اجتماع دوري لتراحم القصيم    رسمياً .. المملكة تستضيف بطولة كأس آسيا تحت 17 عاماً 2025    جامعة الملك خالد تحقق المركز 111 بين الجامعات الشابة في تصنيف التايمز العالمي 2024    إدارة التحريات والبحث الجنائي بشرطة الرياض تقبض على شخص لسرقته مركبتين    «الخارجية»: المملكة ترحب بقرار محكمة العدل الدولية بشأن مطالبة إسرائيل بوقف هجومها على رفح    ولي العهد يعزي رئيس السلطة التنفيذية بالإنابة في إيران بوفاة الرئيس ووزير الخارجية ومرافقيهما    «هيئة الطرق»: 10 طرق تربط الدول المجاورة بالمشاعر المقدسة    غوارديولا: لا نحتاج لحوافز إضافية قبل نهائي كأس الاتحاد    مدير عام هيئة الأمر بالمعروف بنجران يزور محافظ شرورة    حلقة نقاش عن استعدادات الرئاسة لموسم حج 1445ه    145 عيادة افتراضية سخرتها شبكة القطيف الصحية لخدمة المستفيدين    أزمة بين إسرائيل وإسبانيا    أمطار رعدية على أجزاء من 4 مناطق    خطيب الحرم: أمن الحرمين خط أحمر ولا شعارات بالحج    «الأحوال المدنية»: منح الجنسية السعودية ل14 شخصاً    «الموارد»: إنشاء مركز لنظر الاعتراضات على عقوبات مخالفات العمل المقدمة من المخالفين    رسميًا.. القادسية يتعاقد مع ناهيتان نانديز لاعب كالياري    استشهاد 15239 طفلاً في غزة    المعرض السعودي يستقبل زواره بالرقصات الشعبية والعروض الفلكلورية    المملكة توقع 16 اتفاقية ومذكرات تفاهم مؤتمر مستقبل الطيران 2024    رئيس مجلس الشورى يرأس وفد المملكة ال 36 للاتحاد البرلماني العربي في الجزائر    كوادر سعودية ترسم السعادة على ضيوف الرحمن الأندونيسيين    إسبانيا: تعلن جنسيات ضحايا حادث انهيار مبنى في مايوركا    تقرير الطريس يُهدد لابورت بالغياب عن لقاء الهلال    موقف مالكوم من مواجهة الهلال والنصر    البليهي: تفكيرنا الآن في مباراة الوحدة.. وننتظر الجماهير غدًا    لاعبو النصر: الرياض عاقبنا على إهدار الفرص    بيريرا: سأجتمع مع إدارة الشباب لمناقشة مستقبلي    "العلا" تكشف عن برنامجها الصيفي    المخرجة السعودية شهد أمين تنتهي من فيلم "هجرة"    اتفاقية ب25 مليون دولار لتصدير المنتجات لمصر    واتساب يختبر ميزة لإنشاء صور ب"AI"    توجيهات عليا بمحاسبة كل مسؤول عن حادثة التسمم    إدانة 5 مستثمرين وإلزامهم بدفع 4.8 مليون ريال    دار طنطورة.. التراث والحداثة بفندق واحد في العلا    تحذيرات علمية من مكملات زيت السمك    آسيا والمحيط الهادئ على الخط الأمامي لأزمة المناخ    معالي أمين منطقة عسير يزور معرض صنع في عسير    ارتفعت 31.5 % في الربع الأول    خريجو «خالد العسكرية»: جاهزون للتضحية بأرواحنا دفاعاً عن الوطن    متى القلق من آلام البطن عند الطفل ؟    قد لا تصدق.. هذا ما تفعله 6 دقائق من التمارين يومياً لعقلك !    5 أطعمة تعيق خسارة الوزن    «رحلة الحج» قصص وحكايات.. «عكاظ» ترصد: كيف حقق هؤلاء «حلم العمر»؟    