توقع التقرير الشهري لمنظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» صدر الجمعة حدوث نقص في المعروض في سوق النفط في الفترة المتبقية من 2011 مما يبرز الحاجة الى مزيد من الإمدادات لتلبية الطلب المتزايد، وفشلت أوبك في اجتماعها يوم الأربعاء في الوصول الى اتفاق لزيادة الإنتاج، وقالت المنظمة في تقريرها إن الطلب العالمي على نفط أوبك سيبلغ في المتوسط 7ر30 مليون برميل يوميا في النصف الثاني من العام الحالي وهو ما يزيد كثيراً على إنتاج المنظمة في مايو ايار الذي بلغ 97ر28 مليون برميل يومياً، وقال بالنظر الى ما تبقى من العام الحالي، يشير الميزان المتوقع للعرض والطلب الى حدوث شحّ في السوق. أوبك تفشل للمرة الاولى في الوصول لمعدلات رفع سقف الانتاج (رويترز) وأضاف: لذلك قد يستمر تراجع المخزونات العالمية مع دخول السوق في فترة من الطلب الموسمي المرتفع. وعقدت أوبك أول اجتماع لها هذا العام يوم الأربعاء وفشلت للمرة الأولى في نحو عشر سنوات في اتخاذ قرار بشأن سياسة الإنتاج، وقال عبد الله البدري الأمين العام لاوبك إن بعض الأعضاء كانت لديهم أرقام مختلفة ولم يروا أن هناك حاجة لمزيد من النفط رغم أن الأسعار أعلى بكثير من 100 دولار للبرميل في الوقت الراهن، وبينما رفعت السعودية وبعض الأعضاء الآخرين الإنتاج رسمياً هذا العام فقد أبقت المنظمة مستوى الإنتاج الرسمي المستهدف دون تغيير منذ ديسمبر كانون الأول 2008. وبعد فشل مدوٍّ لأوبك في الاتفاق على زيادة الإنتاج سيعتمد العالم الآن على السعودية في تلبية ارتفاع الطلب على النفط تتجاوز مليوني برميل يومياً خلال الفترة من الربع الثاني الذي ينخفض فيه الطلب الى الربع الثالث الذي يبلغ فيه الطلب ذروته، وتمكّنت المملكة حتى الآن من تحمّل عبء سد النقص الناجم عن غياب النفط الليبي لكن استمرار إغلاق آبار النفط الليبية بسبب الحرب الأهلية لشهور سيختبر قدرة السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم في الشهور المقبلة، وستكون النتيجة ضخّ نفط أكثر من المطلوب لمصافي العالم مع التزم المهندس علي النعيمي وزير الثروة المعدنية والبترول بتعهّده بضخّ المزيد من النفط بصرف النظر عن نتيجة الاجتماع الذي وصفه بأنه الأسوأ على الإطلاق، ولكن يترتب على ذلك أن تنخفض الطاقة الإنتاجية لأوبك - وهي غطاء المعروض الإضافي الذي يمكن للمنظمة الاستعانة به في وقت قصير لسد فجوات المعروض أو ارتفاعات الطلب - الى أدنى مستوياتها منذ 2008 حينما ارتفع سعر النفط مقترباً من 150 دولاراً للبرميل، وتقلص هذا الاحتياطي الذي كان يبلغ ما بين 65 مليون برميل يومياً في أوائل عام 2011 يهدد بتعريض السوق لخطر ارتفاعات أخرى في الأسعار بصرف النظر عن مستويات المعروض، وبدون عودة النفط الليبي يمكن أن تنخفض الطاقة الإنتاجية الفائضة الى ثلاثة ملايين برميل يوميا فقط بحلول نهاية العام، وقد ينخفض الفائض الى مليوني برميل يومياً بحلول 2012 مما سيدفع المتعاملين على الأرجح الى إضافة علاوة خوف أكبر على السعر. وعند مستوى أقل من 5ر2 بالمائة من الطلب العالمي يصبح هذا الاحتياطي ضئيلاً للغاية بالمعايير التاريخية. وقال لورانس ايجيلز رئيس بحوث الطاقة في جيه.