قابلت أحد الكبار فحدثني بطرفة مفادها أن "رجلاً كان يعيش في إحدى المدن، وكان يُطلق عليه لقب "عايض الخبل"، فكان أطفال الحارة كلما رأوه صرخوا به: عايض الخبل! عايض الخبل! بعد فترة طويلة من التحمل قرر عايض أن يؤدب هؤلاء الأطفال الذين لم يجدوا من يؤدبهم! وبالفعل عندما قالوها في إحدى المرات لحق بهم وضرب من تمكن منه! هنا ضج أهل الحارة، وذهبوا إلى الأمير يشتكون عايض الذي ضرب أطفالهم! استدعى الأمير، عايض، وسأله: هل صحيح أنك ضربت أطفالا صغارا في السن؟! فقال عايض: يا أمير! قل لا إله إلا الله! قال الأمير: لا إله إلا الله. قال عايض: يا أمير! صل على محمد! قال الأمير: اللهم صل وسلم على محمد. قال عايض: يا أمير! قل لا إله إلا الله! قال الأمير: لا إله إلا الله. قال عايض: يا أمير: صل على محمد! قال الأمير: اللهم صل وسلم على محمد. وبعد أن كررها عدة مرات غضب الأمير، وقال: اسكت! أشغلتنا! لماذا ضربت الأولاد؟! هنا قال عايض: يا أمير! أنت أمير وأعقل مني، وعندما كررت عليك أجمل العبارات لم تتحمل، فكيف تريد مني أن أتحمل وصفي بالجنون من سنوات؟!" أعتقد أن رسالة عايض يجب أن تصل للكثير منا، خصوصا أصحاب التأثير، من آباء ومعلمين وخطباء وأصحاب رأي، فمن لم يجدد رسالته ويطورها بما يعينه على الابتعاد عن التكرار لن يجد من يستمع له. ويؤلمك أن تغيب عن البعض سنوات وعندما تقابله تجده لم يتزحزح عن كلماته التي كان يقولها في تلك السنوات! أيها المربون! التكرار ممل حتى ولو كان بكلمات رائعة!