح رئيساً، فلم يستطع إدخال الأدوية إلى سوريا.. فكيف يستطيع أن ينتشل أزمة سوريا؟ والمجلس الوطنى لا يمثل الشارع السورى، ولا يمكن أن يكون بديلاً للنظام السورى،
وبخصوص التعليمات من المجلس الوطنى للجيش الحر، أنفى ذلك تماماً ونحن نهيئ لحكومة انتقالية من الثوار وناشطين سياسيين وعسكريين من الداخل.
إعلان الحكومة
بخصوص الإعلان عن حكومة مؤقتة .. لماذا لم تعلنوا عن تشكيل حكومة من الخارج؟
علاقتنا الخارجية ليست قوية مع الأطراف الدولية، ونحن ضباط وعساكر حياتهم بالخارج، وهناك ثوار على الأرض انضموا ولا يوجد لهم علاقات خارجية سوى أشخاص من السياسين القدماء، فالثورة ثورة شباب، وهم الذين سوف يعلنون عن قيام الحكومة واظن انها سوف تعلن خلال أسابيع وليست أشهرا، والشخصيات سوف نعلن عليهم فيما بعد والأسماء لم تعلن على الملأ، ونقترح أن يكون "نوفل الدواليبى" رئيس الحكومة، وهو معروف أنه عاش فى المملكة العربية السعودية، ووالده الراحل معروف الدوليبي كان رئيس حكومة سابق.
دور قذر
ما السيناريو الذى تتوقعه للإطاحة بالأسد؟
على الأرجح، أتوقع أن يكون مصير الأسد مشابهاً للقذافى، ليس بالسهولة له أن يترك السلطة او يقبل بأى مبادرة، أو أنصاف الحلول، كما أن عدد الشهداء وفاتورة الثورة بلغت 60 ألف شهيد حتى الآن، ومهما دفعنا سوف ننال الحرية، ولن نقبل سوى بذلك.
وبشأن الطائفة العلوية، هناك قليل منها انضموا للجيش، وتحديداً من 20 إلى 30 شخصا، وطالما الغرب والدول العربية موقفهم ضعيف، ويقفون موقف المشاهد طوال عام وأشهر من الثورة ويتم ذبحنا مثل الغنم، ومعاملة النظام لنا كحرب طائفية، وأن أكثر الضحايا من المدنيين الأبرياء، ويريد تحويلها حرب أهلية موجودة، ولكننا نعلن أننا متماسكون وأن النصر قريب وقادم بلا محالة.
والدليل على هذا الكلام محاولات السيطرة على حمص، وتفريغها وعمليات قتل كبيرة ممنهجة، ومحاولة توفير ملاذ آمن للنظام فى حمص، وتهجير اهل السنة، وهو بلا أدنى شك مشروع أسدى إجرامى لإقامة دولة علوية، وبالنسبة لتوفير ملاذ آمن بجوار إيران فلا أعتقد لأن الثورة السورية فى كل المدن، وهذا تمهيد لإقامة دولة علوية بها، وفتح ممر آمن لحزب الله الذى لا يتجاوز ثلاثين كيلومترا عن حمص.
دور قذر من جانب حزب الله يمارس على الأراضى السورية الذى يقوم بعمليات تعذيب بشعة أكثر من النظام، وهناك فيديوهات تثبت حقدهم على الصحابة، وهو تمهيد بالنسبة لهم بقدوم المهدى المزعوم، وربط مصيريهم والخوف المزعوم بانتهائهم بمجرد سقوط الطاغية بشار.
حلول غائبة
ما علاقتكم كجيش سورى حر بالمعارضة الآخرين؟
كلها علاقات طبيعية لا تدخل فى حيز التنفيذ، والمعارضة تتحدث كثيراً وعندما نتحدث عن وصولهم لشيء، لا يصلون فقط حديث لا يطبق على أرض الواقع، ويجدر الإشارة الى أن تركيبة المجلس الوطنى غير صحيحة، فأنت تجد أشخاصاً غير معروفين، وأمام تاريخ مجهول، بينما لا أنكر أن هناك شخصيات وطنية وأحرارا، ولكن فى النهاية قراراتهم وعود على الهواء بعيدة عن الواقع الأليم الذى نحاول أن نجد حلولا له.
