وصف رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني أمس، خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي بأنه "مسرحية سياسية"، وقال وزير الاستخبارات الإسرائيلي: إن "ايرانوفوبيا" حقيقة واقعية، فيما نفت واشنطن أنها هددت بإسقاط طائرات إسرائيلية، إن أغارت على المواقع النووية الإيرانية. من جهتها، ذكرت الممثلة السامية للشؤون الخارجية والسياسية والأمن للاتحاد الأوروبي "فيدريكا موغريني"، أن هناك خطوات جادة تم اتخاذها في المحادثات التي تجريها المجموعة الدولية (5+1) مع إيران حول ملفها النووي، لافتة إلى أنهم اقتربوا من التوصل إلى اتفاق بشأن هذا البرنامج المثير للجدل. إسرائيل مقعدة وفي التفاصيل، نقلت وكالة الأنباء الإيرانية عن لاريجاني القول :"إذا كانت إسرائيل أو الكونغرس يرغبان في رؤية إسرائيل مقعدة، فليجربا العمل العسكري، وسوف يلقيان ردا ساحقا وشاملا من قبل القوات المسلحة الإيرانية". ووصف لاريجاني الخطاب بأنه "مسرحية سياسية" واعتبر أنه يكشف "حالة القلق التي أصابت الكيان الصهيوني المزيف". وقال :"استدلالات نتنياهو تركز حول أن إيران التي تحملت ظروف الحظر لا تزال دولة مؤثرة ولديها نفوذ على دول المنطقة وأن قوة إيران الاقتصادية ستزداد لو تحقق الاتفاق". وأضاف :"الملفت أن الذي يبدي القلق بشأن النووي الإيراني هو الذي يمتلك مائتي رأس نووي !..". المعارضة الإسرائيلية من جهته، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية ورئيس حزب العمل الإسرائيلي، إسحق هرتسوج: إن خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي لن يوقف إبرام اتفاق نووي مع إيران. وأفادت صحيفة " يديعوت احرونوت " الإسرائيلية، في موقعها الألكتروني، نقلا عن هرتسوج، المنافس الرئيسي لنتنياهو في انتخابات 17 آذار/مارس، قوله: "إن الخطاب ليس له تأثير على المحادثات، بدلا من ذلك فإنه يعمق الفجوة بين إسرائيل والولاياتالمتحدة". وكتب وزير الاقتصاد الإسرائيلي نفتالي بينيت المنتمي لحزب "البيت اليهودي" اليميني، والذي كان من بين أولئك الذين أشادوا بتصريحات نتنياهو على صفحته على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي "الشعب الإسرائيلي يقف خلفك". «الإيرانوفوبيا» وفي السياق، قال وزير شؤون الاستخبارات الإسرائيلي، يوفال شتاينيتز، إن ما وصفها ب"الإيرانوفوبيا" ليست أمر متخيلا، وإنما حقيقة واقعية، محذرا من أن إيران – بحال إنجاز اتفاق دولي معها يتيح لها تخصيب اليورانيوم – ستكون قادرة على إنتاج قنبلة نووية خلال أسابيع، ورأى أن خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية بواشنطن يؤكد عدم قدرة إسرائيل على الصمت إزاء ما يهدد "أمنها القومي"، ونفت واشنطن ما تردد في تقارير صحفية عن تهديد أمريكا لإسرائيل بإسقاط طائراتها المقاتلة بحال قررت شن غارات ضد البرنامج النووي الإيراني. وقال شتاينيتز، ردا على سؤال حول ما إذا كان خطاب أوباما سيدفع الكونغرس إلى الاعتراض على مشاريع الاتفاق مع طهران: "الخطاب كان تاريخيا ومهما، ومن الضروري أن تتحدث إسرائيل عن أمنها القومي، وقد يكون للخطاب بعض التأثير، رغم أنني أعلم بأنه يسبب بعض التوتر مع البيت الأبيض، وهذا أمر طبيعي لأننا نعارض مشروعه للتفاوض مع الإيرانيين، لكن لا يمكن لأحد أن يتوقع من إسرائيل التزام الصمت حيال الأمور الحيوية المتعلقة بأنها القومي." وأضاف الوزير الإسرائيلي، في مقابلة حصرية مع CNN: "لقد خرقت إيران كافة التزاماتها الدولية، ولا يمكن بالتالي الوثوق بها. لقد سمعت الكثير عما يوصف ب'الإيرانوفوبيا‘ ولكنها في الحقيقة ليست أمراً متخيلاً بل إنه من أكثر الأمور جدية في العالم." وتابع : "من الطبيعي والمبرر أن يكون لدينا خوف من إيران لأنها باتت على عتبة إنتاج قنبلة نووية بعد عام واحد فقط، ونحن نؤمن أنها قد تنجز بناء القنبلة بأقل من ذلك. لا يمكننا الوثوق بإيران، هي ليست دولة مثل هولندا مثلا، وبالتالي يجب التعامل بحرص مع هذه