اثار المقال السابق للكاتب العديد من ردود الفعل المتجاوبة من قبل القراء حيث كان عنوانه (السياحة في الشرقية) وعبر فيه عن آماله التي يرغب في ان تتحقق في يوم من الايام حتى تكون المنطقة الشرقية منطقة جذب سياحي لسكان المملكة وزوارها من الخارج. تلقى الزملاء في التحرير، مجموعة من الاتصالات، تستفسر عن مواقع المعالم التي جاءت في المقال السابق (السياحة في الشرقية) كما وصلتني مجموعة اخرى من المكالمات الهاتفية، ورسائل البريد الالكتروني المتفاعلة مع المقال، واستجابة لكل هذا الاهتمام، اكتب هنا مرة اخرى عن السياحة في المنطقة الشرقية. كثير من القراء الذين اطلعوا على المقال، قد تعرفوا من خلاله على وجه للمنطقة الشرقية، اجمل من الوجه الذي يعرفونه من قبل، ويمكنني ان اقول: انه وجه قد اعاد لهم ثقتهم في القدرات السياحية لمنطقتهم، بدليل تفاعلهم المباشر مع المقال، في طلب عناوين المواقع وارقامها. قراء اخرون تفاعلوا عمليا، وذهبوا الى الاماكن التي توقعوا ان يجدوا فيها تلك المعالم، ثم اتصلوا طالبين العنوان الدقيق، بعض القراء بدأ بعقد المقارنة بين المنطقة الشرقية وبين اشهر الواجهات السياحية العالمية. لعل سكان المنطقة الشرقية يختزنون في مكان مامن عقولهم، ان منطقتهم قادرة على الجذب السياحي، وانهم كسكان بحكم موقعهم الجغرافي وتعدد اعراقهم، واحتكاكهم بالخارج، مهيأون للتعامل الايجابي مع السياحة سواء كاستثمار او ممارسة لها او وهو الاهم القدرة على التعامل مع السائح من داخل المملكة، ويتطلعون ايضا الى فرصة سياحية تسمح لهم بالتعامل مع زوار من خارجها. لقد مس المقال السابق هذا المخزون حينما شعروا ان الادوات السياحية التي يحلمون بها موجودة، وان التسهيلات والوسائل التي يطالبون بها والتي تسمح بمنتج سياحي يوجد انطباعا خاصا عن المنطقة، بين ايديهم بالفعل ولم تكن هناك مشكلة حقيقية تعيق السياحة سوى انهم كانوا لا يعلمون بوجود هذه الخدمات. حان الوقت لحقيقة حول المقال السابق، غابت عن بعض القراء الكرام الذين اتصلوا وارسلوا مستفسرين، وارجو ألا تكون هذه الحقيقة مزعجة لاي احد منهم. لقد كان المقال، بالمعالم التي وردت فيه، مقالا افتراضيا اوحاه الخيال، واملته الرغبة في ان نرى هذه المعالم يوما ما حقيقة واقعة في المنطقة. وجزء من تجاوب السادة القراء مع المقال، والذي جاء بعضه عمليا، راجع الى ان افكار المعالم التي وردت فيه لم تكن افكارا مستحيلة لاندركها، او تعجيزية لا نملك القدرة على تنفيذها ولاهي من سحريات (هاري بوتر) وانما هي افكار قابلة للتنفيذ متى ما توافرت الارادة الرائدة، التي تستلهم السياحة كمفهوم انساني عام يشترك فيه البشر بكل اطيافهم. بعد ان تم نشر المقال، وبعد الاتصالات التي جاءت حوله، ذهبت مع العائلة الى دارين، المدينة التي مازالت رغم كل شيء، تحتفظ ببقية من عمق التاريخ وعبق الخليج، واستمتعنا (بالسياحة) بها لكننا بالطبع لم نجد المتحف، ولا مجموعة المطاعم والمقاهي التي حوله.