كم من خسارة لحقت بتلك المدارس التي اشتعلت فيها الحرائق - مؤخرا. وأضرمت فيها النار؟ ونقصد بالخسارة ما لحق بالاقتصاد السعودي نتيجة الدمار الذي تخلفه الحرائق، علاوة على حالة الهلع الذي ينتاب فلذات أكبادنا المتواجدين في محل الحريق؟. لقد اندلعت العديد من الحرائق في بعض من المدارس في الآونة الأخيرة. واقع إليم.. وحقيقة مؤلمة.. فما هو السبب الرئيسي في نشوب تلك الحرائق حتى يمكن مواجهته ومعالجته؟ وذلك في غير عشوائية أو ارتباك؟. والحقيقة تقول إن لكل فعل فاعل، ولكل سبب مسبب، ولكل حدث مبرره وردود فعله إذ ليس ثمة عامل واحد أو سبب بعينه لحدوث الحريق، ولكنها تختلف الأسباب باختلاف الزمان والمكان ومن عجب أن جميع الحرائق يحملونه الماس الكهربائي المسؤولية العظمى من اندلاعها، وذلك يحدث إما لعدم تغطية الأسلاك أو نتيجة الحمل الزائد، ولذا يحدث الحريق بمجرد صدور أول شرارة، لأن المدرسة ومستودعاتها وطرقاتها مليئة بالأخشاب والأوراق، وهي طبيعة مكوناتها بالإضافة إلى المخلفات والهالك من الأثاث التي يجب التخلص منها أولا بأول خارج نطاق وبيئة المدرسة، حيث إن هذه الأصناف سريعة الاشتعال ومع ارتفاع درجة حرارة الجو ما يدفع إلى تفاعل وتفاقم الكارثة ويزيد من مساحة الدمار. ومن الأسئلة التي تردد على ألسنة الكافة: هل هذه المدارس مستوفاة لكافة شروط التوقي من اندلاع الحريق؟ هل هي مجهزة بوسائل الإطفاء بما يمكنها من التصدي للحريق في حينه؟ وهل يوجد أحد بالمدرسة مدرب على استخدام الأجهزة الحديثة واكتساب مهارة التعامل مع الحريق لحظة وقوعه؟ وهل ثمة جهة تقوم بالمتابعة والتنسيق الدوري على أية منشأة للاطمئنان على تواجد شروط الدفاع المدني؟ وهل هناك نظام لمحاسبة المقصرين في هذا الشأن؟ وذلك حرصا على مدى سلامة المدرسة ومحتوياتها وعلى أبنائنا المتواجدين ساعة نشوب الحريق. ومن المؤكد أن الالتزام في المتابعة من قبل الأجهزة المسؤولة سوف توقف سلسلة الحرائق وما يتبعها من كوارث وخسائر ومخاطر على كل من الموجودات والأرواح. ولذا لا يجوز التغاضي عن أية مخالفات أو تجاوزات بأية حال من الأحوال. وهذا يشير بوضوح لحتمية مسايرة التحوطات النهضوية التي سادت بعض منظمات المجتمع السعودي المعاصر - تخطيا للنظم التقليدية - فنحن نعايش عصر البحوث العلمية والمعملية والتجريبية والتحليل والتركيب والاستنتاج وهو يعكس قدرة الدولة على حماية مرافقها الحكومية والمدنية من وقوع الضرر أو الدمار أو الهلاك أو الخراب. فعلينا إذن الاستفادة بالقدرات التكنولوجية الحديثة للتعامل مع نوعيات الحريق المختلفة وفقا لظروف الموقع وملابسات نشوبها والإمكانات المتاحة وهذا يتطلب أهمية اكتساب الإدارة المدرسية لثقافة الدفاع المدني.