وترجل عميد الدبلوماسية في الوطن العربي والإسلامي بل في العالم كله عن مكانه في هذه الدنيا الفانية، حيث غيبه الموت ليذهب إلى جوار ربه، بعد أعمال جليلة قضاها لخدمة قضايا أمتيه العربية والإسلامية، وخدم خلالها قضايا العالم بسعيه الحثيث لحلحلتها واحتوائها من خلال جهوده المثمرة التي تجلت في كل المحافل التي حقق في أروقتها الكثير من الإنجازات الرائعة التي سوف يخلدها له التاريخ. لقد خطف الموت صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية الأسبق بعد رحلة طويلة مع المرض، وبعد أن خدم أمته على مختلف المستويات، فقد كانت حياته حافلة -يرحمه الله- بإنجازات هائلة خدم من خلالها وطنه وكافة الأقطار والأمصار العربية والإسلامية والدولية بأفكاره الثاقبة ومواقفه الصلبة وإصراره على نصرة القضايا العادلة في العالم وعلى رأسها القضية الفلسطينية. لقد كان الفيصل صلبا في اتخاذ قراراته الصائبة، ومعاديا لكل أشكال وأصناف ومسميات الظلم في العالم، منافحا عن الحق وساعيا لإظهاره وتعميمه في كل القضايا الشائكة التي كان يعالجها بدبلوماسية ذكية يشهد له العالم بها، فقد كان الرجل حريصا على إحقاق الحق وإزهاق الباطل، والسعي وراء إنجاز مختلف المهمات المؤدية إلى نشر الأمن والسلم الدوليين ونشر العدالة بين كافة المجتمعات البشرية. الأمير الفيصل كان يتمتع بحنكة عظيمة وحكمة عالية وتقدير لكل قضايا العالم وضعته على قمة العمل الدبلوماسي، وأهلته ليصبح عميد الدبلوماسية العالمية، فهو خير من يناقش قضايا عصره وخير من يجد الحلول الشافية والقاطعة لأصعب القضايا وأعقدها، فقد تمكن الفيصل بفضل الله من الوصول بجهده الى تذويب أصعب القضايا التي تواجه أمتيه العربية والإسلامية وتواجه العالم بأسره. تمكن بجهده المتواصل طيلة أربعين عاما قضاها في العمل الدبلوماسي من الوقوف على أصعب القضايا السياسية، وتمكن بدبلوماسيته الرائعة من الوصول الى حلول ناجعة لها، وقد شهد له العالم بأسره بتلك القدرات الفائقة التي تمكن معها من مناقشة تلك القضايا الشائكة والتوصل الى حلول قاطعة لها وتسويات عقلانية ارتضاها العالم بأسره وشدد على التمسك بها. تمتع الفيصل -يرحمه الله- بذهن متوقد وبعد نظر ورؤية ثاقبة لكل قضايا العالم تمكن معها من التربع على كرسي الدبلوماسية العالمية، فقد شهد له زعماء العالم بأسره بقدرات فائقة ودقيقة في حل الصراعات الشائكة التي كانت تمور في الوقت الذي كان يتقلد فيه منصب وزيرة الخارجية بالمملكة، ويساهم بجهوده مع كافة الدبلوماسيات العربية والاسلامية والدولية في حل قضايا العالم في أكثر من بؤرة ساخنة. كانت وقفاته -يرحمه الله- إزاء قضايا أمتيه العربية والإسلامية معروفة ومشهودة، وقد نافح عن سائر قضايا العدل في العالم وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي تعد قضية العرب المركزية الأولى، وله الكثير من الرؤى الثاقبة التي احترمها العالم حيال تلك القضية التي تعتبر أطول قضية سياسية في العالم، وقد أكبرَ ساسةُ العالم جهود الفيصل المتواصلة للوصول الى تسوية تحق الحق للشعب الفلسطيني وتنهي الصراع القائم في منطقة الشرق الأوسط. تفانيه في العمل وقراءاته الصائبة لأدق القضايا العالقة في العالم مكنته من الوصول الى درجات رفيعة في سلم العمل الدبلوماسي، ومكنته من الحصول على تثمين وتقدير زعماء العالم؛ لجهوده المثمرة في سبيل حلحلة القضايا الصعبة والمعقدة، فقد كان -يرحمه الله- صاحب المهمات الصعبة ورائدها وخير من يسهم في الوصول الى تسويات عقلانية ونهائية لها. للفيصل أياد خيرة وطولى في المساهمة الجادة لحل سائر قضايا العالم، وقد تمكن بالفعل من المساهمة في الوصول الى حلول منطقية لسائر القضايا التي كانت تعرض أمامه، وقد أبلى بلاء حسنا في المساهمة مع كافة الجهود الدبلوماسية الدولية في تسوية أعقد قضايا العالم وأصعبها، وسوف يذكر التاريخ أعماله الكبرى وإنجازاته الرائعة في سبيل خدمة دينه ووطنه وقادته، وسوف يذكره العالم بأسره بكل خير طيلة أزمان طويلة قادمة.