تكامل الجهود أبرز محفزات الجذب السياحي في القصيم    ترامب يلتقي الرئيس السوري أحمد الشرع في البيت الأبيض    مطالبة المناطق الاقتصادية بالرياض باستكمال البناء المؤسسي    فيصل بن سلمان: نهج القيادة ثابت في إكرام ضيوف الرحمن    "رينارد" يستبعد "تمبكتي" من معسكر الأخضر بسبب الإصابة    السعودية والكويت توقعان 4 مذكرات تفاهم في عدة مجالات    القادسية يتوج ببطولة المملكة للمصارعة الحرة والرومانية ب26 ميدالية في مختلف الفئات السنية    دوريات الأفواج الأمنية بمنطقة جازان تُحبط تهريب ( 11) كيلو جرامًا من نبات القات المخدر    الملك يدعو إلى إقامة صلاة الاستسقاء الخميس المقبل    الهيئة الوطنية للأمن السيبراني تستعرض جهودها في موسم الحج خلال «مؤتمر ومعرض الحج»    فيروس البيروقراطية    لكي لا يمسخ الذكاء الاصطناعي وعي الإنسان    مؤشر سوق الأسهم السعودية يغلق منخفضًا عند مستوى (11243) نقطة    140 جلسة في مؤتمر ومعرض الحج لمناقشة تطوير خدمات ضيوف الرحمن    رجال أمن الحرمين قصص نجاح تروى للتاريخ    نائب أمير المنطقة الشرقية يستقبل مدير فرع الهيئة العامة لتنظيم الإعلام بالمنطقة    برعاية ولي العهد.. وزارة العدل تنظم المؤتمر العدلي الدولي الثاني 23 نوفمبر في الرياض    مذكرة تفاهم ثلاثية لتأسيس محفظة تنموية ب300 مليون ريال لخدمة ضيوف الرحمن    مكتبة الملك عبدالعزيز العامة ذاكرة بصرية لتأريخ الحج وعمارة الحرمين    رئيس الشؤون الدينية التركي يشيد بعناية المملكة بضيوف بيت الله الحرام    استقرار سعر الدولار    جمعية رؤية تختتم برنامج الإلقاء والخطابة للأطفال ذوي الإعاقة 2025    الهوية السعودية بين الموروث والثقافة السعودية في جلسة حوارية ضمن مبادرة الشريك الأدبي    قوات الاحتلال تواصل اقتحامها للمدن والبلدات الفلسطينية    ويتكوف وكوشنر اليوم في إسرائيل.. تحرك أمريكي لبحث أزمة مقاتلي حماس في رفح    شجار زوجين يؤخر إقلاع طائرة    إسلام آباد تبدي استعدادها لاستئناف الحوار مع كابل    وزارة الداخلية تطلق ختمًا خاصًّا بمؤتمر ومعرض الحج 2025    لص يقطع أصبع مسنة لسرقة خاتمها    إنفاذًا لأمر خادم الحرمين الشريفين.. رئيس هيئة الأركان العامة يُقلِّد رئيس هيئة الأركان المشتركة الباكستاني وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الممتازة    إنفاذاً لأمر خادم الحرمين الشريفين.. منح رئيس «الأركان» الباكستاني وسام الملك عبدالعزيز    بعد ختام ثامن جولات «يلو».. العلا يواصل الصدارة.. والوحدة يحقق انتصاره الأول    «إثراء» يستعرض المشهد الإبداعي في دبي    مغنية افتراضية توقع عقداً ب 3 ملايين دولار    الثقافة تصعد جبال طويق    استعداداً لوديتي ساحل العاج والجزائر قبل خوض كأس العرب.. لاعبو الأخضر ينتظمون في معسكر جدة    عبر 11 لعبة عالمية.. SEF أرينا تحتضن البطولة الكبرى للدوري السعودي للرياضات الإلكترونية    ارتفاع تحويلات الأجانب    العلاقة الطيبة بين الزوجين.. استقرار للأسرة والحياة    مطوفي حجاج الدول العربية شريكاً إستراتيجياً لمؤتمر ومعرض الحج 2025    النوم بعد الساعة 11 مساء يرفع خطر النوبات    المقارنة الاجتماعية.. سارقة «الفرح»    «الغذاء والدواء»: إحباط دخول 239 طناً من الأغذية الفاسدة    مستشفى الملك فهد بالمدينة صديق للتوحد    «الشؤون الإسلامية» بالمدينة تحقق 37 ألف ساعة تطوعية    أمير نجران يلتقي مدير فرع «عقارات الدولة»    فهد بن سلطان: هيئة كبار العلماء لها جهود علمية ودعوية في بيان وسطية الإسلام    تناولوا الزنجبيل بحذر!    