طيلة السنوات الماضية، وقناة الجزيرة لا تترك فرصة للنيل من المملكة أو قياداتها إلا وانتهزتها، سواء عبر برامجها والضيوف الذين تستضيفهم، أو من خلال تقاريرها وما تدسه فيها من سم زعاف، أو بألسنة مراسليها، ممن تكون عداوتهم للمملكة معيارا لمهنيتهم. في الوقت ذاته، كان إعلامنا متماشيا مع سياسة قادتنا، المرتكزة على الحفاظ على مبادئ الأخوة والدم والمصير. ولم يتحرك إعلامنا للنيل من قطر ولا من قيادتها، رغم كل تلك التجاوزات والإساءات، ورغم ما كان يملكه إعلامنا من وثائق ومعلومات تدين قطر وتفضح تحركاتها المناهضة لأمن الخليج وأهله. واليوم.. وعندما لا يجد الإعلام السعودي بدا من الدفاع عن وطنه وأمن بلاده وسلامة دول الخليج، فيكشر عن أنيابه ويفضح سياسة قطر التي كادت تشعل منطقة الخليج وتدمر أمنه، وتهدد مجتمعاته، يخرج علينا بعض الخفافيش، من باب الإنسانية «كما يزعمون» لمطالبة الإعلام السعودي بعدم صب الزيت على النار، متناسين أصلا من أشعل النار ومن زاد حطبها ومن استقدم المرتزقة العرب ليشتموا بلادنا ويستهزئون بسياستنا. لا مزايدة على حبنا لأهلنا في قطر، فقد حان الوقت لأن تتوقف تلك الأسطوانة المشروخة، والعزف على وتر الأخوة بين الشعبين السعودي والقطري، فالإعلام السعودي لم يتطرق أبدا للشعب القطري العزيز، ولم نقرأ مقالا واحدا لكاتب سعودي يهاجم فيه القطريين، أو نسمع محللا في قنواتنا الرسمية ينال من الشعب القطري الشقيق، ولو كان غير ذلك لاعترض كل سعودي واعتبروه تجاوزا على الأشقاء في قطر. رسالتي لكل العازفين على تلك الأوتار، أن يلحسوا كلامهم ويراجعوا حساباتهم، فمن اعتدى علينا فسنعتدي عليه، ومن مس وطننا أو قيادتنا أو علماءنا بسوء فلن يجد منا غير الأسوأ. والجزيرة تلك القناة المخترقة لم تقصر في الإساءة للمملكة، وعلى القائمين عليها أن يفهموا بأن الإعلام السعودي يرتكز على الوثائق والأدلة والبراهين، لا التلفيق والتزوير كمنهجها اللعين. ولكم تحياتي.