أعرف أن إدارات التعليم تضع صعوبات كبيرة عند طلب إصدار تصريح فتح مدرسة خاصة، وعندما نعلم ذلك نقول ما شاء الله ما هذا الحرص الذي لا يطابق الواقع لا في مبانيها الأصلية ولا المستأجرة ولا فيما يسمح للمدارس الخاصة باستئجارها. مدرسة براعم الوطن في جدة، كانت شعلة الحريق الأولى فيها قد بدأت في قبو المبنى حيث معمل الكمبيوتر ومطبخ التدبير المنزلي ترى كم جهازا هناك وكم تمديدا وكم سلكا وكم تحويلة استخدمت في قبو؟! وما نوع تلك الأسلاك والتمديدات؟ وما مستوى الصيانة؟ وما مستوى الاستعداد لإجراءات السلامة؟ كم مطفأة حريق في القبو وإن كان فهل هي صالحة للاستخدام؟. ماذا عن النوافذ التي أوصدت بقضبان السجون؟ وماذا عن مظلات خشبية أعاقت وضع الوسائد الهوائية التي أراد الدفاع المدني استخدامها؟، وكم هو عدد المسؤولين عن هذا الحادث البشع من المدرسة وصاحبها وإدارة التعليم والوزارة والدفاع المدني؟. لا تكذبوا علينا وتقولوا سنحاسب المقصر فالمقصرون مئات من الرجال الذين أضاعوا الأمانة بل اقتسموا حق حفظها كما يقتسمون الرغيف وهو رغيف مسمم بدموع الثكلى وحزن المصابينمن سيحمل ذنب غدير وريم اللتين أحيتا نفوس الصغيرات وسبقهما الموت عن نفسيهما، إحداهما أصرت أن تخرج آخر طفلة في صفها من النافذة قبل أن تختنق وتصعد روحها إلى بارئها.. ألف من وكم هل ستكفينا هذه المرة لإيقاظ الجهات المسؤولة من سباتها وزارة التعليم أولا والدفاع المدني ثانيا؟. بتنا ليلة بحرقة وألم وصافحنا نهارنا بفجيعة أخرى على أخواتنا في حائل والحادث الفاجعة الذي تسبب في وفاتهن. ألا يكفي كل ذلك للتحرك وتطبيق المواصفات الحقة لبناء المدارس واستخدام أنواع خاصة من الحافلات وصرامة مع السائقين والمتابعين الذين تناط بهم مسؤولية المراقبة والمتابعة للصيانة.. لكل سلك ولكل «فيش» كهرباء ولكل إطار حافلة.. متى نفيق؟. لا تكذبوا علينا وتقولوا سنحاسب المقصر فالمقصرون مئات من الرجال الذين أضاعوا الأمانة بل اقتسموا حق حفظها كما يقتسمون الرغيف وهو رغيف مسمم بدموع الثكلى وحزن المصابين، كيف باتوا ليلتهم البارحة أولئك الذين تمر على أيديهم ميزانيات ضخمة تؤهل لإعدادات عالية المواصفات ولكنهم ينتقون الأرخص والأقل جودة ليبقى لهم فتات الملايين وفتاتها حينذاك ملايين!! الفساد.. الفساد.. الفساد.. هذا ما يجب أن يركز عليه أئمة المساجد في خطبهم.. النظام.. النظام.. النظام.. وهذا ما عليهم أن يوقظوا الناس لأهميته فبدون محاربة ذاك وتطبيق هذا سنفجع كل يوم، بالأمس كانوا أبناء الناس وغدا قد يكونون من أبنائكم، آن لنا أن نعترف بأننا مسلمون بلا إسلام خلقا وسلوكا لعلنا نفلح في وضع يدنا على الجروح لمعالجتها ونطرد من يطعن الوطن في خاصرة أبنائه كل يوم. [email protected]