في رسالة مشتركة وجهها مجلس التعاون الخليجي ودول عربية أخرى للجمعية العامة للأمم المتحدة، جاء في تضاعيفها الإعراب عن القلق الشديد للسياسة الإقليمية التوسعية الإيرانية بالمنطقة، وهو إعراب ينم عن رغبة دول المنطقة والدول الخليجية لأهمية احتواء التسلط الإيراني الغاشم من خلال التدخلات السافرة في الشؤون الداخلية للدول العربية والخليجية وأهمية ايقاف هذا التدخل لمصلحة استقرار المنطقة وأمنها. الاستنكار الخليجي والعربي في الرسالة المشتركة يتضح من خلال تبيان مواصلة إيران لمد الانقلابيين في اليمن بالسلاح والذخائر والمال لمواصلة الحرب واستمرارية إشعال فتائلها في اليمن، فمد إيران للحوثيين والمخلوع صالح بتلك الأسلحة والذخائر والمال مدعاة لاستمرارية الحرب والعمل على عدم ايقافها رغبة من حكام طهران لإبعاد المنطقة عن أي شكل من أشكال الأمن والاستقرار. كما أن استمرارية إيران في تمسكها بالاحتلال الغاشم للجزر الإماراتية الثلاث وعدم انصياعها لتحويل القضية إلى محكمة العدل الدولية للفصل فيها، ينم أيضا عن الرغبة الإيرانية الجامحة لاشعال المنطقة بالخلافات والأزمات والقلاقل والحروب وعدم الانصياع للقرارات الأممية الملزمة، وعدم الانصياع لصوت العقل، وتدمير كل الرؤى السياسية المتزنة التي من شأنها حلحلة قضية الجزر وتسويتها. ولعل من الأخطاء الفادحة التي ما زالت إيران ترتكبها بحماقة منتهية خطأ الاستمرار في تصدير الثورة الإيرانية لدول الجوار وغيرها من الدول العربية، وهذا الخطأ أدى إلى إشعال الحروب في كثير من الأمصار والأقطار العربية، وأدى إلى إبقاء بؤر النزاع في المنطقة مشتعلة وغير قابلة للحل، وكان بالإمكان منذ زمن بعيد إنهاء الحروب في المنطقة وتسويتها؛ لو أن إيران توقفت عن تصدير تلك الثورة بكل ما فيها من دموية وتطرف وطائفية. ويتضح لكل مراقب سياسي أن إيران متمسكة برعاية الإرهاب وتصديره لدول المنطقة والدول الخليجية، من خلال دعمها السافر لحزب الله اللبناني الإرهابي ودعمها المكشوف للحوثيين ودعمها لكل الجماعات والخلايا الإرهابية في البحرين والعراق والمملكة والكويت وغيرها من الدول، فرعايتها للإرهاب أدت إلى وضع دول المنطقة ودول الخليج على صفيح ساخن يموج بسلسلة من الحروب والأزمات. الصراع الدائر في اليمن كان من السهولة احتواؤه بسرعة لولا الدعم الإيراني الدائم للحوثيين والمخلوع صالح بالأسلحة والذخائر والمال لاستمرارية العدوان على الشرعية اليمنية ومنعها من العودة للحكم، رغم أنها منتخبة من الشعب اليمني بمحض إرادته وحريته، وهذا الدعم الإيراني السافر للحوثيين والإرهابيين في اليمن هو انتهاك صارخ وسافر لقراري مجلس الأمن 2216 و2231. عرقلة عودة الشرعية لليمن سببها الرئيسي يتمحور في دعم إيران للانقلابيين بكل أشكال الدعم؛ من أجل استمرارية الحرب وافشال عودة الشرعية اليمنية، وهو تأكيد واضح على الرغبة الإيرانية في دعم أسباب اشتعال الحرب في اليمن وإفشال أي محاولة جادة لاحتوائها، ومنع السبل الكفيلة بعودة الاستقرار والازدهار لليمن من جديد من خلال عرقلة عودة الشرعية إليه، ومن خلال العمل على اشعال بؤرة النزاع المتأججة في اليمن. تحقيق الأمن في المنطقة لن يتحقق إلا من خلال توقف إيران عن التدخل السافر في شؤون دول المنطقة والدول الخليجية واحترام مبادئ السياسة واستقلال الدول وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ودول الخليج، والتوقف عن ممارسة النهج المتطرف وايقاف إشعال الحروب لتحقيق الفرص المواتية لنشر الأمن والاستقرار في منطقة الخليج ودول العالم العربي التواقة لإنهاء فتائل الحروب فيها والعمل على بناء اقتصادها والحفاظ على سيادتها واستقلالها.