السلاحف البحرية معرضة للانقراض    القمر يقترن ب «قلب العقرب» العملاق في سماء رفحاء    «الثقافة» و«التعليم» تحتفيان بالإدارات التعليمية بمختلف المناطق    سفارة المملكة في إيرلندا تحتفي بتخرج الطلبة المبتعثين لعام 2024    الاستثمار الثقافي والأندية الأدبية    نمو الجولات السياحية ودعم الاقتصاد الوطني    «الحونشي»    الدكتوراه لفيصل آل مثاعي    تنوع أحيائي    ثانوية السروات تحتفي بتخريج الدفعة الأولى من نظام المسارات    فيصل بن خالد يرأس اجتماع الجهات الأمنية والخدمية المشاركة في منفذ جديدة عرعر    دفعة جديدة من العسكريين إلى ميادين الشرف    أمير حائل يشكر جامعة الأمير محمد بن فهد    برعاية الأمير عبدالعزيز بن سعود.. تخريج مجندات بمعهد التدريب النسوي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ننتظر لجنة رحمة تنقذنا من حاسب التربية "الأصم"
معلمات خارج دائرة النقل يعشن الاغتراب داخل الوطن :
نشر في اليوم يوم 24 - 07 - 2004

26.000 معلمة تقدمت بطلبات نقل وكل حالة لها ظروفها الخاصة وحققت وزارة التربية والتعليم رغبات 32% من المتقدمات ووراء هذا الرقم قصص وحكايات وظروف صعبة تواجه هؤلاء المعلمات اللاتي نسين فرحة الوظيفة امام ليل الاغتراب داخل الوطن وخوف الاهل الذين باعدت المسافات بينهم وبين بناتهم وزوجاتهم وامهاتهم والكل ينتظر بفارغ الصبر موسم النقل السنوي الذي عادة ما يجيء مخيبا لآمال الكثيرات من المتقدمات.
وتمر السنون ولا بارقة امل تلوح في الافق ولا يقتصر مسلسل المعاناة على الاغتراب في قرى وهجر ومدن بعيدة عن الاهل فهناك آلاف المعلمات يقطعن يوميا مئات الكيلو مترات في مشوار يومي يبدأ مع خيوط الفجر الاولى وينتهي عند المساء وما تحمله الاحصائيات من حوادث مرورية راح ضحيتها العديد من المعلمات اضافة الى وجود بعضهن في ظروف صعبة فبين استغلال سائقي الحافلات الى المحرم (المستأجر) الذي يدفع له شهريا راتب مقابل وجوده معهن.
ورغم اصرار المسؤولين في وزارة التربية والتعليم على ان آلية النقل تتم عبر الحاسب الآلي الموحد على مستوى المملكة الا ان الكثيرات يتحدثن عن (تمرير) نقل لزميلات لهن قد تكون ظروفهن اقل اضافة الى تحكم مديرات المدارس ورفضهن النقل بحجة عدم وجود البديل للمعلمة المنقولة.
(اليوم) تفتح ملف هذه القضية وتطرح هموم المعلمات وهن يروين نماذج من حياتهن اليومية والمشاكل العائلية التي وصلت إلى الطلاق والاجهاض.
اقتراح وجيه
منى معلمة تاريخ في المرحلة الثانوية باحدى قرى صفوى وتسكن في مدينة الجبيل تقول: باشرت عملي منذ 19/10/1418ه في صفوى منذ نقلي من حائل ذلك العام ومن ذلك الحين وانا اطالب بنقلي الى الجبيل حيث اقطع مسافة 195كم يوميا ذهابا وايابا, وتكمن المشكلة في خروجنا المبكر عند الخامسة والنصف من منازلنا والعودة المتأخرة عند الثانية في الصيف وقريبا من الثالثة في الشتاء بمعنى اننا نظل قرابة 9 ساعات بعيدا عن منازلنا وقد اصل احيانا الى المنزل بعد خروج زوجي مباشرة لان عمله يعتمد على المناوبات بالاضافة الى استغلال سائقي الحافلات ظروفنا ومطالبتهم بمبالغ باهظة تتراوح بين 1300-1700 ريال شهريا وقد حصلت العديد من زميلاتي على النقل لان تخصصاتهن مطلوبة اما نحن (معلمات التاريخ) فهناك اكتفاء. مع انني لا مانع لدي من النقل الى اي مدرسة ابتدائية ولا انسى اننا مررنا ذات مرة في طريق العودة بحافلة معلمات مقلوبة توفيت على اثرها احداهن وقد قام المندوب بنفسه بتعزية ذويها مما آثار الرعب في نفوسنا.
