مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على تباين    تتويج الفائزين بجوائز التصوير البيئي    نائب أمير تبوك يشهد حفل تكريم طلاب وطالبات مدارس الملك عبدالعزيز النموذجية بالمنطقة    كلية القيادة والأركان للقوات المسلحة.. ريادة في التأهيل والتطوير    تأكيد على متانة اقتصاد المملكة في مواجهة التحديات    استخدام التكنولوجيا يعزز السياحة البينية الخليجية    بحضور سمو نائب أمير عسبر التدريب التقني بالمنطقة تحتفل بخريجيها للعام 1445 ه    المملكة تدين مواصلة «الاحتلال» مجازر الإبادة بحق الفلسطينيين    رفح تحت القصف.. إبادة بلا هوادة    مؤتمر بروكسل وجمود الملف السوري    الإسراع في بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد    تتويج الهلال ببطولة الدوري الممتاز للشباب تحت 19 عاماً .. بمقر النادي في الرياض    الاتحاد يودع مدافعه عمر هوساوي    القيادة تهنئ رئيسي أذربيجان وإثيوبيا    القادسية يُتوّج بدوري يلو .. ويعود لدوري روشن    الملك يرأس جلسة مجلس الوزراء ويشكر أبناءه وبناته شعب المملكة على مشاعرهم الكريمة ودعواتهم الطيبة    بلدية الخبر تصدر 620 شهادة امتثال للمباني القائمة والجديدة    أمير الرياض ينوه بجهود "خيرات"    فيصل بن مشعل يكرم الفائزين بجائزة القصيم للتميز والإبداع    هيئة تنظيم الإعلام: جاهزون لخدمة الإعلاميين في موسم الحج    «جائزة المدينة المنورة» تستعرض تجارب الجهات والأفراد الفائزين    مكتب تواصل المتحدثين الرسميين!    هؤلاء ممثلون حقيقيون    تعب محمد عبده    أمير المدينة يستقبل السديس ويتفقد الميقات    الهلال الاحمر يكمل استعداداته لخدمة ضيوف الرحمن    في أقوى نسخة من دوري المحترفين.. هلال لا يهزم اكتسح الأرقام.. ورونالدو يحطم رقم حمدالله    أخضر الصم يشارك في النسخة الثانية من البطولة العالمية لكرة القدم للصالات    بطاقات نسك    مثمنًا مواقفها ومبادراتها لتعزيز التضامن.. «البرلماني العربي» يشيد بدعم المملكة لقضايا الأمة    أمريكي يعثر على جسم فضائي في منزله    وزارة البيئة والمياه والزراعة.. إلى أين؟    ضبط 4,77 ملايين قرص من مادة الإمفيتامين المخدر    أسرة الحكمي تتلقى التعازي في محمد    «أوريو».. دب برّي يسرق الحلويات    القارة الأفريقية تحتفل بالذكرى ال 61 ليوم إفريقيا    إرتباط الفقر بمعدل الجريمة    ولاء وتلاحم    وزير الحرس الوطني يرأس الاجتماع الثاني لمجلس أمراء الأفواج للعام 1445ه    توطين صناعة مستحضرات التجميل    الحسيني وحصاد السنين في الصحافة والتربية    اختتام معرض جائزة أهالي جدة للمعلم المتميز    تواجد كبير ل" روشن" في يورو2024    في نهائي دوري المؤتمر الأوروبي.. أولمبياكوس يتسلح بعامل الأرض أمام فيورنتينا    شاشات عرض تعزز التوعية الصحية للحجاج    دعاهم للتوقف عن استخدام "العدسات".. استشاري للحجاج: احفظوا «قطرات العيون» بعيداً عن حرارة الطقس    النساء أكثر عرضة للاكتئاب الذهاني    عبدالعزيز بن سعود يلتقي القيادات الأمنية في نجران    افتتاح قاعة تدريبية لتدريب وتأهيل مصابي تصلب المتعدد    «نايف الراجحي الاستثمارية» و«مسكان» تطلقان شركة «ارال» لتطوير