باستخدام نفس تقنية مسح الدماغ المتبعة لفهم المزيد عن مرضى الزهايمر والتوحد، يعكف العلماء حاليا لاكتشاف الفوارق والاختلافات بين الجمهوريين والديمقراطيين. ويحاول بعض العلماء خلال موسم الانتخابات الأمريكية توظيف تقنية مسح الدماغ لمساعدة الساسة في سبر أغوار الناخب بصورة أكثر فعالية من الوسائل المتبعة حالياً من عمليات مسح واستطلاع. ويتنبأ العلماء أن تصبح تقنية مسح الدماغ المعروفة بfunctional magnetic resonance imaging أو fMRI إحدى أدوات الحملات الانتخابية في الولاياتالمتحدة خلال الأعوام الأربعة المقبلة، بالرغم من بعض التحفظات الأخلاقية على ما أطلق عليه "الترويج العصبي" "neuromarketing". ويشار إلى أن التقنية تعدت سريعاً مراحل تخصيصها لاكتشاف الأمراض بل تجاوزتها لقراءة كيفية تجاوب البشر مع الحياة اليومية. وتعتمد fMRI على قياس تدفق الدم؛ فعندما تبدأ خلايا المخ في إطلاق إشارات في جزء المخ الذي يتحكم في الانفعالات، تحتاج تلك الخلايا إلى المزيد من الأوكسجين الذي ينقله الدم، عندها يلتقط الجهاز مناطق المخ النشطة في شكل ومضات على شاشة المراقبة. واكتشف عدد من علماء جامعة كاليفورنيا بلوس أنغلوس بعد إخضاع عشرة من الديمقراطيين وعدد مماثل من الجمهوريين للتقنية عقب مشاهدتهم صورتي مرشحيهم المفضلين الرئيس جورج بوش ومنافسه جون كيري ازديادا في نشاط المنطقة المسؤولة عن التقمص العاطفي empathy. وبدأت معدلات تدفق الدم على المنطقة التي تتحكم في العواطف في الارتفاع مع عرض صور المنافس المناوئ لكلتا المجموعتين. وفي هذا السياق، قال أحد العلماء المشاركين: "الناس يصدرون الأطنان من القرارات أحياناً دون مبررات واضحة؛ فأغلبية صنع القرارات يصدرها العقل اللاوعي، وتقنية مسح الدماغ ستستخدم في المستقبل القريب لفهم واختيار السياسيين". ويشار إلى أن بعض الشركات الكبرى طبقت تقنية fMRI مثل ديملر كرايزلر لدراسة أعمق حول كيفية تصميم منتجاتها من السيارات.