بي مورجان إن ذلك يؤكد أن أوبك فوجئت بقوة الطلب الذي زاد نحو 5 بالمائة منذ أن بلغ الركود الاقتصادي ذروته في 2009. وأضاف: ايجلز هذا القرار يبرز حقيقة أن الطاقة الإنتاجية الفائضة ليست كما كانت تصوّرها أوبك وان هناك قلة فقط من الدول الأعضاء يمكنها زيادة الإنتاج. ومن شأن فقد النفط الليبي البالغ أكثر من مليون برميل يومياً وزيادة الإنتاج بنحو 5ر1 مليون برميل يومياً خفض الطاقة الإنتاجية الفائضة الى نحو ثلاثة ملايين برميل يومياً في حين من المتوقع أن يزيد الطلب المتوقع على نفط أوبك بافتراض استقرار المخزونات مرة أخرى في عام 2012. وأشارت تقديرات سابقة لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية ومحللين آخرين ارتفاع الطلب على نفط أوبك بمليون برميل يوميا على الأقل. والاحتياج الفوري أكثر إلحاحاً اذ يبلغ الطلب العالمي ذروته عادة في الربع الثالث من العام عندما يبدأ موسم السفر في الولاياتالمتحدة ويستخدم المستهلكون في الشرق الأوسط المزيد من الوقود لتشغيل محطات الكهرباء. وزادت الكارثة النووية التي تعرّضت لها اليابان الطلب الإضافي. وأشارت تقديرات أوبك الشهر الماضي الى زيادة بنحو مليوني برميل يومياً في الطلب على نفطها ويظل عند هذا المستوى تقريباً في الربع الأخير من العام. وقال مندوب رفيع لدى أوبك إن المملكة أنتجت 61ر9 مليون برميل يومياً في مايو أيار أي بزيادة بالفعل تتجاوز مليون برميل يومياً عن حصتها من المستوى المستهدف للإنتاج داخل أوبك، وتبلغ الطاقة الإنتاجية للمملكة نحو 5ر12 مليون برميل يومياً. وقال صامويل جيزوك محلل الطاقة في أي.إتش.إس جلوبل اينسايت إن السعودية تتخذ خطوات لمعالجة الانخفاض المحتمل في الطاقة الإنتاجية الفائضة والذي يمكن أن يهدد دورها باعتبارها معادل تقلبات الإنتاج على مستوى العالم والذي منحها لقب البنك المركزي للنفط. وتابع: يبدو من المستبعد أن تتمكن الجزائر وليبيا وإيران من تنفيذ زيادات الطاقة الإنتاجية التي تعهّدت بها وسط علامات استفهام حول بطء تحرّك الكويت والعراق. ويوم الاثنين الماضي قالت أرامكو السعودية إنها تسرع خطط الاستثمار الرامية الى زيادة الطاقة الإنتاجية من نحو 5ر12 مليون برميل يومياً الى 15 مليون برميل يومياً والتي كانت قد أوقفتها خلال الأزمة المالية. ويقول فاضل غيث المحلل النفطي بشركة أوبنهايمر إن الطاقة الفائضة يمكن أن تستهلك حتى الثمالة خلال ثلاث سنوات لكنه أبدى ثقته في أن ارتفاع الأسعار والتطور التكنولوجي يمكنهما معا أن يأتيا بالمزيد من الإنتاج في السنوات القليلة القادمة لتجنب أزمة حقيقية في المعروض. وقال غيث: السعر الراهن يشير بالفعل الى أن السوق لا تشعر بالارتياح إزاء الإمدادات.. لكني لا أعتقد أننا سنعاني من نقص في المعروض النفطي.