مشاريع عقارية عملاقة مستدامة تحقق بيئة معيشية متكاملة    مخفية في شحنة قوالب خرسانية .. ضبط أكثر من 4.7 مليون قرص من الإمفيتامين المخدر    سلمان بن سلطان: رعاية الحرمين أعظم اهتمامات الدولة    السجن والغرامة لمن يتأخر عن الإبلاغ بمغادرة مستقدميه    ملك ماليزيا: السعودية متميزة وفريدة في خدمة ضيوف الرحمن    ولادة 3 وعول في منطقة مشروع قمم السودة    إخلاص وتميز    القيادة تعزي حاكم عام بابوا غينيا الجديدة في ضحايا الانزلاق الترابي بإنغا    سكري الحمل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



150 ألف مدمن بيننا.. الوقاية بالحوار
خطر المخدرات.. ليس الإرهاب وحده يخطف شبابنا «9»
نشر في اليوم يوم 17 - 06 - 2015

فيما كشفت دراسة رسمية عن انزلاق 150 ألف شخص في براثن إدمان المخدرات بالسعودية بتكلفة علاج تقدر ب «3.6» مليار ريال، يرى مختصون واستشاريون أسريون وتربويون أن على عاتق خطباء المساجد والجامعات والمدارس دورا كبيرا في توعية الشباب وحمايتهم بالحوار الهادف اللطيف.
ويبلغ عدد المدمنين في العالم العربي 10 ملايين يمثلون نحو 4.5٪ من عدد سكانه، وأشارت تقارير حديثة إلى الخسائر الإنتاجية والقوى العاملة التي يفقدها الاقتصاد الوطني جراء إدمان الشباب المخدرات.
وأكد المستشارون والمختصون ل «اليوم» - ضمن الملف الشهري العاشر «خطر المخدرات .. ليس الإرهاب وحده يخطف شبابنا» - أن هناك أدوارا ومسؤوليات كبيرة على أفراد المجتمع لحماية أبناء الوطن من خطر المخدرات على الشباب من خلال دور خطباء المساجد ودور المختصين في الكليات والجامعات والمدارس لتوعية الأبناء، إضافة إلى مسؤولية المراكز الأسرية في مواجهة ما يحدث ودور الاختصاصي الاجتماعي والعلاجي والتغذية، لا سيما بعد الدارسة التي أجراها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وأظهرت وجود آلاف المدمنين بيننا.
وقال الشيخ الدكتور أحمد البوعلي إمام وخطيب جامع آل ثاني: إن أئمة المساجد هم درر البلاد ونفع الله بهم العباد وهم دروع راقية وواقية لهم جهود واضحة وفي نفس الوقت تحتاج بلادنا الى المزيد من أدوار ترغب الشباب وتحببهم كي يكونوا أداة خير عليهم دور كبير في التأثير على الناس والقرب من الشباب ونصح المخالفين بالحكمة والموعظة الحسنة وبالرفق والتؤدة.
الائمة عندهم سلاح الوقاية يقدمون 48 خطبة في السنة يأتي المصلي مستمعا منصتا رغبا لم يبق إلا ان يصطادوا قلبه ويقدموا له وجبة يشتهيها.
استمعت لعدد من الشباب يشكون خطيبهم والسبب انه لا يحاكي واقعهم ولا يلامس حياتهم ولا يهتم بقضاياهم والمخدرات معول هدم للشباب ومستقبلهم في المملكة.
تقصير الإعلام
وأضاف البوعلي: لا شك في أن الإعلام مازال مقصرا ولم يقم بالواجب بشكله الصحيح، بل هناك معالجة منه بشكل غير صحيح، نحن نحتاج الى مشروع وطني يجمع بين المتابعة الأمنية والتربوية والصحية والفكرية، كما أننا نحتاج الى الحوار كأسلوب وقائي. مشددا على أهمية تفعيل أسلوب الحوار بين الآباء والأبناء بهدف الإصلاح وتهذيب السلوك وتمكينهم من اتخاذ موقف إيجابي فيما يعرض لهم من أفكار وآراء، فالحوار من أهم العوامل التي تشجع الشباب على تعاطي المخدرات.
