كشف مدير مكتب المتابعة الاجتماعية في المنطقة الشرقية عبد اللطيف النعيم عن آخر إحصائية لمن تم ضبطهم من المتسولين في المنطقة خلال شهر شعبان الماضي وبلغ عددهم 60 متسولاً ومتسولة، بينهم ثلاثة سعوديين فقط، مبينا أن هناك خططا وتنسيقا بين أكثر من جهة حكومية للحد من ظاهرة التسول في شهر رمضان المبارك، الذي تتضاعف فيه أعداد المتسولين على حد وصفه. وقال النعيم في حواره مع «اليوم» ان المكتب عقد حزمة من الشراكات والاتفاقات مع عدد من الجهات الحكومية والخاصة، لتعزيز توعية المواطنين والمقيمين بخطورة مساعدة المتسولين، مشيرا إلى أن هذه الاتفاقات تضمنت اتفاقا لتدريب الفتيات السعوديات المتسولات على مهن تناسبهن، ومن ثم الزج بهن إلى سوق العمل السعودي. كما تطرق النعيم إلى مسارات عمل المكتب، وتحدث عن قسم متابعة الخادمات وما يواجهه من إشكاليات، وقسم الأطفال الأيتام في المنطقة الشرقية وتحدياته، موضحا أن إمكانات المبنى لا تستوعب حجم العمل ومتطلباته، كاشفا عن التوجه لاستئجار مبنى جديد، لاستيعاب الأعداد المتزايدة من الأيتام والخادمات. حياة كريمة ٭ بداية.. هل تطلعنا على أعداد آخر إحصائية للمتسولين في المنطقة الشرقية؟ * آخر إحصائية للمتسولين، كانت في شهر شعبان الماضي، وفيه تم القبض على 57 متسولا أجنبيا، وثلاثة متسولين سعوديين فقط، والأجانب تم تحويلهم إلى الجوازات لمعرفة نظامية وجودهم في المملكة، أما السعوديون، فيخضعون لدراسة حالاتهم الاجتماعية من قبل الباحثين والباحثات الاجتماعيين ثم تتم إحالتهم بعد ذلك إلى الجهات التي يمكن أن تخدمهم، مثل الضمان الاجتماعي، أو الجمعيات الخيرية، وهذه الجهات ربما توفر لهم الدعم المالي، أو توفر لهم العمل في بعض المشاريع، ودورنا الأساسي في المكتب، أن نحمي الأسر السعودية من شر التسول، ونوفر لها حياة كريمة وهانئة. ٭ وهل تزداد حالات التسول في شهر رمضان؟ * بالتأكيد تزداد الحالات إلى الضعف تقريبا، ولا يمكننا أن نتوقع إحصائية عامة لشهر رمضان إلا بعد أن ينتهي، ولذلك نحن في هذا الشهر نستنفر كل طاقاتنا، ونكثف العمل، بالتعاون مع الشرطة وهيئة الأمر بالمعروف والجوازات وغيرها، للتواجد في كل الأماكن التي يتواجد فيها المتسولون، للقبض عليهم. ٭ وكيف تتابعون في المكتب حالات السعوديين المتسولين؟ * المتابعة للسعوديين مستمرة، فإذا تم تحويلهم إلى الضمان الاجتماعي أو الجمعيات الخيرية، نتابع أوضاعهم وماذا تم بشأنهم من حلول، حتى نطمئن عليهم وعلى أوضاعهم، حتى لا يعودون إلى التسول مرة أخرى، وإذا ثبت أن أحدا من السعوديين يمتهن التسول، ولا يستجيب إلى برامح المساعدات والنصح المقدمة له، وتم القبض عليه نحيله الى المحاكمة ليطبق عليه الحكم الشرعي في التسول، الصادر من المحكمة، وفق ما يراه فضيلة القاضي. عقد شراكة ٭ هذا يدعونا للسؤال عن الآلية المتبعة لمواجهة حالات التسول وإيقافها؟ * لدينا عقد شراكة مع مكتب الضمان الاجتماعي، وعقد آخر مع جمعية البر الخيرية، فائدة هذه العقود، أننا نحول بموجبها السعوديين الذين يتم ضبطهم وهم يتسولون إلى الضمان الاجتماعي أو الجمعية الخيرية بعد دراسة حالاتهم بالكامل وعمل الزيارة المنزلية للوقوف على احوالهم ومعرفة المعوقات التي تحول دون كسب رزقهم بطريقة شرعية، بعيدا عن التسول، وكان آخر عقد أبرمناه، مع استديو إذاعة الدمام، وكان هذا مع بداية شهر رمضان الحالي، وبمضمون هذا العقد، نستطيع توعية المواطنين من خطورة التسول ونتائجه السلبية على المجتمع، وتقوم الإذاعة بموجب العقد بتسليط الضوء على جهود مكتب المتابعة وطبيعة الدور الذي يقوم به في المجتمع، لمكافحة التسول، كما تم التعاقد مع شركة «للخدمات المساندة» لتتولى تدريب بعض المتسولات السعوديات اللاتي تم القبض عليهن على بعض المهن، وخاصة الفتيات الصغيرات اللائي يستطعن العمل في المهن المختلفة، وبالفعل نجحت هذه الشركة في تدريب 16 فتاة سعودية تم تخريجهن أخيرا، وقدمتهن الشركة إلى سوق العمل، وهناك متابعة لهن. ٭ هل مكتب المتابعة الاجتماعية هو المختص بالقبض على المتسولين أم جهة أخرى؟ * في السابق كانت لجنة المتابعة الاجتماعية هي الجهة التي تتولى عملية القبض على المتسولين بمساعدة من الشرطة، وبتوجيهات من سمو أمير المنطقة الشرقية وجه أصبحت عملية القبض من قبل لجنة تابعة للشرطة، وبمشاركة من لجنة المتابعة الاجتماعية بالشرقية والرياض، وهما المدينتان اللتان يتم القبض فيهما على المتسولين عن طريق الشرطة، وليس عن طريق مكاتب المتابعة الاجتماعية. دورات وورش عمل ٭ هل هناك دورات لأفراد الشرطة توضح لهم كيفية التعامل مع المتسول أثناء القبض عليه؟ * بالطبع هناك دورات وورش عمل، يخضع لها أفراد الشرطة من قبل ادارة الشرطة ويتعلمون فيها وسائل التعامل مع المتسولين الذين يتم القبض عليهم، كما يتم التواصل بيننا وبين أفراد الشرطة بشأن أي تعليمات أو توجيهات جديدة تخص المتسولين، ونتبادل المعلومات بصفة مستمرة، ولجنة القبض على المتسولين في الشرطة وأفرادها متفرغون لهذه المهمة، الأمر الذي جعلهم متخصصين في هذا الشأن، واكتسبوا الخبرة المطلوبة في التعامل مع المتسولين وهذه اللجنة تتابع وترصد أماكن وجود المتسولين في المنطقة الشرقية بصفة شبه يومية، ويقومون بجولات في أماكن تجمعهم وفي الشرقية، توجد ثلاث لجان للقبض، اثنتان منها في الدمام، ولجنة ثالثة في الخبر، مهمتها مراقبة الشوارع والأسواق العامة وإشارات المرور والساحات الموجودة عند المساجد والجوامع، ورصد حركة المتسولين، ومن ثم القبض عليهم. كثير من الخطورة ٭هل تساعد دوريات الشرطة في القبض على المتسولين أم الأمر مختص بلجان القبض فقط؟ * دوريات الشرطة لا يمكن الاستغناء عنها في عملية القبض على المتسولين إذا تطلب الأمر، وهذه الدوريات تعلم أن هناك لجانا خاصة بالقبض على المتسولين، ولذلك تفضل الدوريات ألا تتدخل في هذه المهمة، إلا اذا طُلب منها ذلك، ويجب الوضع في الاعتبار أن عمليات القبض على المتسولين فيها الكثير من الخطورة على المتسولين أنفسهم، خاصة الذين يقفون عند إشارات المرور، فربما يحاول المتسول أن يهرب من الشرطة، فيكون عرضة للدهس من السيارات الموجودة في المكان، لذا لا يمكن للدوريات أن تقبض على المتسولين إلا اذا طلب منها ذلك، ووفق خطة معينة يتم الاتفاق عليها مسبقا. أعمال الخير ٭ ونحن في الشهر الكريم، الذي تكثر فيه أعمال الخير ينتشر المتسولون في الشوارع والميادين بكثرة ويحاولون أن يؤثروا نفسيا في الصائمين.. ما دوركم في توعية المواطنين بهذا الأمر؟ * لا شك أن شهر رمضان الكريم شهر الخير والبركة، والجميع يبذلون الجهد لعمل الخير ومساعدة الآخرين والوقوف بجانبهم، من منطلق ديني بحت، ومن خلال عقود الشراكة التي أبرمناها مع الإذاعة، نسعى لتوعية المواطنين والمقيمين بأن هناك قنوات شرعية لمساعدة الفقراء والمعوزين، سواء عن طريق الجمعيات الخيرية بشتى فروعها، أو الضمان الاجتماعي، ونشرح لهم أن الجمعيات الخيرية تستطيع بآلية العمل التي تتبعها، أن توصل المساعدات إلى المحتاجين والمستحقين شرعا. ٭ ما مصير المبالغ التي يتم ضبطها مع المتسولين بعد القبض عليهم؟ * عند القبض على المتسولين والمستولات نحصل على الأموال التي بحوزتهم، سواء كانت صغيرة أو كبيرة، ويتم تسليمها بمحضر رسمي إلى الجمعيات الخيرية، وتتولى الأخيرة تسليمها للأسر الفقيرة التابعة لها، ونفعل هذا الأمر لأننا على علم أن هناك عصابات تمتهن هذا التسول، وتجمع الأموال الطائلة، عن طريق استغلال الأطفال الصغار للتسول. التسول في المنازل ٭ تعلم أن المتسولين وبخاصة النساء يدخلن المنازل ويطرقن على الأبواب للتسول مما شكل خطرا أمنيا في بعض الحالات.. ألا يوجد خط ساخن يمكن الاتصال عليه للإبلاغ عن بعض هذه الحالات؟ * الكثير من المواطنين يعتقدون أن مكتب المتابعة الاجتماعية هو المسؤول عن متابعة مثل هذه الحالات، وبالفعل نتلقى اتصالات من بعض المواطنين عن وجود متسولين هنا أو هناك، ونحن بدورنا نتلقى هذه البلاغات، ونمررها إلى اللجنة المكلفة بالقبض على المتسولين، لأنها هي المكلفة بهذه المهمة. ٭ يقال ان أغلب المتسولات السعوديات ينتمين إلى أسر سعودية رب الأسرة فيها غير موجود أو أنه غير سعودي الأصل ولا أحد من بقية أفراد الأسرة نفسها يدري شيئا عن هؤلاء النسوة.. ما رأيك في الأمر؟ * أكثر المتسولات السعوديات من أسر فقيرة جدا، تواجه مشكلات اجتماعية صعبة، مثل الهجر أو الطلاق أو وفاة العائل، والهجر فيه صعوبة كبيرة، إذ تبقى المرأة معلقة على ذمة زوجها الذي هجرها، فلا تستطيع أن تتزوج غيره إلا إذا طلقها أو ثبت موته، والمرأة المهجورة لا يشملها الضمان الاجتماعي، وأكثر المتسولات هن من المهجورات والمطلقات والأرامل، وكما ذكرت لك، المطلقات والأرامل من الممكن بسهولة انضمامهن إلى الضمان الاجتماعي، أما المهجورات من الصعب عليهن ذلك. مسارات عمل المكتب ٭ حدثنا عن مسارات عمل مكتب المتابعة الاجتماعية في المنطقة الشرقية ومهامه؟ * مكتب المتابعة الاجتماعية، يوزع مجهوده على ثلاثة مسارات؛ الأول مكافحة التسول، وفيه لجنة مختصة للقبض على المتسولين، مكونة من الشرطة والجوازات وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأعضاء من مكتب المتابعة الاجتماعية، وتنطلق اللجنة من إدارة الشرطة، إلى الشوارع والأسواق العامة، وإشارات المرور للقبض على المتسولين، وبعد ذلك تعود هذه اللجنة إلى مقر الشرطة، لفرز الحالات، وكما ذكرت لك سابقا، الأجانب يتم ترحيلهم إلى الجوازات، أما السعوديون، فيتم تحويلهم إلى المكتب لدراسة حالاتهم، والمسار الثاني هو إيواء واستضافة الخادمات، اللائي يأتين من أقسام الشرط أو المطارات، فالخادمة تبقى 24 ساعة في المطار، وإذا لم يأت كفيلها لاستلامها، تُحال إلى مكتب المتابعة، عن طريق إدارة الجوازات، ويتم التحفظ عليها، حتى يأتي كفيلها ويستلمها، ولدينا لجنة مهمتها إنهاء الخلافات بين الخادمة ورب العمل، وهذه اللجنة مكونة من مكتب العمل، والجوازات ومكتب الحقوق ونستضيف حاليا 200 خادمة، ونوفر لهن ثلاث وجبات وأماكن للنوم وبقية الخدمات، وللاسف إمكانات المبنى لا تتناسب وأعداد الخادمات، ونسعى إلى إيجاد مبنى للاستئجار ذي طاقة استيعابية أكبر، ونتولى تسفير الخادمة التي أسقطها كفيلها من اسمه. والنسبة الأكبر من الخادمات الموجودات لدينا حاليا هن الرافضات للعمل عند كفلائهن، والأكثرية من الجنسية البنجلاديشية ثم السيرلانكية والهندية ثم الفلبينية. قسم نسائي ٭ كيف تتم استضافة هذا العدد من الخادمات وكيف يتم التعامل معهن على اختلاف جنسياتهن؟ * لدينا قسم نسائي متكامل ومتخصصات للتعامل مع الخادمات، والزميلات في هذا القسم لديهن خبرات كبيرة ويمتلكن بعض اللغات المختلفة، للتعامل مع كل جنسية. ٭ وما المسار الثالث الذي تتولون إدارته والإشراف عليه في المكتب؟ * المسار الثالث هو حالات ذوي الظروف الخاصة الأيتام المحتضنين لدى الأسر الحاضنة، فعندما يبلغ الطفل اليتيم عامه ال12، تتم احالة اوراقه من مكتب الإشراف النسائي الى المكتب لدينا ثم نتولى متابعته والإشراف عليه مع أسرته الحاضنة ونستخرج له بطاقة الأحوال المدنية وجواز السفر، ونتابعه دراسيا من خلال زيارة مدرسته والبحث له عن وظيفة وتزويجه، ونتواصل مع الأسر الحاضنة، وعددها 273 أسرة، ويوجد باحثون اجتماعيون يقومون بزيارات ميدانية لهذه الأسر بصفة مستمرة، للاطمئنان على استقرار الأولاد الأيتام، وحل كل المشكلات التي تطرأ بين الابن اليتيم والأسر الحاضنة. ٭ في السابق كانت هناك استقلالية تامة لكل مسار من المسارات الثلاثة والآن تم دمجها.. هل هذا الدمج في صالح المستفيدين من هذه المسارات؟ * بالفعل كان هناك فصل تام بين كل مسار وآخر، ففي السابق كان المكتب مختصا بمكافحة التسول فقط، بمسمى مكتب مكافحة التسول وقد تغير اسمه إلى «مكتب المتابعة الاجتماعية»، لكي يشمل الكثير من الخدمات، منها الخادمات والأيتام. عبد اللطيف النعيم