هوس وخرافات
ما رأيك فى اتهام السعودية بمحاولة إقامة نظام سني على الأراضي السورية؟
بالطبع خرافات وهوس من الجانب الروسي، فالمظلومون فى سوريا هم أهل سنة، فنحن منذ أكثر من خمسين عاماً ونحن نقتل، ومن جلب الطائفية إلى البلاد هى إيران، والشعب فى سوريا سواسية، وحزب البعث خلق من القضية طائفية، ونسأل الله مثلما صار ببلادنا يفتح على أهل الخليج، وحكام الخليج إجمالاً فقط يبيعون الكلام، ولا اتوقع من هذه الدول، وشعارنا ليس لنا إلى الله.
حقيقة غائبة
ما رأيك فى تعاطى الجامعة العربية مع مجريات الأحداث الثورية؟
الجامعة العربية متآمرة مع النظام السورى، والأمين العام "العربى" يعطي ضوءا أخضر لمزيد من القتل ومهلة للقمع وانتهاكات حقوق الأفراد، فقط أريد الامين العام ان ينزل إلى سوريا ويرى كيف يعيش الشعب، وينادى بدخول الإعلام ويرى العصابات المسلحة التى يقولون عنها، ويطالب بالسماح لوسائل الإعلام الحر أن تتدخل إلى البلاد وتنقل المعاناة والقتل أمام الجميع ليعرفوا الحقيقية كاملة.
تخاذل الجامعة العربية أمر معروف، فهى لا تعترف بشىء اسمه الجيش الحر، لك أن تتخيل أنه لا يوجد مسؤول عربى واحد قابل رياض الأسعد أو أحدا من الضباط الأشراف، ورأينا بالأمس الأمريكى جون ماكين جاء وتحدث معنا عن مشاكل سوريا، بينما المسؤولون العرب حتى المجلس الوطنى أيضاً يكتفون بالحديث والتلويح بالكلام. وبشأن ذلك فإن الثورة قامت من الداخل ولا لاحد فضل عليها سوى الثوار.
تمويل ذاتى
من يقدم الدعم لقادة الجيش الوطنى الحر؟
كلها جهود ذاتية، فأنا شخصياً تاجر ومقتدر ولله الحمد، اما الضباط بالداخل فيتلقون مصروفاً عادياً، يكفى للأكل والشرب فقط، وبالخارج مخيم تابع للأكراد، يكتفون بمصاريف العائلات، اما بالداخل فتمويل ذاتى فنحن مسلمون نساعد بعضنا، وتدوم محبة الشعب التى نشكر النظام أن جعلها تزيد وتدوم وحبَّب ابن الريف وابن المدينة التى لم تكن موجودة من قبل وذلك وغيره تمويل ذاتى من الشعب.
تضارب الأنباء
ما لغز اختفاء المقدم حسين هرموش وهل تقف تركيا وراء اختطافه؟
ليست الحكومة التركية متورّطة بالطبع، ولكن هناك أشخاصاً وتحديداً ضباطا من الاستخبارات التركية هم الذين باعوا حسين هرموش، ومعلومات وإشاعات كثيرة على الساحة متضاربة بشأنه، ولكن طالما لم نر جثته فالله أعلم.
دولة مدنية
ما تصورك لمستقبل الجيش السورى الحر بعد إسقاط النظام؟
نطالب بدولة مدنية، وبالنسبة للجيش الحر فسيكون مجرد تحت القيادة السياسية، فلا ننادى سوى بالدولة المدنية، سنتيح للجميع إمكانية الانضام ومواصلة العمل بالجيش الحر، وكلنا اخوات من أب وأم.
ولا يوجد فرق بين أى طائفة وأخرى، وبالنسبة لأى إنسان حتى وإن كان من الطائفة العلوية أو السنية لا بد من محاسبته لشخصه وليس لطائفته، فنحن ليس ضدها وهناك أشراف لم يتدخلوا نهائياً، وما لم يُثبت عليه أى تهم فالدين لله والوطن للجميع.