وأكد ضرورة الاهتمام بالتنسيق بين القطاعات المختلفة لتشكيل ما يسمى فرق عمل وطنية للحد من الطلب على المخدرات.
لافتا إلى ضرورة متابعة المعايير الدولية المنصوص عليها للوقاية من المخدرات والوصول لتطوير تلك المعايير لتنفيذ برامج وقائية بجهود متكاملة ومتناسقة تستند على الأدلة لتصبح فعالة وتتسم بالكفاءة مع أهمية اعتماد معايير للجودة في تقديم خدمات العلاج والرعاية لمتعاطي المخدرات.
وقال وكيل كلية الشريعة لخدمة المجتمع والتعليم المستمر الدكتور محمد بن عبدالعزيز العقيل: بادئ ذي بدء لا بد أن نلفت النظر إلى أن الجامعات والكليات في طليعة المؤسسات التربوية، فالأستاذ الجامعي له أثرٌ كبير على طلابه، خاصةً إذا كان قائمًا بواجب التعليم كما يجب، من القرب من الطلاب والحوار معهم، والاهتمام بهم، وحسن التواصل معهم، مما يجعل الطالب يثق به ويطلب مساعدته في حال احتياجه إليها. وقال العقيل: إن مسؤولية حماية الشباب من كل آفة فكرية كانت أو حسيَّة مسؤولية مجتمعية، فعلى المجتمع بأسره التعاون في سبيل بناء الشباب بناءً سليمًا يجعلهم محصنين ضد هذه الآفات.
كما عليها أيضًا العمل على وقاية الشباب وحمايتهم بتعريفهم عن بأخطار هذه السموم، وأساليب مروجيها، وآثارها على دين المرء ونفسه وعرضه وماله وصحته. كما أنَّ على المرشد الأكاديمي للطالب، وكذلك المتخصصون في وحدات الإرشاد الأكاديمي مساعدة من وقع في هذه الآفة بسريَّة تامَّة لمعالجته وإنقاذه، ومن هنا كان من الضروري تعاون الكليات والجامعات مع الجهات المختصة في توعية الطلاب وعقد اللقاءات الحوارية المفتوحة معهم والاستماع إليهم ومعرفة ما لديهم من إشكالات أو أسئلة.
وعقد زيارات دورية لتلك المؤسسات المعنية كإدارة مكافحة المخدرات، ومستشفيات الأمل، وجمعيات مكافحة التدخين إذ هو إحدى الحفر الكبيرة للوقوع في المخدرات.
وأوضح العقيل أن دور الكليات يكمن في تلك الأندية العلمية الأنشطة الطلابية، بإدراج توعية الطلاب عن أضرار المخدرات ضمن البرامج السنوية في جداولهم، وتفعيل الرعاية الصحية، والاهتمام بجانب الندوات والمؤتمرات، ومتابعتها حتى تؤتي ثمارها وتفعليها في مدارس التعليم العام خاصةً المرحلة الثانوية، حيث كون طلابها أكثر عرضة من غيرهم للوقوع في براثن المخدرات.
كما أنَّ دور الجامعات يكون في مراكز خدمة المجتمع والتعليم المستمر، بعقد شراكات مجتمعية مع الجهات ذات العلاقة في بناء وحماية وعلاج الشباب من هذه الآفة الخطيرة، وتقديم البرامج البنائية والوقائية والعلاجية النوعية للطلاب والطالبات.
ومن ذلك تقديم برامج تساعد الأستاذ الجامعي والمرشد الأكاديمي على الاكتشاف المبكر للتعاطي، وأساليب التعامل مع المتعاطين وأسرهم، وتشجيع الأفكار الابتكارية ورعاية الطلاب داخل الأسر الجامعية، من خلال نشاطات مفيدة في جميع المجالات، والعمل على إشراك الطلاب والطالبات فيما يناسبهم من قرارات وتنمية انتمائهم لأوطانهم.