لان (نصف العمى ولا العمى كله) كما يقال فانا اقترح ان يتم التنسيق بين مديرة المدرسة والمندوبية والموجهة الادارية في المدارس للسماح للمعلمات القادمات من محافظات بعيدة بالتأخر عن الحصة الاولى صباحا والخروج قبل الدوام بربع ساعة حتى نتمكن من الاطمئنان على ابنائنا وخروجهم الى مدارسهم صباحا وحتى لا نتأخر مساء.
كما اتمنى من امن الطرق والمرور عدم التشديد على حافلات المعلمات لانهم يطالبوننا بإثباتاتنا كل يوم تقريبا وهناك من ليس لديها اثبات لان وليها لم يخرج لها بطاقة احوال.
احتساب الحالة الاجتماعية
اما المعلمة (س. م) فاثارت قضية مهمة وهي ضرورة وضع الحالة الاجتماعية ضمن شروط واسس المفاضلة للنقل بالاضافة الى الاداء الوظيفي وتقدير المؤهل وسنة التخرج وتاريخ المباشرة فانا معلمة ارملة توفي زوجي قبل سبع سنوات اي قبل تعييني حيث عملت من اجل مصاريفي في منطقة اخرى ثم نقلت بعد عام واحد الى القطيف بالرغم من انني من سكان الخبر وظللت حتى الآن اطالب بالنقل دون فائدة مع علمي بان الوزارة تقوم بنقل الارملة او المطلقة اذا تم ذلك في نفس عام تقديم الطلب اما من لها عدة سنوات (ارملة) فلا ينظر اليها مع العلم بان العديد من الزميلات باشرن بعد مباشرتي وتم نقلهن قبل عام وعامين وانا ارملة اسكن مع اهلي ولدي والد متقاعد وادفع للمواصلات ما يزيد على الالف حسب عدد المعلمات ونغادر في الخامسة والنصف صباحا حسب اشتراط السائق وننتظر نحن المعلمات حركة النقل كل عام ثم لا نجد اسماءنا فندعو على من كان السبب في ذلك ونقول (حسبنا الله ونعم الوكيل).
بعد 20 سنة اريد الراحة
اما ابتسام فهي مديرة مدرسة في القطيف تجاوزت الاربعة عشر عاما دون نقل حيث عينت عام 1406ه في القطيف وطالبت بنقلها فنقلت الى الدمام عام 1412ه كمعلمة بعد ان كانت مساعدة وظلت ستة اشهر ثم عادت للقطيف للعمل مساعدة مرة اخرى.
وقد طلبت نقلها هذا العام كمديرة في الدمام بعد خدمة 14 عاما كمساعدة اي حوالي 20 سنة في القطيف وبالرغم من كون تقدير الاداء الوظيفي 100% لعامين متتاليين وبدون غياب لا مرضي ولا اضطراري ولا غيره لم تجد اسمها ضمن المنقولات.
وتشهد ابتسام بتعاون مكتب الاشراف التربوي في القطيف بجميع مشرفاته وموظفاته وتعاملهن المتميز ولكن كبر سنها وبعد المشوار عليها هو ما يدفعها لطلب القرب والراحة ولديها خمس بنات يحتجن الى رعايتها ومتابعتها بالاضافة الى وجود احتياج لمديرات مدارس في الدمام وهذا ما جعلني اتوقع النقل بكل سهولة ويسر.
