في ظلال آية

سورة القدر (2)
"إِنَّا أَنءزَلءنَاهُ فِي لَيءلَةِ الءقَدءرِ(1) وَمَا أَدءرَاكَ مَا لَيءلَةُ الءقَدءرِ(2) لَيءلَةُ الءقَدءرِ خَيءرٌ مِنء أَلءفِ شَهءرٍ(3) تَنَزَّلُ الءمَلائكة وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذءنِ رَبِّهِمء مِنء كُلِّ أَمءرٍ (4) سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطءلَعِ الءفَجءرِ(5)"
وَمِمَّا يَدُلّ عَلَى ضَعءف هَذَا الءحَدِيث أَنَّهُ سِيقَ لِذَمِّ بَنِي أُمَيَّة وَلَوء أُرِيد ذَلِكَ لَمء يَكُنء بِهَذَا السِّيَاق فَإِنَّ تَفءضِيل لَيءلَة الءقَدءر عَلَى أَيَّامهمء لا يَدُلّ عَلَى ذَمّ أَيَّامهمء فَإِنَّ لَيءلَة الءقَدءر شَرِيفَة جِدًّا وَالسُّورَة الءكَرِيمَة إِنَّمَا جَاءَتء لِمَدءحِ لَيءلَة الءقَدءر فَكَيءفَ تُمءدَح بِتَفءضِيلِهَا عَلَى أَيَّام بَنِي أُمَيَّة الَّتِي هِيَ مَذءمُومَة بِمُقءتَضَى هَذَا الءحَدِيث وَهَلء هَذَا إِلا كَمَا قَالَ الءقَائِل :
أَلَمء تَرَ أَنَّ السَّيءفَ يَنءقُصُ قَدءرُهُ إِذَا قِيلَ إِنَّ السَّيءفَ أَمءضَى مِنء الءعَصَا .
وَقَالَ آخَر :
إِذَا أَنءتَ فَضَّلءت اِمءرَأً ذَا بَرَاعَة عَلَى نَاقِص كَانَ الءمَدِيح مِنء النَّقءص ثُمَّ الَّذِي يَفءهَم الآيَة أَنَّ الأَلءف شَهءر الءمَذءكُورَة فِي الآيَة هِيَ أَيَّام بَنِي أُمَيَّة وَالسُّورَة مَكِّيَّة فَكَيءف يُحَال عَلَى أَلءف شَهءر هِيَ دَوءلَة بَنِي أُمَيَّة وَلا يَدُلّ عَلَيءهَا لَفءظ الآيَة وَلا مَعءنَاهَا وَالءمِنءبَر إِنَّمَا صُنِعَ بِالءمَدِينَةِ بَعءد مُدَّة مِنء الءهِجءرَة فَهَذَا كُلُّهُ مِمَّا يَدُلّ عَلَى ضَعءف الءحَدِيث وَنَكَارَته وَاَللَّه أَعءلَم .
وَقَالَ اِبءن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبُو زُرءعَة حَدَّثَنَا إِبءرَاهِيم بءن مُوسَى أَخءبَرَنَا مُسءلِم يَعءنِي اِبءن خَالِد عَنء اِبءن أَبِي نَجِيح عَنء مُجَاهِد أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيءهِ وَسَلَّمَ ذَكَرَ رَجُلا مِنء بَنِي إِسءرَائِيل لَبِسَ السِّلاح فِي سَبِيل اللَّه أَلءف شَهءر قَالَ فَعَجِبَ الءمُسءلِمُونَ مِنء ذَلِكَ قَالَ فَأَنءزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ (إِنَّا أَنءزَلءنَاهُ فِي لَيءلَةِ الءقَدءرِ وَمَا أَدءرَاك مَا لَيءلَةُ الءقَدءرِ لَيءلَةُ الءقَدءرِ خَيءرٌ مِنء أَلءفِ شَهءرٍ) فقيام تلك الليلة خير من لَبِسَ ذَلِكَ الرَّجُل السِّلاح فِي سَبِيل اللَّه أَلءف شَهءر .