عقد اللقاءات مع الآباء في المدارس والكليات، وتعريفهم بالقيام بمسؤولياتهم تجاه أولادهم، وإنشاء مراكز للتوجيه والإرشاد داخل الجامعات والكليات والمدارس ولو عن طريق الهاتف حفظًا للسرية ومدًا ليد العون لمن لا يريد أن يطلع على مشكلته أحد، التواصل المستمر المجدول بين الجامعات ومؤسسات المجتمع المحلي، كالأندية الرياضية والمراكز الثقافية والمراكز الصحية والمستشفيات وغيرها، بما يكفل تنسيق الجهود لجميع هذه المؤسسات، تضمين بعض المقررات موضوعات تستهدف التوعية بمضار التدخين والإدمان والاكتشاف المبكر، لذلك فإنَّ الجامعات والكليات مطالبة ببذل أقصى الجهود، وتكاتف الإدارات وأعضاء هيئات التدريس، ومؤسسات القطاع الخاص بتسخير الإمكانات جميعها من أجل التصدي لهذه الآفة الخطيرة، في إطار عمل مؤسسي من كافة الجهات الحكومية والأهلية ذات العلاقة لدرء أخطارها وآثارها المدمّرة، وحماية شبابنا حاضراً ومستقبلاً، بإيجاد برامج مستمدة من عقيدتنا وشريعتنا وأخلاقنا الكريمة، والاستفادة من الفرص المتاحة للتعاون المجتمعي في مكافحة المخدرات والوقاية من أضرارها.
وعي المعلمين
كشفت مديرة الإعلام التربوي بتعليم الاحساء سهير الحواس أن فترة الاختبارات تعرض الأبناء للوقوع في خطر المخدرات وهذا يتطلب وعيا من المعلمين ومديري المدارس في ملاحظة وتوجيه وإرشاد الطلبة من خطر تناول المنبهات والانجراف وراء المروجين.
وأضافت قائلة : مما لا شك فيه أن المخدرات خطر كبير يهدد أبناءنا الطلبة والطالبات، ومن استشعار المسؤولية تجاه أبناء الوطن على جميع شرائح المجتمع أن تتضافر جهودهم في سبيل توعية الأسرة والمدرسة في نشر ثقافة التكامل في الأدوار لإنقاذ أجيال المستقبل من أوكار تتربص بالبنين والبنات على حد سواء، ويستلزم ذلك من الأبوين مراقبة الأبناء في البيت ومن يرافقهم من رفقاء السوء فالصاحب ساحب، وقرين السوء يعدي.
وقال المستشار الاسري عبدالله بن إبراهيم الخميّس: «في كل دقيقة يُولد مغفل، ويُولد اثنان للمتاجرة به» عبارة تعكس صورة لوجود أناس متربصين ينتظرون فرصة سانحة لوجود مضطر أو جاهل أو حتى مغفل.
فالأسباب تتكرر وقد تتغير بتغير الظروف وتبقى المشكلة واحدة وهي «الوقوع في مستنقع المخدرات». الفرد المدمن حلقةٌ في أسرة مكونة من عدة حلقات من أبٍ، وأمٍ، وأخٍ، وأختٍ حلقات متصلة ذات تأثر مباشر ببعضها البعض، إذا اضطربت حلقة منهن لا تبقى تلك الحلقات ساكنة، تدمن الأسرة كلها معه، هو يدمن المخدر وهي تدمن الشكوى والألم والوجَع.
وأضاف الخميس في ضوء تقدم الإرشاد والعلاج النفسي ومحصلة للبحوث العلمية والممارسات العملية اتضح أن الأسرة هي الأسبق في الاضطراب من الفرد، وبالتالي لا تكون الأسرة ضحية للفرد، بل الفرد ضحية الأسرة، وعادة يكون هذا الفرد هو الحلقة الأضعف، فوراء كل مدمن أسرة مضطربة (هذا على الأغلب) والأغلبُ كثير.
