محمد بودي، وجه مألوف على الساحة الثقافية المحلية، وواحد من الذين يخوضون الحراك الثقافي السعودي، في تجلياته النقدية والإبداعية، يرأس حاليا مجلس إدارة النادي الأدبي في المنطقة الشرقية، قالوا عنه أحد الذين أعادوا للساحة الثقافية توهجها بعد رتابتها، له العديد من المشاركات التلفزيونية والإذاعية، حيث عمل معلقا على الأفلام الوثائقية وبرامج السلامة في شركة أرامكو ، ومشرفا لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في الأحساء، كما شارك في البرامج الحوارية في العديد من الفضائيات مثل القناة الأولى والثانية والإخبارية والثقافية السعودية وقناة العربية، والشارقة، والمجد، والحرة، ودليل، واقرأ، والمستقلة، وmbc ,وإذاعة الرياض والبرنامج الثاني، ودبي وبانوراما fm ، وإلى نص الحوار.. متى يكون المنصب الرفيع ضمانة للإنجاز والإبداع ؟ لن يكون المنصب ضمانة للإنجاز إن لم يكن صاحب المنصب مبدعا في الأساس. يري البعض أن مثقفينا المعاصرين يعانون من عقدة الأنا فهم يرون أن ما عداهم الخطأ وهم الصواب , فهل هذا واقع ؟ بعضهم يرى كذلك وهم المنعزلون القلقون المكتئبون وهناك مثقفون يضحون من أجل خدمة الآخرين . كيف لنا كمجتمع إنساني أن نحطم الرموز الخيالية لننعم بواقع مثالي ؟ في الجنة إن شاء الله. البعض يرى أنك تتصنع الجرأة في نقد المشهد الثقافي المحلي , بماذا ترد ؟ اُسميها العفوية وأحيانا رأي صريح وواضح جاء بعد تأن وتفكير. ما الذي يحركك إلى كل تلك الصراعات والمشاحنات طالما أن التطور سنة كونية ؟ اسميها اتخاذ موقف ثقافي تجاه تجاوزات من قبل المؤسسة الثقافية أو مثقف . تتهم بحدة المزاج مما يدفعك إلى عدم المصالحة مع أحد وعدم تفويت أي فرصة للنقد فكيف ترد تلك التهم؟ لست مزاجيا والحمد لله ولكن من يزعجه النقد يحاول أن يبرره بالمزاجية ويظهر أنك بعيد جدا عني ولا تعرفني إلا من خلال المرجفين والمثبطين في الأرض. ما أبرز المحطات التي لم تمحها ذاكرة الزمن لديك ؟ المحطات كثيرة ومن أبرزها : الأولى - نيلي جائزة سمو الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز للتفوق العلمي عام 1407ه اثر تحقيقي المركز الأول على طلاب الثالث الثانوي على مستوى المنطقة الشرقية واختياري لإلقاء كلمة المتفوقين في حفل مهرجان التفوق العلمي الثاني من عمر الجائزة كانت لحظة لن أنساها. والثانية - إلقائي لأول محاضرة لي عام 1412ه في دولة الإمارات العربية المتحدة في إمارة الشارقة بدعوة من دائرة الثقافة والإعلام في حكومة الشارقة ومن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وكانت عن « العيون المائية في الشعر الأحسائي « بحضور المرحوم الشيخ محمد بن خالد القاسمي رئيس دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة. والثالثة نيلي لدرجة الماجستير في الأدب والنقد من جامعة الملك فيصل وعنوان أطروحتي « شعر عبدالله بن علي آل عبدالقادر ( 1270ه - 1344ه ) دراسة موضوعية فنية « بماذا كنت تفكر حينما دخلت نادي المنطقة الشرقية الأدبي لأول مرة رئيسا؟ أفكر ما الذي أستطيع وزملائي أعضاء المجلس أن نقدمه في الفترة القصيرة من عمره وهي سنة واحدة من الإعداد للجمعية العمومية وتقديم عطاء ثقافي لافت . أطلقت وعودا يرى البعض أنها قد تتجاوز فترة رئاستك , فهل لديك القدرة لتفي بما وعدت ؟ لم أطلق وعودا، كانت لدينا في مجلس إدارة النادي خططا لمشاريع ومبادرات تثري المشهد الثقافي في المنطقة خلال السنة الواحدة المتاحة لنا وهذا تحد كبير أصررنا على دخوله. ما هي الشجاعة الأدبية برأيك التي يجب على كل مثقف أن يتحلى بها ؟ أن تقول كلمتك بثقة ومسئولية وموضوعية ثم تمشي كما قال المؤرخ أمين الريحاني . تنافس المجالس الأدبية هل عاد على المجتمع بالفائدة أم أنه وجه من وجوه الترف الأدبي ؟ المجالس الثقافية نافذة للمثقفين الذين لا يتوافر عندهم أندية وجمعيات ثقافية وكذلك لغير المتصالحين مع المؤسسات الثقافية ولغير الراغبين بممارسة الثقافة من خلال المؤسسات شبه الرسمية وبعضها انحرف عن مساره واتجه نحو أهداف ربحية كالوجاهة والحضور الاجتماعي. نحن الآن في زمن الإعلام الجديد الذي أحدث نقلات في مستويات عدة, فكيف لكم أن تجذبوا جيل الآي باد والبلاك بيري ؟ هذه ورطة الأندية الأدبية وجمعيات الثقافة والمكتبات العامة والجميع يتلمس الحل. هل مكنتك جرأتك الأدبية من إحداث تحولات إيجابية ؟ تقصد مواقفي الأدبية نعم أحدثت وهذا من توفيق الله . ما الذي تخشاه على المنتج الأدبي مستقبلا ؟ بأن يبتذل وتتغير قناعة المتلقي تجاهه . هل لا زال المشهد الثقافي حبيس المجاملات ؟ ليس فقط المجاملات بل والتصنيفات وتسلّط بعضهم على بعض. يقال بأنه من الذكاء أن تهادن إذا لزم من ذلك تحقيق مصلحة , فهل أنت مع هذا الرأي ؟ الحياة كرّ وفرّ . هل تؤمن بجدوى مد الجسور لشراكات فكرية مع مؤسسات المجتمع ؟ بالتأكيد ! عندما تغيب المصالح تنكشف الأقنعة هل مرت بك تلك الوجوه ؟ مرت بي وكشفت لي وجوها عليها غبرة. هل هناك قرار اتخذته وندمت عليه؟ أمر طبيعي والحياة دروس . ما هو الحلم الشخصي الذي لم يتحقق حتى الآن ؟ ليس لدي أحلام إنما خطط طموحة أسأل الله التوفيق. ما مدى تفاعلك من الناحية الفكرية مع الآخر المخالف ؟ بإيجابية واحترام . هل أنت راض ٍعما قدمته إلى الآن أم أنه لا يزال في جعبتك المزيد ؟ نعم أنا راض ولكن الرضا لا يعني التوقف عن العمل فمن منحه الله الصحة والعافية وسلم من الصوارف لابد أن يجتهد ولا يزال ولله الحمد في جعبتي الكثير . ما الوسيلة الأجدى لتنشئة جيل على درجة كبيرة من الوعي ؟ بالعلم والعمل كما قال العلامة الشاعر الفقيه عبدالعزيز العلجي - رحمه الله - في بيتين من الشعر. بماذا تترجم مشاعرك بعد كل خطوة في طريق الإنجاز ؟ أشكر الله أولا على توفيقه ثم أشكر كل من أسهم معي في أي إنجاز يواجه الشباب في طريقه مجموعة عراقيل ما النصيحة التي توجهها إليهم ؟ الانصراف الكامل لمواصلة التعليم ونيل أعلى الدرجات العلمية . هل أنت مع إعادة التقييم المرحلي لما تقدم ؟ باستمرار . كلنا نؤمن بالجهد و التخطيط إلا أننا قد نسابق الزمن سعيا إلى التربع على كرسي الرئاسة, فلماذا كل ذلك ؟ لكل مجتهد نصيب وعلى نياتكم ترزقون. ما هي أنجح الوسائل لتقريب وجهات النظر ؟ الابتعاد عن الشخصنة واحترام المختلف . لماذا يرافق الجدل كل قرار يمس المرأة في مجتمعنا ؟ لاختلاف النوايا وعدم الثقة في الطرف الآخر . مساحة حرة ماذا تقول فيها ؟ المنطقة الشرقية تستحق الكثير من الجهد لإبراز وجهها الثقافي الحقيقي المشرق ونادي المنطقة الشرقية الأدبي لكل المجتمع ولا يحق لكائن من كان أن يحصره لجزء منه .
السيرة الذاتية محمد بن عبد الله بودي، ناقد وإعلامي، حاصل على البكالوريس في اللغة العربية من جامعة الإمام محمد بن سعود، وماجستير في الأدب والنقد من جامعة الملك فيصل، يحضر الدكتوراة في الأدب والنقد بجامعة أم القرى، يتقلد حاليا رئيس مجلس إدارة نادي المنطقة الشرقية الأدبي، ونائب رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للأدب العربي، وهو معد ومقدم برامج ثقافية في القناة الثقافية السعودية، ولديه برنامج أسبوعي مباشر اسمه «المشهد الثقافي» تبثه القناة الثقافية السعودية مساء كل يوم ثلاثاء عند الساعة الثامنة مساء.