في سنوات مضت كانت الأندية الكبيرة تخشى بعضها البعض وتقوم بتجديد عقود لاعبيها الذين شارفت عقودهم على الانتهاء لقطع الطريق أمام المنافسين الراغبين في خدماتهم، وفي نفس الوقت كانت تتحين الفرص للانقضاض على اللاعبين المميزين في الأندية الأخرى الذي أوشكت عقودهم على الانتهاء أو دخلوا في الفترة الحرة، لدرجة أن تلك الأندية في بعض الأحيان تدخل في صراع شرس فيما بينها من أجل الظفر بهذا اللاعب أو كسب تلك الصفقة، نظراً لملاءتها المالية وقوتها الشرائية وقدرتها على تلبية رغبات اللاعبين المالية من خلال العقود المليونية التي توقعها معهم، فضلا عن الحوافز الجانبية الأخرى كالفلل الفاخرة والسيارات الفارهة . ولكن في هذا الموسم، تلقت تلك الأندية صفقات متوالية أصابتها بالإعياء وأدخلتها في نفق مظلم، وباتت رهينة للديون المتراكمة التي كبلتها ولم تعد بسببها قادرة على تجديد عقود لاعبيها أو حتى صرف رواتبهم المتأخرة، مما يعني أن فترة الانتقالات الصيفية المقبلة لن تشهد أي صفقات من العيار الثقيل التي من شأنها إلهاب الوسط الرياضي وإشعال المنافسة قبل أن تبدأ كما كان يحدث في كل موسم . وخلال الفترة الماضية، دخل تسعة لاعبين جلهم دوليون في الفترة الحرة، وأصبح من حق أي لاعب منهم التوقيع لأي ناد آخر دون الرجوع لناديه الأصلي، وهؤلاء اللاعبون هم أسامة هوساوي ووليد باخشوين وكامل الموسى وباسم العطاالله (الأهلي) وجمال باجندوح وعبدالفتاح عسيري وفهد المولد (الاتحاد) وشايع شراحيلي (النصر) وبدر النخلي (الفتح). ومع أن هؤلاء اللاعبين يلعبون بصفة أساسية في أنديتهم ويعتبرون مطلبا لأي فريق سيما وأنهم يتمتعون بإمكانات فنية عالية وقدرة فائقة على صناعة الفارق ومواصلة التألق داخل المستطيل الأخضر، إلا أن أنديتهم فشلت في تجديد عقودهم نظرا لمبالغتهم في المطالب المالية في الوقت الذي لم يتحرك فيه أي ناد آخر بصفة رسمية لكسب ودهم والتعاقد معهم رغم بعض الأنباء المتواترة التي راجت في بعض الوسائل الإعلامية خلال الأيام الماضية، حول اتفاق بعض الأندية مع بعض اللاعبين . وهذا الوضع المزري الذي تعاني منه الأندية الكبيرة التي طالب مسيرو بعضها بقروض بنكية لحل مشاكلها المالية يكشف تورط إداراتها في زيادة حجم الديون نتيجة سوء التصرف وعدم القدرة على تفعيل الجانب الاستثماري في ظل توقف أعضاء الشرف عن الدعم.