فهناك مفهوم عميق يغيب عن أسرة المدمن، وهو أن الأسرة لها أسبقية التأثير على الفرد والجماعات الخارجية أقل تأثيرًا عليه.
وقال الخميس الحفرة لا تظل فارغة فإذا لم تُملأ مُلِئت هواءً، الطلاق يشكل فراغًا نفسيًا لدى الفرد، غياب رب الأسرة فراغ، غياب الرقابة فراغ، التصدع داخل الأسرة فراغ، كلها فراغات تأبى الفراغ، فإذا لم تبادر الأسرة بملئِها أتاحت فرصة كبيرة لمروجي المخدرات وغيرهم من الفاسدين بملئِها، وسن المراهقة، يشكل فترة تحل بها متغيرات يجهلها بعض الآباء (50-60 %) هم بين الخامسة عشرة والخامسة والعشرين يعانون مشكلة المخدرات أغلبهم كانت بدايتهم في سن المراهقة، يتغير المراهق في تفكيره، في احتياجاته، في ميوله، في نشاطاته، وطريقة التعامل معه لا تتغير وهذه قد تكون بداية المشكلة.
موضحا ان الأصدقاء يشكلون دائرة واسعة في التأثير على المراهق، فإذا ضاقت دائرة تأثير الأسرة عليه وقع تحت سيطرة أصدقائه، فكثرة اللوم، والتحقير، والتهديد، والعنف بأنواعه وأشكاله، والمقارنة المحبطة، جميعها عبارة عن حزمة أسباب تدفع المراهق لدائرة الأصدقاء لتكون دائرة الأسرة الأضيق لديه على المستوى النفسي.
الحلول متنوعة
وبين الخميس أن الحلول كثيرة ومتنوعة وممكنة و»مَا أَنْزَلَ اللَّهُ دَاءً إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً»، فمنها على المستوى الوقائي والعلاجي: دعاء الوالدين بصلاح ولدهما، فإن كثيرا من الآباء يدعو على ابنه ويرجو صلاحه، فكيف ذلك يكون؟ شعور الأسرة بحجم المشكلة وخطورتها، فالشعور بالمشكلة - في حد ذاته - كفيلٌ بأن يساعد على البحث عن حلها، معرفة الأسباب التي تؤدي إلى الوقوع في مستنقع المخدرات وقايةً وعلاجًا، استقراء احتياجات المراهق وتحديد محبوباته، ثم ملؤها بما يشبع حاجته وفق المباح شرعًا، إشعار المراهق بالقرب منه لفظًا وحسًّا، وهو منهج الأنبياء فنوح عليه السلام نادى «يا بني» ونبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) قال معلمًا لابن عباس: «يا غلام» ولقمان الحكيم قال ناصحا: «يا بني» كلها كلمات تلفت سمع المراهق وتجذبه وهذا على المستوى اللفظي.
منح المراهق مساحة لا بأس بها من الاستقلالية، فهو بطبيعته يهفو إليها ليتحرر من طوق الطفولة، تكليفه بمهام يحبها مع الثناء عليه لو أنجز ولو جزءا منها.
أما إذا كان مدمنا فيكون علاجه بعدة أمور منها: معرفة نوع المادة (هل هي مما تؤدي إلى اعتماد فسيولوجي أم لا)، فإذا كان لديه اعتماد فسيولوجي فلابد من تدخل مختص، مدة الإدمان، وهل هناك مشكلات نفسية أخرى لدى المدمن، وكلها يفضل تكون تحت مختص، فالعيادات - ولله الحمد - متوافرة، فهي تعمل بسرية تامة ويعاملونهم كمرضى، ما أريد أن أذيل به كلامي أن الأسرة التي لديها مدمن ليس لديها مساحة من الوقت لخلق الأعذار ورمي التهم على من هو السبب، فالخطوة الأولى لنكون إيجابيين هي أننا كلنا سبب.
