وقعت المؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام بالمنطقة الشرقية مؤخرًا اتفاقية تعاون مع الجمعية الخيرية للمتعافين من المخدرات والمؤثرات العقلية "تعافي"، والتي تهدف إلى حماية أيتام ويتيمات المؤسسة الخيرية من ذوي الظروف الخاصة، وتقديم الدورات والاستشارات الإرشادية لهم، كما تشمل الاتفاقية تدريب وتأهيل مشرفي ومشرفات الجمعية لمعرفة التعامل مع حالات الإدمان. وقال مدير فرع الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بالمنطقة الشرقية علي الطلال: إن الأهداف من إبرام الاتفاقية مع جمعية تعافي الخيرية كثيرة، وأهمها ثلاثة أهداف، وهي الوقاية والاستفادة عن طريق التوعية من المخدرات والتي تقدمها "تعافي" لأفراد المجتمع، ونحن نستفيد من جمعية «تعافي» كجزء من المجتمع، والهدف الثاني من هذه الاتفاقية هو مساعدة الأبناء والفتيات الذين يحتاجون للمساعدة ممن ابتلوا بالوقوع في شرك المخدرات، والهدف الثالث الاستفادة من الدورات المكثفة للمشرفين والمشرفات التي تزيد من مهاراتهم في التعامل مع أصحاب الظروف الخاصة، والمدة الزمنية لهذه الاتفاقية مفتوحة. وذكر الطلال أن عدد الأبناء التابعين للمؤسسة الخيرية لرعاية الأيتام من الظروف الخاصة حاليًا حوالي 95 شابا ما بين عمر 22 إلى 30 سنة، كما بلغ عدد الفتيات المتزوجات اللاتي ترعاهن الجمعية حوالي 175 فتاة في الدمام والأحساء، حيث التحقن بالمؤسسة منذ عقد قرانهن عن طريق وزارة الشؤون الاجتماعية، وتقدم لهن الجمعية الخدمات التربوية والمساعدات عن طريق المشرفين المتابعين، وتستهدف هذه الاتفاقية جميع الشباب والفتيات الأيتام من المنتسبين للمؤسسة، مع العلم بأنه لم تسجل سوى حالة إدمان واحدة من بين أبنائنا الأيتام. من جانبه، قال المدير التنفيذي لجمعية تعافي الخيرية بالمنطقة الشرقية مبارك الحارثي: إن اعتماد "تعافي" بشكل كبير على الجانب التوعوي والتأهيلي، وسيكون هناك تنسيق مع مؤسسة الأيتام بعدد المستفيدين والدورات، ونحن في كل الأحوال شركاء في هذا العمل، وأهم الدورات التي لا بد من طرحها هي دورة (كيف تعرف المدمن)، بعد ذلك نطرح للمشرفين والمشرفات دورات لمعرفة علاج الحالات، ثم نبدأ في المرحلة الثالثة والتي تركز على التأهيل، وأعتقد أن هذه هي أهم الدورات التي لا بد من الاطلاع على مضامينها. وأضاف الحارثي: "انتهى ذلك الزمان الذي كان يقال فيه انه لا توجد مشكلة، ونحن الآن في زمن الاعتراف بالمشكلة لنستطيع التعاون في حلها، ونحن مقبلون على ظاهرة مزعجة، وظاهرة تعاطي المخدرات أصبحت تقف جميع الدوائر الحكومية ورجال الدين والأفراد في وجهها، علمًا بأن أعداد المتضررين من المخدرات كبيرة جدًا ومخيفة في نفس الوقت، وتشمل تلك الأعداد أسر المتعاطين والذين هم ضحايا هذا الوباء، ويشترك في تفشي هذه الظاهر تقاعس المنزل والمربين الذين لم يقوموا بدورهم كما ينبغي، وانشغال المجتمع بأمور تافهة مقارنة بما يعانيه المجتمع، مع العلم بأن المخدرات لها علاقة كبيرة جدًا بحوادث المركبات، والسرقات، وهناك أيضًا ظاهرة لم نكن نسمع عنها من قبل في مجتمعنا مثل: جرائم القتل وخصوصًا جرائم قتل الآباء لأبنائهم، وقتل الأبناء لآبائهم، وهروب الفتيات، حتى أصبحنا نسمع ونقرأ هذه الحوادث بشكل يومي أو أسبوعي والسبب في ذلك تعاطي المخدرات.