تعزيز تكامل نموذج الرعاية الصحية الحديث    على وجه الغروب وجوك الهادي تأمل يا وسيع العرف واذكر الأعوام    معجم الكائنات الخرافية    الأهلي يتوج بالسوبر المصري للمرة ال 16 في تاريخه    فيفا يُعلن إيقاف قيد نادي الشباب    15 شركة صحية صغيرة ومتوسطة تدخل السوق الموازي    انطلاق مناورات "الموج الأحمر 8" في الأسطول الغربي    الشرع في البيت الأبيض: أولوية سوريا رفع قانون قيصر    أمير تبوك يستقبل عضو هيئة كبار العلماء الشيخ يوسف بن سعيد    هنأت رئيس أذربيجان بذكرى يومي «النصر» و«العلم».. القيادة تعزي أمير الكويت في وفاة صباح جابر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التمور المحلية تضع المملكة على قائمة أهم الدول المنتجة لها في العالم
ثروة اقتصادية تنقصها خبرة التسويق
نشر في اليوم يوم 08 - 01 - 2005

تنتج المملكة سنويا 870 ألف طن من التمور ويتوقع أن يتجاوز مليون طن في عام 2010م من نحو 33 مليون نخلة وهو معدل كبير على مستوى الدول العربية والعالم حيث تعد المملكة من أكبر وأهم الدول المنتجة للتمور في العالم لكن مشكلات التسويق وتصريف المنتج السعودي سواء داخل الأسواق المحلية أو ترويجها في الأسواق العالمية تعد من أهم المعوقات أمام التمور السعودية إضافة إلى عدم وجود آلية فعالة للاستفادة من الفائض الإنتاجي الكبير:
صادرات التمور
من خلال دراسة أجراها مركز تنمية الصادرات السعودية (فرص وتحديات تصدير التمور السعودية) اتضح أن صادرات التمور السعودية استأثرت بدول مجلس التعاون الخليجي بما يعادل 38.5 بالمائة من إجمالي صادرات التمور، في حين تم تصدير حوالي 48.7 بالمائة إلى بقية الدول العربية وتم تصدير 2.2 بالمائة فقط إلى الدول الإسلامية، وقد تم تصدير 10 بالمائة إلى بقية دول العالم ومن ضمنها الولايات المتحدة التي تم تصدير التمور السعودية إليها بنسبة أقل من 1 بالمائة ويعتبر السوق الأمريكي سوقا واعدا للصادرات السعودية من التمور حيث تبين أن هناك ثلاث وكالات امريكية تنظم استيراد التمور إلى أمريكا وفق شروط وإجراءات تلزم المصدر باتباعها في حالة رغبته تصدير التمور.
دعوة للمستثمرين
واوضح أحد المسئولين في الغرفة التجارية أن إنتاج التمور تضاعف إلى أكثر من ثلاث مرات خلال ثلاثين عاما من 200 ألف طن إلى اكثر من 700 ألف طن إلا أن عدد السكان لم يتضاعف بالقدر نفسه علاوة على انخفاض معدل استهلاك التمور هذا بالنسبة للاستهلاك المحلي، أما من ناحية الصادرات فإن فرص الاستثمار في صناعة التمور كانت بمثابة دعوة وتحريك للمستثمرين ومراكز الأبحاث ورؤوس الأموال وجهات أخرى عنيت بالصناعة إلا أن عدد المصانع لا يكفي من حيث الكمية ولا من حيث النوعية ولا من حيث السعر المنافس أيضا للصادرات لأن تكلفة الإنتاج كبيرة، والمشكلة الأخرى أن المصانع تعاني صعوبة الحصول على تمور ذات جودة من حيث سلامتها من العيوب وذلك بسبب ضعف اهتمام المزارع بخدمة التمور وقت الحصاد وهناك دعوة للمنتجين للاهتمام بالتمور إلى أن تصل للمصنع.