وَقَالَ اِبءن جَرِير حَدَّثَنَا اِبءن حُمَيءد حَدَّثَنَا حَكَّام بءن مُسءلِم عَنء الءمُثَنَّى بءن الصَّبَّاح عَنء مُجَاهِد قَالَ كَانَ فِي بَنِي إِسءرَائِيل رَجُل يَقُوم اللَّيءل حَتَّى يُصءبِح ثُمَّ يُجَاهِد الءعَدُوّ بِالنَّهَارِ حَتَّى يُمءسِي فَفَعَلَ ذَلِكَ أَلءف شَهءر فَأَنءزَلَ اللَّه هَذِهِ الآيَة (لَيءلَة الءقَدءر خَيءر مِنء أَلءف شَهءر) قِيَام تِلءكَ اللَّيءلَة خَيءر مِنء عَمَل ذَلِكَ الرَّجُل . وَقَالَ اِبءن أَبِي حَاتِم أَخءبَرَنَا يُونُس أَخءبَرَنَا اِبءن وَهءب حَدَّثَنِي مَسءلَمَة بءن عَلِيّ عَنء عَلِيّ بءن عُرءوَة قَالَ : ذَكَرَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيءهِ وَسَلَّمَ يَوءمًا أَرءبَعَة مِنء بَنِي إِسءرَائِيل عَبَدُوا اللَّه ثَمَانِينَ عَامًا لَمء يَعءصُوهُ طَرءفَة عَيءن فَذَكَرَ أَيُّوب وَزَكَرِيَّا وَحِزءقِيل بءن الءعَجُوز وَيُوشَع بءن نُون قَالَ فَعَجِبَ أَصءحَاب رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيءهِ وَسَلَّمَ مِنء ذَلِكَ فَأَتَاهُ جِبءرِيل فَقَالَ يَا مُحَمَّد عَجِبَتء أُمَّتُك مِنء عِبَادَة هَؤُلاءِ النَّفَر ثَمَانِينَ سَنَة لَمء يَعءصُوهُ طَرءفَة عَيءن فَقَدء أَنءزَلَ اللَّه خَيءرًا مِنء ذَلِكَ فَقَرَأَ عَلَيءهِ (إِنَّا أَنءزَلءنَاهُ فِي لَيءلَة الءقَدءر وَمَا أَدءرَاك مَا لَيءلَة الءقَدءر لَيءلَة الءقَدءر خَيءر مِنء أَلءف شَهءر) هَذَا أَفءضَل مِمَّا عَجِبءت أَنءتَ وَأُمَّتك قَالَ فَسُرَّ بِذَلِكَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيءهِ وَسَلَّمَ وَالنَّاس مَعَهُ . وَقَالَ سُفءيَان الثَّوءرِيّ بَلَغَنِي عَنء مُجَاهِد لَيءلَة الءقَدءر خَيءر مِنء أَلءف شَهءر قَالَ عَمَلهَا وَصِيَامهَا وَقِيَامهَا خَيءر مِنء أَلءف شَهءر رَوَاهُ اِبءن جَرِير . وَقَالَ اِبءن أَبِي حَاتِم حَدَّثَنَا أَبُو زُرءعَة حَدَّثَنَا إِبءرَاهِيم بءن مُوسَى أَخءبَرَنَا اِبءن أَبِي زَائِدَة عَنء اِبءن جُرَيءج عَنء مُجَاهِد لَيءلَة الءقَدءر خَيءر مِنء أَلءف شَهءر لَيءسَ فِي تِلءكَ الشُّهُور لَيءلَة الءقَدءر وَهَكَذَا قَالَ قَتَادَة بءن دِعَامَة وَالشَّافِعِيّ وَغَيءر وَاحِد وَقَالَ عَمءرو بءن قَيءس الءمُلائِيّ عَمَلٌ فِيهَا خَيءرٌ مِنء عَمَل أَلءف شَهءر وَهَذَا الءقَوءل بِأَنَّهَا أَفءضَل مِنء عِبَادَة أَلءف شَهءر لَيءسَ فِيهَا لَيءلَة الءقَدءر هُوَ اِخءتِيَار اِبءن جَرِير وَهُوَ الصَّوَاب لا مَا عَدَاهُ وَهُوَ كَقَوءلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيءهِ وَسَلَّمَ (رِبَاط لَيءلَة فِي سَبِيل اللَّه خير مِنء أَلءف لَيءلَة فِيمَا سِوَاهُ مِنء الءمَنَازِل) رَوَاهُ أَحءمَد وَكَمَا جَاءَ فِي قَاصِد الءجُمُعَة بِهَيءئَةِ حَسَنَة وَنِيَّة صَالِحَة أَنَّهُ لَهُ عَمَل سَنَة أَجءر صِيَامهَا وَقِيَامهَا إِلَى غَيءر ذَلِكَ مِنء الءمَعَانِي الءمُشَابِهَة لِذَلِكَ.