وتتساءل ابتسام مثل الكثيرات ما سبب نقل بعض المعلمات من القطيف الى الدمام بعد عام واحد بينما تظل اخريات ثماني سنوات واكثر دون نقل.
حركة النقل ادخلت والدي المستشفى
وتقول عزيزة محمد السعد (معلمة لغة عربية) في الافلاج: بلغ الحزن مني مبلغه وتداخل اليأس الى نفسي فلم يتبق سوى ان اناشد المسؤولين في الوزارة الرحمة والشفقة بأبي الكبير في السن الذي ناهز الثمانين من عمره واصابه المرض جراء ركوب الحافلات كما اصابتني المشاكل والهموم لبعدي عن زوجي واولادي. والآن وبعد ست سنوات من العمل في الافلاج ضحيت خلالها بزوجي واولادي ظنا مني بانه سيلتم الشمل بعد سنتين او ثلاث مثل اي معلمة اخرى حكمت علي حركة النقل الاخيرة بتحطيم آمالي وبقائي لسنة سابعة وقد نقل ابي على اثرها الى المستشفى وتحولت الاجازة الى هم وحزن وساءت حالتي النفسية وانا انظر الى ابنائي الذين اما ان يحرموا من الاب او الام حيث لا نجتمع الا قليلا جدا.
وقد احزنتني الوظائف التي عرضها ديوان الخدمة المدينة قبل شهر تقريبا في تخصص اللغة العربية في الدمام والحرس الوطني وانا المقبورة في الافلاج ست سنوات والسابعة بانتظاري.
اجهاض بسبب الطريق
وتقول رشا ابراهيم الحميدان معلمة احياء في الدلم : انها عينت في قرية السعيرة ثم طلبت نقلها الى الرياض او الشرقية فنقلت الى الدلم على بعد اكثر من 100كم عن الرياض فاستأجرت شقة هناك وظل زوجها يزورها بين فترة واخرى حيث تسكن مع ابنتها التي لم تتجاوز السنتين وولدها ذي الأشهر التسعة. وقد سكنت معها والدتها في السنة الاولى ولكن عندما طالت المدة لم تستطع المكوث معها لوجود والدها الكبير في السن في المنطقة الشرقية فعادت وتركتها.
وتقول رشا : ان القرية التي تسكن فيها (الدلم) صغيرة ولا يمكن لامرأة وحيدة ان تعيش فيها وهذا ما اتعب نفسيتها كثيرا ولكن مشاكل النقل كثيرة والمعلمات قد يخرجن من الرياض قبل الفجر ليصلن في الوقت المحدد. وقد تعرضت زميلتي لحادث قبل الاختبارات النهائية باسبوعين عند مدخل الدلم تسبب في كسر فكها وكسور في اليد وعدة رضوض مما جعلنا نتأثر كثيرا.
كما انني قد خسرت جنيني وعمره سبعة شهور في بطني عندما كنت اعمل في السعيرة حيث ظللت اعمل لمدة سنتين ونصف السنة بالرغم من بعدها عن الرياض سبع ساعات ونصف الساعة حيث انها تابعة لحفر الباطن.. وكل ذلك املا في النقل وعندما نقلت نقلت الى الدلم وليس للرياض.
تحملنا الكثير ولكن إلى متى؟
جليلة حماد (معلمة كيمياء) من القطيف وتعمل في جيزان منذ ست سنوات وتطالب بالنقل دون فائدة وتقول كل عام اطلب نقلي لمنطقة قريبة من القطيف دون فائدة وهذه السنة طلبت النقل الى الجبيل او بقيق ومع ذلك لم يتم نقلي. ولدي بنتان صغيريان اكبرهما اربع سنوات اخذهما معي الى جيزان برفقة الخادمة حيث تنتقل بواسطة الطائرة مما يكلفني كثيرا ويمنعني من القدوم الى الشرقية لحين انتهاء الفصل الدراسي حيث تكلف تذكرة الفرد 970 ريالا وطفلتي نصف التذكرة.
