في طفولتي كنا نردد كلمات شعر لقصيدة كتبها العم الشاعر محمد بن عبدالله الملحم رحمه الله تتحدث عن الحدود السعودية. وكنا في الصفوف الابتدائية نجسد أبيات هذه القصيدة بترديدها من على المسرح المدرسي لتعكس معنى الوطنية بأبيات هذه القصيدة التي بدايتها (آل سعود خصم لدود للمعتدين على الحدود). كنا اطفالا ولكن كنا نعي ما تعنيه أبيات هذه القصيدة وهذا ما تعلمناه منذ الصغر. وهو أن الحدود السعودية ليست فقط خطا أحمر لا يستطيع أحد تجاوزه, بل إن حدودنا هي مقبرة لكل معتد يريد المساس بتراب هذا الوطن. قبل سويعات قليلة وفي فجر يوم الأحد أقبلت شرذمة جبانة وتعدت على مركز حدودي في شمال مملكتنا الحبيبة وقامت بإطلاق النار على مركز سويف التابع لجديدة عرعر. وتم التعامل معها لتقوم يد جبانة بعملية انتحارية بتفجير حزام ناسف كان هدفه قتل مسلم حرم الله قتله. واستشهد من منسوبينا قائد حرس الحدود بالمنطقة الشمالية العميد عودة البلوي والجندي طارق الحلواني واصيب العقيد سالم العطيسان. ولكن عكست هذه العملية أشياء من الواضح أن من أمر بالاعتداء ومن نفذه خسر المعركة قبل أن تبدأ. فبالرغم من فقدان عنصرين, إلا أن إيقاف الهجوم بتواجد قائد حرس الحدود يدل على أن الآمر والمأمور هم شوكة في حلق كل من حاول الاعتداء. وتم قتل عناصرنا غيلة وبطريقة غدر جبانة, ولكن دماءهم لن تذهب سدى. حتى الوقت الحالي لا نعرف من هم المعتدون أو جنسياتهم. ولكن هذا لا يهم. فمن يعتدي على تراب هذا الوطن فهو إرهابي ومجرم بغض النظر عن من يكون. فعدو الوطن هو عدو الوطن. ولكن عدو وطننا معروف سلفا مصيره. وجنودنا البواسل من منسوبي أفرع كافة القطاعات العسكرية سواء أكانوا من منسوبي وزارة الدفاع أو الداخلية أو الحرس الوطني هم فداء لهذا الوطن. وكل مواطن ومواطنة ممن يعيشون على تراب هذا الوطن هم في بادئ الامر مشاركون في حماية هذا الوطن بتوفيق من الله سبحانه وتعالى. ولكن الكل يسأل: ماذا تريد هذه الأيادي الغاشمة من المملكة. فهل لأنها أرض الرسالة ومهبط الوحي. أم لأن بها أطهر البقاع على وجه الأرض. أم لأن الشريعة في أرضنا هي ما تتبعه الدولة؟. هذه الأيادي الغاشمة تريد زعزعة بلد لديه ارض صلبة من اللحمة الوطنية وترابط بين الحاكم والمحكوم وقوة رادعة لا تتردد لحظة في الدفاع عن هذا الوطن ومقدراته. وقد فشل كل من حاول النيل من هذا الوطن. فماذا تريد هذه الشرذمة الجبانة؟. نعم لدينا شهداء انتقلوا إلى رحمة الله سبحانه وتعالى. ولكن في نهاية المطاف لدينا أبطال غيرهم ممن يسهرون على حماية حدودنا. ومهما حاولت الأيادي الغاشمة ان تنال من لحمة هذا الوطن ففي كل مرة تفشل محاولاتهم حتى قبل أن تبدأ. وستظل المملكة تحت حكم أسرة آل سعود والتي قدم الكل لها الولاء والطاعة منذ أن أسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه. ومنذ لك الوقت والمملكة تنعم بالرخاء والأمن. ولم تنجح محاولات من أراد المساس بوحدة هذا الوطن. رحم الله شهداءنا من جنودنا البواسل وحمى الله هذه الارض الطيبة من كل شر. * كاتب ومحلل سياسي