في مواجهة ساخنة أمطر عدد من رجال الأعمال والمهتمين المدير التنفيذي لهيئة السياحة في الشرقية بوابل من الأسئلة لم يتمكن من الرد على أغلبها. مكتفياً ببعض الردود المقتضبة. مبرراً عدم وجود نجاحات كبيرة للهيئة بقصر فترة تسلمها للآثار من وزارة المعارف منذ أربع سنوات. وقلَّل رجال الأعمال من نشاطات الهيئة. ووصفوها بأنها متواضعة وتركز فقط على النشاطات العادية مثل الألعاب النارية والقرية الشعبية وغيرها، بينما تركت الآثار مشبكة. وقدَّم رجال الأعمال في الأمسية التي أقيمت بمجلس رئيس مجلس إدارة غرفة الشرقية عبدالرحمن العطيشان يوم الأربعاء الماضي حزمة من المقترحات رأوا أن تنفيذها سيساهم في تنشيط السياحة في الشرقية وتدوير الأموال الضخمة التي يتم خروجها من البلاد سنوياً بسبب عدم وجود برامج تنشيطية تساهم في جذب المليارات. ملمحين إلى أن عددا من بلدان الخليج التي تهرب إليها الأموال تتشابه مع أجوائنا من حيث درجة الحرارة. وتطرَّق المدير التنفيذي لهيئة السياحة بالشرقية عبداللطيف البنيان في بداية العرض الذي قدمه بعنوان (التنمية والتطوير السياحية والاكتشافات الأثرية بالمنطقة الشرقية – خطط وإنجازات) للاكتشافات الأثرية بالمنطقة ومنها (بلدة الراكة) مؤكداً أن حاضرة الدمام كانت آهلة بالسكان وبها حضارة ممتدة إلى 1400عام. وبيَّن الباحث عبدالحميد الحشاش من أعضاء هيئة السياحة أنه بالبحث في مساحة 1000 متر مربع بعمق 3 أمتار في دارين عثر على 90 ألف كسرة و1000 قطعة أثرية منوعة منها عملات و قوارير زجاجية، وهي تؤكد أن دارين كانت موطن صناعة العطر والمسك قديماً وكانت موطن 6 مراحل استيطانية. وقال: بمزيد من الكشف على الموقع سوف تسد فراغات كثيرة وغموض تاريخي في بعض المعلومات المتاحة. ثم وجَّه الحضور الأسئلة للضيف، بدأها عبدالعزيز الحسن قائلاً: «أهالي المنطقة الشرقية يطالبون بإقامة مهرجان صيفي متكامل عائلي ثقافي رياضي لمختلف الأجيال مع تغطية كاملة يومية، وقال نقترح وضع سينما مفتوحة بالشارع تستطيع أنت وأسرتك أن تتوقف لمشاهدتها. وكذلك نقترح مسابقات بحرية وسياحة بحرية فيها يخوت ورحلات بحرية للدول المجاورة ورحلات جوية لاكتشاف الشرقية. وتأسيس مجلس للإعلام السياحي في الشرقية ومجلس للفعاليات السياحية يضم رجال أعمال وأكاديميين ومثقفين. عبدالمحسن الملحم قال: «نحتاج إلى لمسة بسيطة لا تكلفنا شيئاً، وهي عملية النظافة وعدم رمي المخلفات في الأماكن التي يرتادها السائح. وقال: ثقافة النظافة غير موجودة بالمجتمع» أما عبداللطيف النمر فقال: «السياحة لحد الآن تمشي عندنا مشي السلحفاة»، في إشارة إلى البطء الشديد في تنفيذ البرامج التي تنفذها السياحة. وقال الشيخ رياض المهيدب «بلادنا مملوءة بالتراث والرجال والآثار، وبالتنوع وسؤالي للأخ عبداللطيف البناي ما دور السياحة في تنشيط الاقتصاد في هذه المنطقة؟ وكما تعلمون فإن الاقتصاد هو المحرك لكثير من الأمور. وجاءت مداخلة خالد بو بشيت نائب رئيس شركة أرامكو سابقا تستعرض مشروعا ثقافيا يمكن استغلاله كواجهة سياحية في المنطقة قائلاً: «تقاعدت من الشركة قبل سنة ونصف السنة، وكنت مسؤولاً عن مشروع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي، وقد وضع له حجر الأساس خادم الحرمين الشريفين حفظه الله في 2008- – بمناسبة مرور 75 عاما على إنشاء أرامكو، وقد قررت أرامكو أن تهدي المجتمع الذي توجد فيه شيئاً ما، فقررت بناء هذا المعلم وهو يحوي مكتبة خاصة للأطفال، ومتحفاً للبترول ومكتبة للكبار، وأرشيفاً ومسرحاً عالمي وقاعة معروضات». محمد الحميضي قال: «نحن بحاجة لتغيير ثقافتنا في السياحة، بدءاً من المدارس يجب أن يتعلم أبناؤنا أن هناك تاريخا ثريا، وأن هناك متاحف يجب زيارتها وأماكن أثرية نحافظ عليها، وقال: المبالغ السنوية التي تصرف على السياحة الخارجية مبالغ مخيفة، جداً على الرغم من أن مَنْ يسافر ليس هم الأغلبية لو تم تدوير 20 % فقط من هذه المبالغ التي تصرف في الخارج داخلياً لكا المردود جيداً ويصب في داخل الوطن. وقلَّل الأكاديمي عبدالرحمن الحماد من إمكانات ونجاحات هيئة السياحة قائلاً: «نحن في المملكة عندنا مشكلة رئيسة مع الأسف نؤجل مواضيعنا حتى تكبر المشكلة، ثم نخسر اقتصادياً. وقال: مع احترامي للجهد العظيم والمميز لهيئة السياحة، لكن لو أردنا أن نقيّم إمكاناتها وقدراتها وتشغيلها، فسنعطيها تقييما منخفضا لأنها حتى الآن لم تستثمر الفرص الذهبية في السوق السعودي. وتساءل قائلاً: لماذا عندما تأتي الإجازة الصيفية يهرب المواطن لخارج المملكة؟ بالرغم من أن طقس المملكة وطقس بعض دول الخليج المجاورة واحداً؟ لماذا تهرب المليارات للخارج؟» فهد الثنيان عضو مجلس غرفة الشرقية قال «كنت أود أن يكون العنوان معوقات السياحة في المملكة. فالقطاع الخاص يؤمن بالتخصص ويجب أن تؤمن الهيئة بذلك». وقال: أعتقد أننا وصلنا لمرحلة أكبر من سوق شعبي ومهرجان تراثي ومهرجان وألعاب نارية في الأعياد، ثم إن زرت بعض الأماكن الأثرية وجدتها «مشبكة» وأضاف الثنيان قائلاً: إمكانات المملكة واسمها أكبر مما تقدمه الهيئة على الأقل. وأضاف: الإخوة في هيئة السياحة بالشرقية الواقع يقول إن الخبرات الأجنبية مطلوبة، ودور الغرفة بالشرقية أن تمد يدها للهيئة فلا يمكن أن تكون هيئة السياحة ضليعة بكل شيء وتفهم بكل شيء. مشيراً إلى أن على الهيئة أن تستشير وتأخذ الخبرات من الآخرين لإجراء عملية تطوير» من جهته أجاب البنيان عن بعض أسئلة رجال الأعمال والحضور، وجاءت ردوده بشكل إجمالي. حيث برر عدم وجود نجاحات للهيئة أن الآثار انتقلت إليها من وزارة المعارف منذ 4 سنوات فقط، وهي مدة غير كافية لتصحيح الأوضاع وإحداث نقلة كبيرة ترضي طموح رجال الأعمال وعموم المواطنين. وعن تشبيك الآثار اكتفى بالقول إن معلوماتكم قديمة، وقال: هناك تطور كبير وخطط نسعى لتنفيذها. ورداً على عضو الغرفة التجارية الثنيان قال: الهيئة تستعين بخبرات أجنبية، وليس شرطاً أن تكون من الغرفة.