في مناخ احتفالي حضره مجموعة من الفنانين الأدباء ومدير وافراد كشافة نادي السلام وبعض الفنانات افتتح مدير عام دار (اليوم) صالح الحميدان المعرض الشخصي الثاني للتشكيلية الشابة ايمان آل صخى الذي اقيم على صالة النقل الجماعي بالقطيف وتضمن مجموعة من الأعمال المتنوعة الخامات والرؤى وذلك مساء الثلاثاء الماضي وتأتي تلبية المدير العام لافتتاح المعرض من منطلق تشجيع (اليوم) للفنانين والفنانات من الشباب والتأكيد على المشاركة في الفعاليات الثقافية المتنوعة. وقد ابدى الحميدان اعجابه بجرأة الطرح في أعمال المعرض وبتوظيف إيمان بعض الخامات المهملة مثل ورق الكرتون، والملابس المستعملة وايضا توظيف العنصر البشري في إطار ما سمته (فن اللحظة). وتساءل عن تكرار استخدام اللونين الأحمر والأسود في كل الأعمال تقريبا. وقدمت إيمان آل صخى بعض الإضاءات والرؤى حول أعمال المعرض في إطار فهمها لماهية اللوحة ومسئولية الفنان في التعبير عن الواقع. بعد تفقد المعرض إقيمت جلسة مصغرة ضمت الحميدان وبعض الحضور. وتناولت أعمال المعرض ليكتب بعدها المدير العام كلمة تقدير وإعجاب متمنيا لإيمان مستقبلا واعدا في عالم التشكيل. وفي قراءة سريعة للمعرض الذي تضمن مجموعة من الأعمال تنوعت بين الرسم والتركيب والمفاهمية وتوحدت في رؤية إيمان لماهية الفن وفق ثقافتها التشكيلية ووعيها بالواقع المحيط بها . حاولت ايمان ان تكون مغايرة في طرحها ومتكأة على حماسها وموهبتها وذاتها الفردية لتقدم اجتهاداتها برؤى مضمونية جعلتنا بدلا من ان نتساءل هل هذا حق وجميل؟ نتساءل مافائدة ذلك؟ واذا كانت العديد من الاعمال تنحاز الى التأكيد على عبثية الواقع واختلاط الرؤى في متتالية بصرية تشابهت الى حد في ادائيتها وفي الوانها الحارة وفي فضائها الأبيض وعبثية مفرداتها ومحاكاتها الساخرة لمفردات الواقع، الا انها لم تستطع رغم اجتهاد إيمان في ان تحقق ما تطمح اليه من معادلة تجمع بين فكر الفنان وفلسفة الخطوط والالوان والتوازنات والايقاعات البصرية التي تفصح عن رؤية للكون والعالم والعصر والانسان، ومن الطبيعي الا يكون الامر كذلك في مرحلة التشكل وإن لمسنا بشكل واضح الموهبة والقدرة على التلوين وضربات الفرشاه وايقاع الخطوط والالوان. ومن جانب آخر وفى محاولة للفت نظر المتلقى حاولت إيمان مسرحة التشكيل عبر استخدامها عنصرين بشريين وحبل غسيل كمشهد مسرحي/ تشكيلي ينقصه ايقاع المسرح وجمالية التشكيل ليبدو الامر بعيدا عن محيط المعرض ومشتتا للتلقى واغراقا في الاغراب وان كنا لا نستطيع ان نحول بين الفنان وبين حرية التجريب، ولكن نشدد هنا على ثقافة الفنان واهميتها كمرجعية واطار لا يقيد من حريته ولكن يقوده الى القيم الجمالية. اننا هنا لا نقلل من قيمة الطرح والتجربة والجرأة والموهبة وربما الحماسة المفرطة. ولكننا فقط نشدد بعيدا عن المصطلحات ومفاهيم الحداثة على الذائقة البصرية للتلقى وعلى النضوج الفني وهما من الاهمية بمكان. ان ما قدمته إيمان يمكن لنا تفسيره وفلسفته في إطار مصطلحات عدة ربما لم تدرك بعد مثل (فن اللحظة) أو(الممارسات المؤقتة) ونذكر هنا ما قام به الفنان الامريكي (هانز كل) باطلاقه بالونات ملونة في سماء باريس في 23 يوليو 1968 لمدة اربع ساعات تحت عنوان k اي (قوس قزح) وكذلك مصطلحات (الفن الفقير) او (فن الحد الأدنى) او (الفن الحركي) او (التجريد ما بعد التصويري) او (الفن اللاشكلى) او (الكيتش) وفيه يحاول الفنان السخرية بالمقاييس الجمالية لثقافة ما بتقليدها على نحو فاشل او غيرها من المصطلحات. اننا لا نريد ان نكون مقلدين تحت مصطلح الحداثة ولكن يمكن لنا ان نضع حداثتنا وفق رؤانا ومقدرتنا وواقعنا انني هنا والى جانب اعمال إيمان اضع لوحة قدمها الفنان الاسباني انتوني ثابيس عام 1970 تحت عنوان (اربع قطع من العلم الكتالوني) وعمل لكريستو (لفة داخل عربة تسوق) وهناك اعمال اخرى عديدة. وبعدها دعونا نقارن ونتحاور حول ما نقدمه ومدى حداثته. المدير العام يصافح الكشافة بالمعرض من اعمال إيمان