وقد قمت بالحاق ابنتي هذا العام في الروضة بينما كنت في السابق اسكن مع مجموعة معلمات ومعنا رجل كبير في السن يأخذ الف ريال من كل معلمة وفي هذا العام اخذت في الفصل الدراسي الاول اجازة استثنائية بدون راتب واضطررت للبقاء خمسة شهور (الفصل الدراسي الثاني) في جيزان لتوفير ثمن التذاكر بينما يزورنا زوجي كل شهرين او اكثر للاطمئنان علينا حسب ظروف عمله بينما ظللنا لسنوات لا تستطيع خلالها المجيء اليها لوجودنا مع مجموعة معلمات بينما لم تكن معي هذا العام سوى معلمة واحدة في اجازة استثنائية.
وتقول جليلة: الغربة صعبة وقد وضعت ورقة كتبت عليها الايام لاضع علامة على كل يوم يمر وكانني في سجن وقمت بالاتصال بالوزارة في الرياض لشرح ظروف وظرف ابنتي دون فائدة, وكم كنت احلم بان اضع ابنتي في احسن روضة بعد ان يأتي النقل.
وتضيف: المساكن هنا غير نظيفة والكهرباء والماء لا يمر يوم دون انقطاعهما بالاضافة الى الخوف الذي يتملكنا وقد خافت المعلمة التي معي ذات مرة من صوت سمعته في الخارج وابلغت الجارات اللاتي اضطررن للخروج ورؤية ما حدث فاذا بها قطة. وتضيف جليلة: زوجي من النوع المتفهم ولكن الى متى سيصبر؟ واهلي لا آراهم ابدا حتى الاجازة واكتفي بالاتصال الهاتفي ونفسيتي متأزمة جدا ولا كلام لنا نحن هناك سواء معلمات جدة او الشرقية سوى عن النقل.. وقد نقلت المعلمات اللاتي طلبن مناطق بعيدة كالنعيرية والاحساء اما نحن فلا.
توقفت عن الانجاب
(م. ن) معلمة علم نفس تم تعيينها منذ عام 1419ه في حفر الباطن وهي تطالب بالنقل كل عام الى القطيف حيث سكنها وتذهب اسبوعيا الى هناك مع اربعين معلمة ثم يعدن ليلة السبت بالرغم من صعوبة الطريق ووجود مسافة غير معبدة منه بالاضافة الى التعرض للعطل اكثر من مرة في الطريق. وتقدمت بطلب النقل شارحة ظروفها الخاصة قبل عامين او اكثر حيث كان من الشروط ان يكون الزوج او احد الاطفال مريضا بمرض غير قابل للعلاج وتقول: ابنتي مريضة بفقر الدم الحاد وعمرها الآن خمس سنوات ولا استطيع اصطحابها معي الى حفر الباطن حيث تزداد حالتها سوءا عند تعرضها للجفاف الشديد في الصيف او البرودة في الشتاء وقد جربت اخذها ذات مرة مع عدد من المعلمات فمرضت مرضا شديدا وعرضتها على اكثر من طبيب ومستشفى ولم تعد لها صحتها الا بعد ثلاثة اسابيع. وقد رفعت تقارير عن مرض ابنتي وبعد سنة كاملة وافقت اللجنة المكلفة في حفر الباطن وارسلت المعاملة الى الرياض حيث درسوها وارجعوها مطالبين بتجديد التقارير.
كما قالوا ان مرض ابنتي قابل للعلاج بالمسكنات والمهدئات فهل من المنطق ان اخذها الى هناك لتمرض في جو لايناسبها ثم اعالجها بالمسكنات. وتضيف (م. ن): توقفت عن الانجاب لهذا السبب ولا افكر بالانجاب والمعاناة لحين صدور قرار نقلي. حتى لا اواجه نفس الظروف فابنتي تسكن مع جدتها (والدة والدها) وهي امرأة كبيرة في السن وقد قيل لي انني رضيت بالوضع وانا اقر بذلك ولكن لمدة سنة او سنتين وليس لست سنوات, كما يقال انه لا ينقل سوى من لديه مرض خطير كالسرطان فهل ينبغي ان جتى تمنينا أن نصاب به حتى يتم نقلنا. او ان نتخلى عن الوظيفة التي صبرنا عليها لسنوات مضت.
