حقق رئيس الوزراء الاسترالي جون هاوارد تقدما طفيفا نحو الفوز بفترة رابعة في الحكم فيما توجه 13 مليون ناخب امس السبت للادلاء بأصواتهم في الانتخابات العامة التي وصفها السياسي المخضرم بأنها استفتاء على قدرته على إدارة الاقتصاد لا اختبارا لحكمته في المشاركة في غزو العراق. وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم الائتلاف المحافظ الحاكم بزعامة هاوارد الذي يتمتع بأغلبية 12 مقعدا في البرلمان البالغ عدد مقاعده 150 مقعدا بفارق بسيط في التأييد. وأشار استطلاع للرأي أجرته مؤسسة إيه.سي. نيلسين ونشرت نتائجه صحيفة سيدني مورنينج هيرالد إلى تقدم الائتلاف المحافظ على حزب العمال المعارض بنسبة 54 في المائة مقابل 46 في المائة. وقالت المحللة السياسية إيما كيت سيمونز تشير الثقة في التحالف إلى أن الحكومة ستحصل على الاغلبية.. لكن حزب العمال نظم حملة قوية ويحتمل أن يحقق شيئا على غير المتوقع . والتصويت إجباري في أستراليا ولا تصبح الانتخابات صحيحة إلا عندما ترتب الاحزاب حسب الافضلية. وغالبا ما تتحدد نتائج الانتخابات التي تشتد فيها المنافسة بعدد الاصوات التي يمنحها الناخبون للاحزاب الصغيرة والتي ستوجه في النتيجة النهائية للمحافظين أو العمال بمقتضى نظام الانتخابات الاسترالي. ورفض لاثام 43 عاما نتائج استطلاعات الرأي وقال استطلاعات الصحف في يوم مثل هذا تثير الاهتمام لكن شيئا واحدا هو المهم وهو الديمقراطية واختيار الشعب الاسترالي . ومازال هاوارد المحامي السابق البالغ من العمر 65 عاما مصرا على أن النتيجة ستكون متقاربة للغاية. وعلى مدار تسعة أعوام كان هاوارد يدير واحدا من أكثر النظم الاقتصادية العالمية ثراء ومثارا للاعجاب حيث انخفضت معدلات التضخم في استراليا وتراجعت معدلات البطالة بدرجة كبيرة منذ السبعينات كما تحقق الحكومة فائضا كبيرا في الميزانية كل عام. وعلى مدار ستة أسابيع تركزت حملة هاوارد الانتخابية على بث المخاوف في نفوس نحو 12 مليون ناخب من احتمال أن يعيد لاثام للنقابات قوتها وأن يزيد الانفاق إلى حد قد يضطر معه البنك المركزي لرفع معدلات الفائدة لتفادي ضغوط التضخم ورفع أسعار العقارات. ويحتمل أن تجد هذه المخاوف صدى لدى الناخبين لكن المراقبين للاسواق لم يكترثوا كثيرا للمخاوف التي أثارها هاوارد في حملته. وقال ديفيد كاسيدي كبير المسئولين عن التخطيط في شركة يو.بي.إس. سكيورتيز لا أعتقد أن هذه الانتخابات لها أهمية كبيرة من جهة الاقتصاد والبورصة . ولم يجد العراق ولا قرار إرسال ألفي جندي استرالي إلى العراق مكانا في حملة هاوارد رغم أنهما كانتا قضيتين أساسيتين في حملات الاحزاب الاخرى التي اتخذت مواقف معارضة لهما. وتعهد هاوارد الذي يصفه الرئيس الامريكي جورج بوش بأنه رجل من فولاذ بعدم تغيير سياسته بشأن العراق. بينما تعهد لاثام الذي وصف بوش بأنه مهتز وخطير وغير مؤهل بسحب 890 جنديا استراليا هم قوام القوات الأسترالية المتبقية في العراق إذا فاز في الانتخابات. ويقول المسئولون عن الانتخابات إن اتجاه النتائج سيتضح خلال ساعة من إغلاق صناديق الاقتراع. ولكن إذا صوت مليونان من الناخبين لم يحسموا اختيارهم بعد لصالح حزب العمال فإن النتيجة في هذه الحالة ستتوقف على أصوات نحو 750 ألف أسترالي سيدلون بأصواتهم عن طريق البريد. تقدم طفيف لها وارد