أنا متزوجة منذ خمس سنوات، قضيت مع زوجي أسود أيام حياتي، جرحني في مشاعري، يبخل علي حتى في حقوقي كل حقوقي، يخونني وهذا من بداية زواجنا مع طليقته ثم مع أخرى ثم بالإنترنت، يأتي بالنساء إلى البيت، خاصة إذا ذهبت في عطلة! ذهبت إلى بيت أهلي ثم رجعت، ثم ذهبت ثم رجعت، لأنه في كل مرة يأتيني باكياً ويتأسف، لكن مرة اكتشفت أنه يزني بامرأة متزوجة، هنا انفجرت وصممت على الطلاق، لكنه كالعادة تمسكن وحلف على الكتاب الشريف أنه تاب توبة نصوحاً، وكنت أطلب منه أن يصلي فيفعل ذلك يومين ثم يتوقف، سامحته وقبلت الإهانة وصبرت من أجل أطفالي، لكن بعد مدة اكتشفت عن طريق الرسائل القصيرة أنه لا يزال يخونني، هنا طلبت الطلاق رسميًا، وعندما استلم قرار المحكمة كاد يجن، والآن يريدني أن أعود لكنني خائفة، وعندما أفكر في أطفالي أقول ربما، لكن في قرارة نفسي أنا محطمة ولا أريده، أرشدوني قبل أن أعود إليه. الجواب أولا أنتِ لستِ (المحطَّمة)، فصاحبُ هذه الصفة، هو من أعرض عن منهج الله، واتَّبع هواه، وكان أمره خُسراً، بل أنت (الواثقة بالله)، القوية العزيزة، أنتِ الصالحة العفيفة، إن من اعتمد على غير الله ذل، ومن اعتمد على غير الله قل. ومن اعتمد على غير الله ضل. ومن اعتمد على غير الله مل. ومن اعتمد على الله فلا ذلّ ولا قلّ ولا ضلّ ولا ملّ. أميطي عنك هذه النفسية التي لا تليق بك، تَحَدَّثي بثقة واعتزاز، ثقي بمن بيده الأمر كله، واعتمدي على الله سبحانه فإنَّكِ لا تدرين أي جنوده يُحرِّكها إليك، واحفظي وصية رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما، فعن أبي العباس عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: «كنت خلف النبي صلى الله عليه وسلم يوما، فقال: (يا غلام، إني أُعلمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، إذا سأَلت فاسأَل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعوك بشيء، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف» رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح. اقتربي أكثر من ملاذ الخائفين، ومجير المستجيرين، الزمي أوامره سبحانه، وحاذري أسباب سخطه ومقته، الله الله بالصلوات المفروضات في وقتها، وبر والديك، والحجاب الساتر، والعِفَّة في أقوالك وأفعالك، تَقرَّبي إليه سبحانه بقراءة القرآن، والنوافل من الطاعات. ثانياً: تهاون في الصلاة، بخل، كذب، سوء عشرة، شرب خمر، حشيش، معاكسات، زنا وفحش مع أطياف من البغايا، إحالة البيت الآمن إلى مكان للفحشاء والمنكر، أوجاع وآلام، تسع سنوات عِجاف سوداء، أي حياة أسرية تعيشينها معه، وأي أمن أسري، أو رِيِّ عاطفي ترتجينه منه، هل ترين الخير لكِ ولأولادك في القرب من هذه الحياة، أم في البعد عنها!! أتنتظرين حتى يشب أولادك ليسيروا في خُطى والدهم العاق بك وبهم، المعرض عن منهج الله وأوامره، أغاية ما تطلبين في حياتك أن تكوني في هم بالليل، وخوف بالنهار!! إن الزواج رزق، فإن كان الله لم يكتب لك رزقاً حسناً مع زوجك هذا، فلا تعودي إليه، ولا تلتفتي لدموعه وتوسلاته، اشتري نفسك، اعتقيها، فقد يكون رزقك المبارك في البعد عنه. وفقك الله لكل خير، وأسعدك في الدنيا والآخرة، وصَرَفَ عنكِ شر الأشرار، وكيد الفجار، وشر طوارق الليل والنهار، إلا طارق يطرق بخير، اللهم آمين.