وأضاف إن أغلب المنتجين يغفلون عملية التبخير ويهملون هذه الناحية وبالتالي فإن التمور التي تصل للأسواق العالمية تكون تكلفتها عالية من جهة ومستوى جودة غير منافس من جهة أخرى، وبعض دول العالم أسواقها جيدة وواعدة إلا أن المنتج يحتاج لأسواق جديدة وخبرة المنتجين قليلة في الأسواق علاوة على أن أغلب الدول الإسلامية المستهلكة للتمور تكون منتجة لها، ويرتبط موضوع الصادرات بفتح أسواق جديدة وهي أسواق ليس لها عهد بالتمور أو يكون حديثا نسبيا وغير معروف لبعض الشعوب وبالتالي يحتاج لأن تظهر التمور بأشكال مختلفة ومتنوعة لستقطب تلك الشعوب.
تطور الانتاج
وأورد مركز تنمية الصادرات السعودية في مجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية بالرياض بإدارة المدير التنفيذي عيد عبدالرحمن القحطاني أن المملكة تعد من أهم دول العالم في إنتاج التمور حيث بلغ إجمالي عدد النخيل حوالي 33 مليون نخلة طبقا لإحدى الدراسات الصادرة مؤخرا، ويوجد بالمملكة أكثر من 322 صنفا من التمور بالمملكة، وتختص كل منطقة من مناطق المملكة بانتاج أصناف معينة، وقدرت مساحة الأراضي المزروعة حتى نهاية عام 2002م بما يزيد على 140 ألف هكتار بلغ إنتاجها بنهاية عام 2002م 829 طنا، ويتوقع أن يصل إنتاج التمور إلى مليون طن في السنوات القليلة القادمة.
توسيع الاستثمار
كما أوضح المركز أن عدد المصانع التي استثمرت في مجال تصنيع التمور حتى نهاية عام 2002م بلغ 39 مصنعا بانتاج قدره (48) الف طن وهي تقوم بتصنيع نحو 8.5 بالمائة فقط من كامل انتاج المملكة للعام المذكور مما يدل على ان نسبة 94 بالمائة تباع في شكل رطب وتمور دون تحويلها لصناعات اخرى، ولزيادة الاستثمار في مجال تصنيع التمور فانه لابد من العمل على حل العوائق التي تواجه تسويق التمور ومن اهمها فتح منافذ خارجية جديدة لتسويق التمور السعودية والتعريف بها في الاسواق العالمية الجديدة المستهدفة ولا سيما اسواق الدول الاسلامية ودول اوروبا الغربية، كما ان معظم الطاقات الانتاجية الحالية لمصانع التمور تنحصر في عملية تعبئة التمور ونزع النوى منها وصناعة عجينة وطحن التمور وهنالك مجالات استثمارية اخرى عديدة الصناعات تعتمد على التمور كمادة خام ومنها صناعة الكحول الطبي والخل وصناعات السكر السائل ومربيات التمور.
أسعار التمور
وأضاف: انه يمكن القول إن أسعار التمور السعودية بشكل عام يمكن أن تنافس عالميا، ويلاحظ تفاوت أسعار التمور عالميا، ويحدد السعر عالميا حسب جودة المنتج والطلب عليه في الأسواق المستهدفة، ويمكن القول إن التمور السعودية يمكن أن تنافس دوليا في حال التعريف بها من حيث الجودة ومطابقة المواصفات العالمية في الدول المصدر لها وخاصة من حيث التعبئة والاشتراطات الصحية المطبقة في الدول المستهدفة للتصدير.
خبرة التجار
وأشار إلى أن التجار السعوديين العاملين في مجال إنتاج وتصدير التمور وخاصة مصانع التمور السعودية الكبرى التي شاركت في عدد من المعارض الدولية بدأوا التعرف على متطلبات الأسواق العالمية من حيث النوعية والتعبئة والمواصفات.
الأسواق الخارجية
وأوضح أن دول مجلس التعاون الخليجي وبقية الدول العربية قد استأثرت بنحو 78.2 بالمائة من صادرات المملكة من التمور في حين يتم تصدير نحو 2.2 بالمائة فقط الى الدول الإسلامية، ويتم تصدير حوالي 10 بالمائة فقط لبقية دول العالم الأخرى، مما يستدعي بذل مزيد من الجهود للوصول إلى الأسواق العالمية الأخرى وخاصة في الدول الإسلامية في آسيا وأفريقيا ودول أوروبا الغربية.
الاستهلاك المحلي
وبين أن تصدير التمور للأسواق الخارجية بلغ حوالي 5.8 بالمائة ويتم استهلاك كمية كبيرة من التمور محليا ولا تتوافر إحصاءات دقيقة عن كميات الاستهلاك المحلي.