150 ألف مدمن
وتحدث المستشار التربوي والمدرب المعتمد في تطوير الذات عبد الله الحسين بقوله إن مجتمعنا يعاني مشكلات كثيرة، ومن أشد هذه المشكلات خطورة على تفكك الأسرة هي مشكلة المخدرات خاصة تعاطيها بين الشباب بما فيهم طلاب المرحلة الثانوية وانتشرت المواد المخدرة بجميع اصنافها في مختلف الأوساط الاجتماعية، وتم استغلال الأحياء السكنية ذات الدخل المحدود للجوء اليها والمتاجرة بأبناء هذه الأحياء مستغلين حالتهم المادية.
موضحا أن المخدرات داء عضال يفتك بشبابنا فيجعل عقولهم خاوية وقلوبهم فارغة وهذا بكل تأكيد قد ينهي مجتمع بأكمله لأن أساس بناء كل وطن هم شبابه وهم الثروة الحقيقية لبناء مجتمع متماسك قوي. مؤكدا أن من أهم أسباب انتشار المخدرات هو سبب ضعف الوازع الديني وهو البعد عن الالتزام بمنهج الشريعة الذي هو عنصر الأمان والسعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة ومنها ترك الصلوات وعدم المحافظة عليها وعدم مجالسة الصالحين أهل الخير وحضور المحاضرات والملتقيات الدينية ومن الأسباب الاجتماعية انتشار البطالة وكثرة انتشار الافلام الهابطة والتقليد الأعمى الذي يسيطر على أغلب فئة الشباب وحالة الفقر التي تشكل منعطفا خطيرا جدا لانها تعد حالة استغلال من ضعاف النفوس لهؤلاء الأبرياء ومن الأسباب الظاهرة على السطح هو الفراغ عند المراهق الذي لا يعرف معنى قيمة للوقت.
وذكر الحسين أن هناك أسبابا كثيرة أوضحتها الدراسات العلمية الحديثة منها مجالس السوء والتربية المنزلية الفاسدة والتقليد والمحاكاة والتفاخر والاخفاق في الحياة.
ويبين المستشار أن من أهم طرق الوقاية والعلاج للحد من هذه المشكلة المنزل والأسرة من خلال قرب الأسرة من الابن وتقوية الروابط بتدعيم الترابط الأسري وتوفير الحياة الآمنة والمستقرة والأخذ بيد الأبناء وتربيتهم تربية إسلامية صحيحة والاستماع لهم.
ومن جانب المجتمع استقبال التائبين برفق وود وفتح الحوار معهم والعمل على توعية الشباب بتنفيذ الملتقيات الشبابية الهادفة والبرامج الحوارية وانخراطهم في المجال التطوعي وتوظيف المدمنين بعد تعافيهم في وظائف مناسبة لهم.
ويؤكد الحسين أن هذه الآفة تدمر وطنا بأكمله وليس فردا وحسب دراسة أجرها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني عام 1434ه على عينة من طلاب وطالبات من مختلف مناطق المملكة بمختلف المراحل التعليمية التي لخصت غياب الحوار ، بالإضافة إلى أهم العوامل التي تشجع الشباب على تعاطي المخدرات.
وكشفت الدراسة أن عدد مدمني المخدرات في السعودية وصل إلى 150 الف مدمن بتكلفة علاج تصل إلى نحو 3.6 مليار ريال، بالإضافة إلى خسائر الإنتاجية والقوى العاملة التي يفقدها الاقتصاد الوطني.
وأوضحت الأخصائية الاجتماعية بمستشفى الاحساء عايشة محمد الملحم أن إدمان المخدرات له تأثير كبير على شخصية الفرد ما قد يؤدي إلى انحراف هذا الفرد في سلوكه ومن الممكن أن يؤدي إلى ارتكاب عدة جرائم. كما انه يؤثر على دخل الفرد بانقطاعه عن العمل وتدني مستواه الاجتماعي، كما يؤثر على صحة المدمن النفسية والعقلية.
