إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع وإنا على فراقك يا ابا عبدالرحمن لمحزونون. سبحان الله ما اشبه الليلة بالبارحة اكتب هذا الرثاء وأنثر هذه المفردات في مساء جمعة عابرة اعتدت ان ألتقي بصاحبي واخي الذي لم تلده امي، حين يدلف علينا في مجلس والدي العامر -اطال الله في عمره بالصالحات- وكلماته ما زالت ترن في مسامعي وهو يقول شلون بو محمد؟ نعم الموت حق ومن سبقنا سنتبعه، ولكن آلام الفراق صعبة وقاسية. عبدالمحسن بن سليمان بالغنيم صديق الطفولة في حي النعاثل العامر غادر هذه الدنيا الفانية فجأة، فكان رحيله بالنسبة لكل من عرف والتصق بهذا الشهم كالصاعقة. تلقيت اتصالا من الصديق الوفي مشاري بن ابراهيم الفوزان يقول لي وبنبرة حزينة عبدالمحسن بن سليمان بالغنيم في ذمة الله. ثوان قليلة بعدها قطعت صمتي وعدت اليه قائلا من؟. صديقي واخي بو عبدالرحمن؟ هنا فقط انسحبت بخيالي وعاد بي شريط ذكرياتي معه ووجدت نفسي جالسا بجواره في النعاثل. في مزرعتهم العامرة العطافية. في مجلس والده الشيخ سليمان بالغنيم. في مجلس والدي الشيخ عبدالمحسن بن عبدالله ال ملحم. في حلنا وترحالنا. ستون عاما تزيد وتنقص وانا اعرف هذا الرجل واعرف خصاله وطباعه. انتهى الشريط وتوقفت عجلة الذكريات وبات رحيل صديقي واخي عبدالمحسن بالغنيم واقعا وليس حلما عابرا. رحمك الله يا اخي وصديقي عبدالمحسن بالغنيم وجمعنا بك في مستقر رحمته وأنزل الصبر والسلوان على رفيقة دربك وابنائك، وجعلهم من الأخيار وساروا على دربك.