موقف غامض
ما توصيفك لموقف الأكراد من الثورة السوريّة؟
علاقة الأكراد بالثورة غامضة، والعلاقة بين الجيش الحر والأكراد جيدة جداً خاصة فى ظل وجود أشخاص وطنيين غير انفصاليين، والمجموعات الوطنية تتطلب أن نوسع صدورنا لهم فلا يوجد شخص أفضل من شخص، رغم أن هناك أكراداً وأحزاباً مثل حزب العمال الكردستانى وجموعات كردية أخرى تابعة للنظام، مثل جماعة عبدالله أوجلان، إلا أن هناك أشخاصا وطنيين أكرادا، وبعض الأشخاص بالفعل لم يقوموا بثورة قوية، وقلة قليلة قامت وهم منذ عام 2005 -2006 ضعضعوا الوضع ولكنهم يعانون ضد الوضع فى سوريا.
سر اللعبة
ماذا تفسر تأخر الأكراد فى دعم الثورة؟
لعبة كبيرة يديرها النظام بجدارة واستحقاق، فالنظام فى بداية الأربعة أشهر الاولى فى الثورة السورية أعطى جنسيات لمن بدونها، أموالاً طائلة لبعض عشائر الأكراد وعلماء الدين وأشخاص آخرين يدعمون النظام بسبب هذا الدعم.
وبإنسانية لا يجب أن نظلم كل الأكراد، فهناك بعضهم وانا على تواصل معهم أشراف، إننا فى وطن كلنا مظلومون بداخله، ولن نسمح بانقسام سوريا مهما كلفنا الأمر، وانا لا أتوقع حدوثه لان هناك الكثير من الأشراف من الأكراد، ومستقبلاً لن نمنع الأكراد من لغته أو حريته طالماً دولة مدنية بكافة الحقوق، فالنظام كان يخوف الجميع من مسيحيين وأكراد.
شاهد صامت
ما رأيك فى نقل السلطة لنائب الرئيس فاروق الشرع؟
النظام يجب أن ينتهى بأكلمه، وهذا النائب شاهد على المجازر، وكيف يمكن أن نقبل به وهو صامت على القتل والقمع حتى إن فرضه الغرب.. مع أنه ابن درعا إلا أنه كان أكبر المتخاذلين.
ألا يوجد تنسيق مع نائب الرئيس السابق عبدالحليم خدام؟
لا يوجد تنسيق مع عبدالحليم خدام نائب الرئيس السابق، رغم أنه شخصية عظيمة ويقف مع الثورة، وتاريخ انشقاقه قديم ولكنه رجل كبير ووضعه لا يسعفه شعبياً.
العصر الحجرى
ما توصيفك للسيناريو القادم لسوريا؟
العلم عند الله، ولكن أتوقع أن كل التدخلات التى تهدف لتثبيت النظام بعيدة وفاشلة - حتى لو كان الضحايا بالملايين- وعلى الغرب أن يعى ذلك جيداً وأما أن يتقبل خمسة عشر مليون لاجئ أم نصف مليون شخص من الطائفة العلوية، وعلى الجميع أن يعلم ان كل شخص قام بأعمال لا أخلاقية سواء من الثوار أو غيره يجب محاسبته.
وفى حال سقوط النظام، أتوقع أن تكون سوريا فى تقدم لأن كل شيء موجود ومتاح من نفط وزراعة وسياحة واكتفاء ذاتي، وإذ نظرت للبلاد فستجد عصابة موجودة مكونة من مائة شخص تنهب خيراته وجعلتنا أن نرجع "للعصر الحجري". كما أن هناك ديونا بالمليارات متراكمة على سوريا، والمستقبل آمل أن يكون فى حالة تقدم ونتفاءل الخير، لأن الشعب السورى يدرك السياسة ويتطلع للحرية والعمل. اتهام الشباب باطلاً بالهلوسة هي متاجرة من قبل النظام، الذين يتاجرون فى هذه الأشياء، تجار المخدرات وملوكها من حلب، أمثال احمد صباغ وأخوه، وأبو سليم دعبول مدير مكتب بشار، وماهر الأسد، حتى بشار شخصياً، وعلاقته مع حزب الله في مجالات التهريب والتزوير واضحة. ومعامل المخدرات موجودة فى سوريا بعلم النظام وإدراته.