وهناك نقطة لا بد من تسلط الضوء عليها وهي اعتقاد البعض أن إزالة التسمم من المخدرات كافية للشفاء, لكن يتعين تحفيز المرضى لمواصلة العلاج وإعادة التأهيل, ولا بد أن نبذل كل ما نستطيع لدعم وتعزيز رغبة المريض في أن يظل متحرراً من المخدر وقبوله بسهولة إذا ارتّد للمخدرات وعاد للبرنامج.
وقالت الملحم: بصفتي أخصائية اجتماعية في علاج المدمنين, دائماً أعمل على إقناع المتعالج بأنه مريض بمرض الإدمان وأوضح له أن ما وصل إليه من خسائر نتيجة الحالة التي هو عليها, وان حياته تتجه إلى نتيجة واحدة وهي الموت أو السجن, وأجعله يعترف بأن حياته لم تعد سعيدة كما كان يعتقد, وأن المخدرات تؤثر على المدمن من حيث الوقت والاسرة والابناء والمنزل, بالإضافة إلى وضع برنامج يهدف الى تقوية ثقته في نفسه وعمل دائرة ثقة جديدة من أشخاص إيجابيين تساعده في مواجهة أفكاره السلبية ويبدأ في الاستعانة بهؤلاء الأشخاص الايجابيين لتحقيق كل ما يريده من أمور ايجابية تجعله يتحلى بالأخلاق العالية والإيمان القوي من خلال عرض النتائج الناجحة لكل من اجتهد ونجح بفضل الله.
وبالتالى ينتهي شعور المدمن المزيف بتجاوز الازمات , وللاسف فإن الشخص المدمن يتخذ سلوك الانسحاب كحل لمواجهة المواقف نظرا لوجود سمات سلبية فى شخصيته لا تقوى على مجابهة ومواجهة مشكلاته. لذلك فالحل الامثل لحل أي مشكلة فى العالم هو امتلاك الشخص شخصية ايجابية قادرة على تحديد الاسباب والحلول المتاحة والنتائج المتوقعة، ومن ثم اتخاذ القرار السليم للمعالجة الجذرية.
الاكتئاب والهيجان
وأكدت أخصائية التغذية بمستشفى الملك فهد بالاحساء سارة الملحم أن الشخص المدخن كي يقلع عن الادمان لابد من تغيير نمط غذائه.
حيث إن مدمن المخدرات، في الغالب ما يصرفه من ميزانية مخصصة لغذائه يتجه المدمن الى صرفها على مادته الإدمانية بدلاً من الأطعمة المغذية.
وقد تكون المنبهات تدخلت في عدم قدرة المدمن على تناول أغذية كافية من خلال الحد من قابليته على الطعام، أو ربما تدفعه نشواته المتكررة بعد تعاطيه الحشيش لاستهلاك كميات كبيرة من الحلوى، ورقائق البطاطا، والمعجنات والكعك المحلى، كنتيجة للتغذية الفقيرة بالمواد المغذية مدة طويلة.
فقد ضعفت مؤشرات المدمن بالإحساس بالجوع والشبع واختلطت، أو ربما حتى غابت نهائياً.
وقد تكون نسبة الأيض لدى المدن عالية جداً أو منخفضة جداً، وقد يكون لديه زيادة في الوزن أو نقصان، أو نفخة، وقد يكون مكتئباً، مضغوطاً، أو قلقاً, لذلك لابد من تزويد المدمن بطعام مغذٍّ إلى درجة عالية، وأن تمنحه الأدوات التي يحتاج إليها لإصلاح الأجهزة والأجزاء المتضررة فيه.
مؤكدة انه لابد أن يستهلك المدمن معظم أطعمته اليومية من مجموعة الحبوب، وأن يتناول الكثير من الثمار والخضار، وأن يأكل القليل من البروتين الطري، وأن تشتمل أيضاً على القليل من منتجات الألبان.