القضية لأنها متعلقة بمستقبل العالم وليس وجود إسرائيل فحسب." وحول انتقاد النائب الديمقراطية البارزة، نانسي بيلوسي، لخطاب نتنياهو الذي اعتبرته أهان الأمريكيين ورئيسهم بحديثه أمام الكونغرس لأنه لم يقدم أدلة جديدة تدعم رأيه حيال إيران رد شتاينيتز بالقول: "أنا أحب نانسي للغاية، وتربطني علاقات صداقة بالعديد من أعضاء الكونغرس ولكن لدينا اختلافات بوجهات النظر." وأضاف: "ربما لأننا نحن هنا في الشرق الأوسط نشعر أكثر من سوانا بخطر إيران التي تهددنا من الشمال والجنوب. وما نريد أن نؤكد عليه هو أن إيران بحال الاتفاق على السماح لها بتخصيب اليورانيوم ستتمكن من القفز مباشرة إلى تصنيع القنبلة عندما يحلو لها ذلك بعد ثلاث أو خمس سنوات كما فعلت كوريا الشمالية." صعوبة البدائل وأقر شتاينيتز بصعوبة البدائل المتوافرة بحال عدم التفاوض مع إيران قائلا: "البدائل ليست سهلة، ولكننا نؤمن بأنه لو جوبهت إيران بإرادة دولية قوية فقد تحصل بعض المشاكل في المفاوضات، ولكننا في نهاية المطاف سندفع إيران إلى الاختيار بين إنقاذ اقتصادها أو نصب أجهزة التخصيب المركزية، وإذا ما تمسكنا بهذا الوقف فإن الإيرانيين سيتراجعون في نهاية المطاف ويفضلون إنقاذ اقتصادهم." نفي أمريكي إلى ذلك، نفى البيت الأبيض بحزم ما تردد في تقارير صحفية عن تهديد أمريكا لإسرائيل بإسقاط طائراتها المقاتلة بحال قررت شن ضربات جوية ضد أهداف عائدة للبرنامج النووي الإيراني، في وقت يشتد فيه الجدل الداخلي الأمريكي حول خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمام الكونغرس. واكتفى مجلس الأمن القومي الأمريكي التابع للبيت الأبيض بتغريدة عبر حسابه الرسمي بموقع تويتر، قال فيها: "ليس هناك أي صحة للتقارير المتعلقة بالرئيس أوباما والطائرات الإسرائيلية، وهي مجرد شائعات تشبه الشائعات الكثيرة التي راجت مؤخرا وتتعلق بالمفاوضات مع إيران." اقتراح لإلزام أوباما من جهته، يناقش مجلس الشيوخ الأميركي، اعتبارا من الأسبوع المقبل، اقتراح قانون يلزم الرئيس باراك أوباما بأن يحيل إلى الكونغرس أي اتفاق دولي يتم إبرامه حول الملف النووي الإيراني، كما أعلن رئيس الغالبية الجمهورية في المجلس، الثلاثاء. وبعيد خطاب ألقاه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمام الكونغرس الأميركي، قال السناتور ميتش ماكونيل، انه سيدرج على جدول أعمال مجلس الشيوخ اقتراح قانون يمنع الرئيس باراك أوباما من تعليق أي من العقوبات المفروضة على إيران، وذلك لمدة 60 يوما من تاريخ إبرام اتفاق بين دول مجموعة 5+1 (الولاياتالمتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين إلى جانب ألمانيا) وإيران. وقال ماكونيل، إن اقتراح القانون "سيكون على جدول أعمال مجلس الشيوخ، الأسبوع المقبل". وأضاف، أنه إذا انتهت فترة الستين يوما التالية لإبرام الاتفاق، ولم يصوت الكونغرس ضده، تكون لأوباما مطلق الحرية في تطبيقه وتعليق العقوبات المفروضة على إيران. وبالتالي، فإن اقتراح القانون يمنح الكونغرس مدة ستين يوما لنقض الاتفاق، مما يقلص هامش المناورة للرئيس باراك أوباما في هذا المجال. ويرفض البيت الأبيض رفضا باتا طلب موافقة الكونغرس على الاتفاق، مشددا على ضرورة أن تكون للرئيس مطلق الصلاحيات خلال المفاوضات. وقال ماكونيل إن "الكونغرس والأميركيين يجب أن يكونوا أيضا جزءا من هذا النقاش". وبالتوازي ستدرس اقتراح القانون لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ برئاسة بوب كروكر الذي شارك في وضعه مع عدد من زملائه، بينهم خصوصا الديموقراطي روبرت مينينديز. ولم يحدد في الحال أي جدول زمني للتصويت على الاقتراح. وكانت لجنة الشؤون الخارجية في المجلس أقرت في 29 يناير مشروع قانون آخر ينص على فرض عقوبات جديدة على إيران في حال فشلت المفاوضات مع إيران وذلك اعتبارا من يوليو. وبحسب ماكونيل فإن اقتراح القانون الجديد يمكن دمجه بالنص الذي أقرته اللجنة وذلك في شكل تعديل على هذا النص.