وصل عدد زوار معرض جدة الدولي الثاني للكتاب حتى يوم الثلاثاء الماضي «سادس أيام المعرض» إلى 153 ألف زائر من مختلف شرائح المجتمع، وذلك منذ انطلاقته مساء الخميس الماضي وسط تنوع إثرائي في فعالياته سواء عن طريق عناوين الكتب التي فاقت المليون و500 ألف عنوان في مختلف مناحي المعرفة أو بالبرنامج الثقافي من ندوات وأمسيات شعرية وورش عمل متخصصة. وقدمت ضمن فعاليات المعرض ندوة «الصراع الورقي والإلكتروني في صناعة الكتاب» بمشاركة الكاتب والروائي عبدالعزيز حمزة ورئيس تحرير صحيفة المدينة الدكتور فهد آل عقران والأكاديمية الدكتورة ماجدة غريب والتي استقرأت واقع الصراع الذي يطغى على مجمل الحوارات الثقافية حول أسباب انحسار الإقبال على اقتناء الكتب. فيما ركزت الأمسية القصصية الخاصة بالمبدعين الشباب على حضور هذه الشريحة الثقافي بمشاركة الروائيين عبدالله التعزي وليلى الاحيدب وخالد مرضي، وبرهنت الأمسية على تميز الشباب وتنوع تجاربهم وتقديمهم لنص قصصي مميز ومعترف به على نطاق واسع في المشهد الثقافي المحلي. مشاركة 450 دار نشر محلية ودولية ساهمت بتميز المعرض وشهدت منصات التوقيع بالمعرض أمس الاول توقيع كل من ريم عبدالرزاق بتقديم كتابها «50 فكرة للتعايش»، وعبدالرحيم حسن السالمي «أنت تسأل 111»، وعبدالحي إبراهيم الزهراني «تحفة البيان عن ماضي تهامة»، ومصلح زويد العتيبي «53 قاعدة لحياة أفضل»، ونجاة محمد الحربي «أسيرة الأحلام»، والوليد هشام أبو الريش «وإني اكتفيت»، ووفاء سليمان وزنة «خلجات قلب»، ونادين دويغري «نساء قص ولصق»، وبكر عبدالقادر خالد «أجمل المفردات في تقديم الحفلات»، والدكتور عبدالإله بن محمد جدع «أشعار جدة وأيامنا الحلوة»، وولاء موسى «أحلام نارسيس»، وأميرة عباس «وتاهت»، وخميس الشوربجي «آيون نهاية الحلم»، وأحمد علي الشهري «عندما تصبح وزيرا كيف تغرد». يذكر أن فكرة معرض جدة الدولي للكتاب تحولت إلى واقع يتحدى كل الصعاب لتحظى عروس البحر الأحمر بهذا التجاوز الفكري الثقافي الأدبي، بعد أن وقف خلف هذه المبادرة الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز محافظ جدة رئيس اللجنة العليا للمعرض، الذي استضاف 30 دولة و450 دار نشر محلية وخليجية وعربية وعالمية، على ضفاف كورنيش جدة الساحر. ورسمت محافظة جدة التحدي الآخر في إشراك أكثر من 1000 موظف وفني وعامل من أبنائها من الكوادر الشابة المؤهلة، في إدارة الحدث العالمي الذي أصبح محل متابعة من الأوساط الثقافية والأدبية والفكرية والعلمية، حيث احتفظ الكتاب رغم كل المتغيرات التقنية الحديثة بمكانته التي احتلها لدى عشاق المعرفة. وسجلت المحافظة تزايدا في الإقبال على المعرض، بعد أن أصبح تجمعا سنويا لأهل صناعة الكتاب من مؤلفين وناشرين وموزعين بجمهورهم من المثقفين وطلاب العلم وأصدقاء الكتاب من مختلف شرائح المجتمع، ما يدل على أن الكتاب وجدة قاسم مشترك للثقافة والأدب بكل معانيها وأشكالها. ولمس الزائر للمعرض في نسخته الحالية مدى التغيير عن نسخة العام الماضي، سواءً بمضاعفة أعداد دور النشر أو فتح المجال للمزيد من الدول في التنافس بالمشاركة والانضمام إلى المعرض، أو عبر توزيع مختلف للأجنحة وتخصيص أماكن إقامة الفعاليات المصاحبة وزيادة في مداخل المعرض مراعاة لحجم الإقبال الكبير من الزوار الذي سجل العام الماضي أكثر من 800 ألف زائر وحجم مبيعات أكثر من 100 مليون ريال.