الدول الأجنبية
وأضاف: إن الدول الأوروبية تعتبر من أهم الدول العالمية المستوردة للتمور في العالم حيث تستورد حوالي 35 بالمائة إلا أن هذه الدول تطبق مواصفات عالية الجودة والتعبئة ولديها مصادر تقليدية لتوريد التمور وتأتي تونس في مقدمة الدول المصدرة للتمور حيث تقوم بتصدير ما قيمته 31 بالمائة من الإنتاج العالمي للتمور.
حركة تصدير
كما اوضح مدير عام وزارة التجارة والصناعة بالمنطقة الشرقية محمد بن عبدالرحمن الشاوي ان المملكة شهدت في السنوات الماضية زيادة في عدد المحلات المتخصصة في بيع التمور وتسويقها واصبح هناك تنافس جيد في هذا المجال وغني عن القول ان التمور السعودية بفضل الله ذات جودة عالية مهيأة للتصدير، واضاف ان العام الحالي شهد حركة تصدير للعديد من دول العالم مثل سنغافورة وماليزيا والهند ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، كما اشار الى انه لم يتلق الفرع اي شكاوى حول اي معوقات امام تصدير التمور السعودية للخارج.
زيادة الطلب
يقول محمد ناصر الخثلان تاجر وصاحب مصنع تمور الشرقية: ان اقبال الدول العربية والخليجية المجاورة على استيراد التمور من المملكة ازداد مؤخرا بعد ان توقف استيرادها لتمور العراق بسبب ما أشيع عن تأثرها باجواء الحرب وتراجع جودتها فعزف التجار والموردون عنها مما رفع مستوى الطلب على تمور المملكة، فعلى سبيل المثال كانت الاردن تستورد التمور بكميات كبيرة من العراق، اما الآن فاتجهت للمملكة حيث تستورد بكميات كبيرة جدا من انواع متعددة خاصة الانواع محدودة القيمة وجيدة في آن واحد وغيرها من الدول العربية كسوريا ولبنان وتركيا ايضا، وقد لقي التجار السعوديون فرصتهم في التصدير، وقد تم تصدير 5000 طن من المصنع خلال هذا العام للاردن والهند واليمن بسعر مناسب وهو ما يقارب 2 الى 3 ريالات للكيلو الواحد ويعتبر ذلك خطوة جيدة.
كما هناك الكثير من العرب والأجانب الذين يشترون التمور هدايا لأهاليهم ويسجلون ملاحظاتهم في كتالوج للتمور ومنهم طاقم ألماني جاء للمصنع وتذوق اصناف التمور والقهوة العربية وشكر الكرم والنبل العربيين، وسويديون جاؤوا لشراء التمر وشهدوا على جودة التمر السعودي، ودهشوا بالاصناف الطيبة المتعددة، وغيرهم من الفلبينيين الذين يشترون التمر قبل سفرهم وعند بدء اجازات الايدي العاملة يأخذونها بدل الحلويات التقليدية حيث اصبحت التمور هداياهم المفضلة.
كما ذكر أيضا: طلب مني أردنيون استيراد كمية من التمور للأردن فأرسلت لهم فيزا للحضور على مسئوليتي ونقلتهم من المطار وأعجبوا بالإنتاج، ويفترض بعد كل هذا أن نفخر بإنتاجنا وأن نستثمر هذه النعمة العظيمة.
والتمور أنواع
وعن أنواع التمور وجودتها أجاب الخثلان إنه يوجد في المملكة كميات كبيرة وأنواع متعددة من التمور أشهرها (الصقعي)، نبوت السيف، الرزيز، السكري، الخلاص، ولكن هذه الأنواع غالبا ما تباع داخل المملكة لارتفاع سعرها ولأنها مرغوبة من قبل السعوديين، ونحصل على التمور من نخيل الأحساء والخرج والمدينة والحوطة والقصيم والحريق، ويقوم التجار بشراء النخيل بالآلاف وتحدد الأسعار بحسب نوع النخيل وعددها فهناك نخيل لا تنتج إلا أنواع الرطب التي لا يمكن لبعضها أن تصبح تمرا. وأغلب زبائني من الشرقية والحوطة والحريق أما من دول الخليج فأغلبهم من البحرين يليها قطر والإمارات والكويت.