ولا بد من إضاقة الدسم والزيوت والحلويات بشكل مقتصد، لإضفاء نكهة على أطعمتك.
كما لا بد من اختيار الأطعمة التي يحبها المدمن، كما يمكن للإدمان أن يسبب مشاكل صحية ووظيفية تؤثر في الجسم من الرأس إلى أخمص القدمين، وتؤثر في أجزاء مختلفة من الجسم وفي أجهزة الجسم ما يؤدي الى القدرة المنخفضة على التعلم والتذكر، والمحاكاة الضعيفة، وفقدان القدرة على التفكير، وضعف تركيز الذاكرة، وشيخوخة دماغ مبكرة، ونوبات قلبية، وعجز القلب، وارتفاع ضغط الدم، ونبض قلب غير منتظم، والسكتة الدماغية، والعمى الليلي، ونزف المعي أو المعدة الخطر على الحياة، وقرح في المعدة أو الأمعاء، وتليّف الكبد، وتشحم الكبد الذي يؤدي إلى سوء وظائف الكبد، والتهاب الكبد، وانخفاض التنفس الذي يؤدي إلى الوفاة.
وأكدت الملحم أن معظم الناس يلجأون إلى الكحول أو المخدرات كطريقة للهروب من الإجهاد، لكنّ هذا الحل يرتد عكسياً عليهم بالتسبّب في المشكلات اللانهائية والإجهاد المضاعف ألف مرة.
الطريقة الأكثر فاعلية للتعامل مع الإجهاد هي إضافة الرياضة إلى تقنيات خفض الإجهاد الأخرى، تمرينات الأيروبيك، التي تتضمن أنشطة مثل الجري، أو المشي السريع، أو لعب التنس، أو ركوب الدراجة، فجميعها فعالة جداً في إزالة الإجهاد وتحسين المزاج.
فهي تحرق هورمونات الإجهاد تماماً كما تحرق السعرات الحرارية وتريح العضلات، وتعزز تحرير هورمونات إحساس الجسم بالراحة، ببتيدات الأندروفينات العصبية.
حيث يعد الادمان الحالة الناتجة عن استعمال مواد مخدرة بصفة مستمرة, بحيث يصبح الإنسان معتمدًا عليها نفسيًّا وجسديًّا، بل ويحتاج إلى زيادة الجرعة من وقت لآخر ليحصل على الأثر نفسه دائمًا.
وهكذا يتناول المدمن جرعات تتضاعف في زمن وجيز حتى تصل إلى درجة تسبب أشد الضرر بالجسم والعقل فيفقد الشخص القدرة على القيام بأعماله وواجباته اليومية في غياب هذه المادة. وفي حالة التوقف عن استعمالها تظهر عليه أعراض نفسية وجسدية خطيرة تسمى «أعراض الانسحاب» وقد تؤدي إلى الموت أو الإدمان, الذي يتمثل في إدمان المشروبات الروحية أو المخدرات أو الأدوية النفسية المهدئة أو المنومة أو المنشطة, والمخدرات هي كل مادة نباتية أو مصنّعة تحتوي على عناصر منوّمة أو مسكّنة أو مفتّرة، وإذا استخدمت في غير الأغراض الطبية المعدة لها فإنها تصيب الجسم بالفتور والخمول وتشلّ نشاطه. كما تصيب الجهاز العصبي المركزي والجهاز التنفسي والجهاز الدوري بالأمراض المزمنة، كما تؤدي إلى حالة من التعود أو ما يسمى «الإدمان» مسببة أضرارًا بالغة بالصحة النفسية والبدنية والاجتماعية.
جهود حثيثة للتوعية حول الحرب ضد المخدرات
الأعداء يستخدمون حيلا عديدة في تسريب سمومهم.. لكن الأمن بالمرصاد لهم
عض أنواع المخدرات يدخل المتعاطي في مرحلة الإدمان في 3 أيام
رجال الأمن البواسل يتصدون لكل مروج غادر


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.