كشفت تجربة مثيرة على مجموعة من المتطوعين قدرة البشر على السيطرة على مواقع ومناطق من عقلهم وكبح جماح الألم وتجاهل الإشارات العصبية التي تصدرها أعضاء الجسم المختلفة وترسلها للعقل لتعبر عن ما يصيبها من ألم، وتستخدم تقنية اسمها Brain-Imaging tech. لتساعد البشر على استخدام قدرات عقلية محضة للسيطرة على مناطق في العقل للتقليل من استقبال الإشارات العصبية مؤقتا أو بشكل دائم، وكانت التجربة التي أجريت في جامعة ستانفورد بإشراف البروفيسور سين ماكي الأخصائي في العلوم العصبية على عدد من الأصحاء والمرضى ومن يعانون من ألم شديد قد انخرطوا في هذه التجربة الناجحة، ولكن البروفيسور ماكي شدد على انه يجب عمل المزيد من التجارب حتى يمكن استخدام هذه التقنية مع المرضى الذين يعانون من آلام فظيعة ومزمنة، وتشتمل العينة من المتطوعين على 32 شخص أعمارهم ما بين 18 و 37 سنة ويتم تعريضهم إلى عدة تجارب منها تسليط الألم على الرجل بدرجات متفاوتة ويمكن للمتطوع ان يختار رقما ما بين واحد إلى عشرة ليقيم مدى الألم الذي يشعر به ويقوم الحاسب برصد الإشارات العصبية وحركة الدم في مكان الألم وفي مناطق المخ، حيث يتكثف الدم في منطقة في المخ عند ارتفاع حدة الألم يطلق عليها اسم the rostral anterior cingulate cortex. ويستخدم جهاز اسمه FMRI-functional magnetic resonance imaging لمسح حركة الدم مع الألم الواقع، وفي أثناء إيقاع الألم ومتابعة المسح ورصد حركة الدم في تلك المناطق يقوم الأشخاص باستخدام أساليب عقلية مثل التفكير في مواضيع أخرى لتخفيف الألم، وبالتالي انخفاض معدل تدفق الدم وانخفاض الشعور بالألم.