وقد اختلف الوضع الآن عن السابق فالظروف المعيشية الصعبة سابقا كانت تجعل الناس يأكلون أي نوع من التمور أما الآن فبدؤوا يبحثون عن أجود الأنواع، ونحن نحاول أن نزرع أفضل الأنواع ونستحدث في ذلك حيث زرعنا نخلة تونسية اسمها (دجلة نور) وهي من أنواع نخيل تونس وأعطتنا إنتاجا جيدا وهي من أحلى التمور، وقد سمعت عن نوع من التمور الأمريكية يتم شراؤها عن طريق الانترنت بسعر 35 دولارا للكيلو يزرع في إسرائيل وأصله من الجزائر، فعرضت نوعا اسمه (الخضري) بسعر 3 ريالات للكيلو على كثير من الزبائن الاجانب والعرب وراهنوا على أنه لا يقل جودة عن ذلك الصنف إضافة إلى سعره المتواضع وجودته وبركته.
التجار والتصدير
كما أشار إلى أن هناك ما يقارب 35 بالمائة من التجار السعوديين يتاجرون بالتمور سواء المختصون في هذا المجال أو من يتخذ المسألة زيادة دخل من الموظفين وخصوصا في الأحساء حيث يعمل الكثيرون في صناعة التمور، وأوضح معاناة التجار من صعوبة عملية التصدير خارج المملكة فقال: نواجه نحن التجار عراقيل عدة من هذه الناحية فإذا أردنا أن نصدر يكلفنا الأمر مجهودا ومدة لاتقل عن خمسة أيام متابعة للمعاملة من مكان إلى آخر بعكس مسألة التوريد فهي في غاية السهولة.
وتعتبر النخلة شجرة اقتصادية لا تكلف الكثير فلا تحتاج إلا للتربة والماء القليل جدا ولو تم استغلال هذه اقتصاديا بالطريقة الصحيحة لساهمت بشكل أوسع في اقتصاد البلد بدون تكلفة عالية وبلادنا ملأى بالخير، ونحن لا نريد سوى مرونة أكثر في عملية التصدير لأن الأمر لا يتطلب كل هذه التعقيدات من وزارة التجارة والغرفة التجارية فالمسئولون وفي مقدمتهم سمو الأمير عبدالله - حفظه الله - فتحوا الطريق للتجار للتصدير ولكن الإعاقة تأتي من الموظفين أنفسهم في تأخير العملية وليس هناك أي تعاون منهم في تسهيل الأمر علينا ولقد حدثت لي عدة مواقف حول هذا الأمر أذكر منها أنني رغبت في تصدير شاحنة تمور لقطر فذهبت لفرع وزارة التجارة في الدمام ودخلت على المدير وطلب مني تعبئة البيانات والتوقيع ولما انتهيت طلب مني نسخ بعض الأوراق فخرجت من الوزارة لأنسخها وأعود ولكن الموظف لدي نسي نقطة أو حرفا من اسم المدير لا أذكر فطلب مني الموظف العودة مرة أخرى وإعادة الطباعة والشاحنة تنتظر فقلت له إنه لا يمكنني أن أروح وأجيء وليس عندي من يقوم بالأمر فقال هذا الأمر يمشي عليك وعلى غيرك، وظللت أسبوعين أراجع حيث طلبوا مني مراجعة المواصفات والمقاييس وطلبوا مني فتح ملف وأشياء كثيرة ولما وجدت أن الأمر تعقد ولم تنته مراجعاتي فكرت في ترك الموضوع، إلا أن السائق قال لي سأسوي لك الأمر ولم أصدق وذهب للحدود السعودية القطرية وطلب مساعدة من صديقه البنجلاديشي حيث قال له إنه يريد العبور بالشاحنة وفيها تمر والأوراق ناقصة لدي فذهب البنجلادشي وطلب من أحد المسئولين تسوية الأمر وتم دخول الشاحنة لقطر بحمد الله ولا أدري لم كل هذه التعقيدات في وجه التجار.
صناعة التمور
وشرح لنا حالة التمر وطريقة تصنيعه فقال: إن عملية صناعة التمور تحتاج إلى دراية وخبرة فالتمر حساس جدا تجاه الرطوبة إضافة إلى خطورة تخزينه لسنة فإذا تأخر بيعه أو تصديره تعرض للخراب وكلف خسارة كبيرة، ولكن بالإمكان حفظه في غرف تبريد. ويعتبر نهاية شهر رجب وقت (الصرام) وهو جني محصول النخيل، ونبدأ في الاستعداد لرمضان بإعداد التمور وإضافة بعض المطيبات عليها كالحلوة والسمسم وحبة البركة والفستق وغيرها.
نقوم بإعداد التمور بطريقة ميكانيكية بطريقة الضغط الحراري بدءا بإزالة (القمع) ثم (النوى) وتنظيفه من جميع المخلفات وتسير على (لا قط) حيث يلتقط ما يقارب خمسة أو أربعة من العمال المخلفات والتمور الفاسدة يدويا بعد لبس القفازات والكمامات للمحافظة على جودة التمر، ثم توضع في جهاز يسمى (الهزاز) ليهز التمر ويسقط الفاسد منه ثم اللاقط مرة أخرى ليلتقط العمال ما تخلف من المرحلة الأولى، ثم تدخل في جهاز آخر لغسل التمر بمياه تضخ عليه، ثم الجهاز الحراري حيث تتعرض التمور لدرجة حرارة معينة، ثم جهاز (المبرد) لتبريد التمر تحت درجة عالية وهي 20 درجة تحت الصفر، ونستخدم عملية التبريد بدل التبخير الذي يستخدم فيه الغاز لقتل الحشرات والغاز مضر بصحة الإنسان، وأخيرا ماكينة التغليف حيث تحدد الكميات من كيلو أو أكثر لتصل بعدها للمستهلك حيث نحرص على تقديمه بأفضل صورة وأي تقصير منا سيعرضنا لعدم رضا المستهلك.
وذكر أن أغلبية المستهلكين السعوديين يميلون إلى التمور الجيدة النوعية والخالية من الإضافات وهذه الطبقة تعتمد على التمور في وجباتها وأغلبهم من البدو حيث يأكلون التمر بكثرة وغالبيتهم من نجد والمنطقة الوسطى ويليهم الحضر وهم يفضلونها بإضافات ويدخلونها مع الحلويات والمكسرات ويستخدمونها في المناسبات والهدايا وغالبيتهم من المنطقة الغربية من جدة والمدينة أما المنطقة الشرقية فذوقها متنوع، ويميل الأجانب إلى الإضافات لتقديمها كهديا ويأتيني الكثير من الزبائن لطلبيات معينة على ذوقهم.
إلى الصين
وعن تجربته مع التمر في الصين يقول الخثلان: رغبت قبل ما يقارب 3 سنوات في تقديم التمر السعودي للصينيين فسافرت للصين وبحسب علمي أن عدد سكان الصين ما يربو على المليار فكانت فرصة في نظري لتصدير التمر إلى هناك واتفقت وصديق صيني للعمل على هذا الأمر بعمل مشروع سعودي صيني وذهبت إلى مصنع غذائي هناك واتفقنا على إدخال التمر في الحلويات ووافق المعمل في بكين على ذلك حيث قرروا عمل خلطة معينة بالتمر وبيعه بسعر دولار للكيلو الواحد إذا ما تمت عملية التصدير وفكروا في تصديره لأمريكا والفلبين واليابان ودول شرقا آسيا، وتم عرض معجون التمر على مختبر جامعة بكين لفحص المادة الغذائية واكتشفوا أنها فاكهة مليئة بالفيتامينات والمعادن ودهشوا من ذلك فهم لا يعرفون التمر، وبعضهم كان يخاف من رؤية التمر عند عرضي لهم في الفندق الذي كنت أسكنه ثم يستطعمونه، كما قدمته في المساجد للمصلين، وقررت بعدها الذهاب للسفير السعودي في الصين الدكتور البشر فرحب بالفكرة وشكرني وقال إنها فكرة جيدة فهذه أول بادرة لتقديم التمر السعودي في الصين وعرض على المساعدة، وبعدها اتفقت مع صديقي الصيني المسلم بعد أن درست الموضوع وعدت للسعودية ولكنني فوجئت بأمر الجمارك في الصين حيث تؤخد نسبة 35 بالمائة وهذه نسبة كبيرة وسألت مسئولين للنظر في الموضوع حيث يجب ان يكون الموضوع بالمثل فلم أر أي استجابة وتوقف مشروعي، ومما يغضب في الأمر أنه يدخل للسعودية من الصين مواد غذائية ليست بذات فائدة ولا تنفع المواطن ولا البلد مقارنة بما سنصدره، كما أن التصدير لخير البلد ونفخر أن نغذي العالم بإنتاجنا وأن نستثمر هذه الطاقة مثلما نستثمر البترول فخيرنا من التمر وفير لو استغل كطاقة اقتصادية وفتحت المصانع ووظف الشباب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.