من جهتها تشير (م. ن) الى انها تأخرت عن العمل شهرا كاملا لانهم لم يوافقوا على مسمى الوظيفة في الوثيقة وهو (اخصائية نفسية) فارسلوا الاوراق للرياض مدعين بمطالبتهم ب(معلمة علم نفس) وليس اخصائية وقد عادت الاوراق بعد شهر حيث باشرت العمل مما جعل زميلاتي المتخرجات معي واللاتي تم تعيينهن في القصيم بنفس المسمى (بدون تعقيد) يتم نقلهن العام الماضي لمباشرتهن العمل قبلي بشهر فقط واصبحت لهن الاولوية. وانا اعلم بوجود متعاقدات في النابية وغيرها على نفس التخصص (اقصد بند محو الامية) مع وجود متخصصات موظفات في مناطق اخرى ينتظرن النقل.
نحتاج لمعالجة نفسية
وتضيف (م. ن) نفسيتنا محطمة ومنهارة ونحن مجموعة معلمات في شقة واحدة والبعض يصطحبن خادمة مع اطفالهن وبالرغم من كوني معلمة علم نفس وكنت احلم بتقديم النصائح وحل المشاكل والوصول للمثالية الا انني اعترف الآن بحاجتي الى معالج نفساني ومع ذلك نطالب بالعطاء ونسيان همومنا الشخصية ورعاية الطالبات بينما بناتنا لا يجدن من يرعاهن وعلاقتنا مع اهالينا وازواجنا شبه منقطعة وزوجي صابر ومتحمل بانتظار حركة النقل حيث يصطدم كل عام ويزيد احباطنا ومشاكلنا. وقد اصبحت ابنتي انطوائية وخجولة لحرمانها مني. فكيف سنتمكن من ابتكار وسائل تعليمية والفكر مشوش والقلب مشغول وقد حاولنا فعليا تقديم ما نستطيعه فالطالبات لا ذنب لهن ولكن اخيرا بدأ العطاء ينفد والوزارة لا تزال تتعامل مع الحاسوب والذي لا يتعامل سوى مع الارقام دون مشاعر. ولم يبدأ للاسف في تطبيق النظام سوى بعد سنوات من (الواسطة).
من جهة اخرى تحكي (م. ن) عن مأساة زميلات لها في القصيم تعرضن لحادث منذ خمس سنوات توفيت احداهن على اثره بينما اصيبت الاخريات بتشوهات مختلفة!!
وفي احدى المرات وفي طريق ذهابنا للعمل كان الجو يلفه ضباب شديد وكنا على احد الكباري والسائق لا يرى اي شيء امامه وقد تخيلنا قرب اجلنا تلك اللحظة وتذكرنا كل الحوادث التي سمعنا عنها. هذا اضافة الى حالات الاجهاض وتعب المعلمات الحوامل وغيره.
وتتساءل (م. ن) عن سبب اعتبار التنقل بين المحافظات في المنطقة نقلا خارجيا حيث ان ذلك سيقلل فرصتها وزميلاتها في النقل ويظلمهن.
وناشدت (م. ن) في ختام حديثها صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد الأمين اصدار مكرمة تحل معاناتها ومعاناة كل المغتربات عن مناطقهن اللاتي ضحين بأهاليهن وفلذات اكبادهن حيث ان انتظار آليات الوزارة سيجعلهن ينتظرن سنوات اخرى وهناك الكثيرات ممن مضى عليهن سبع وثماني سنوات يعملن في مناطق اخرى.
بكيت ثم حمدت الله
اما (م. ع) فهي معلمة جغرافيا من الدمام باشرت عملها في جيزان منذ 27/6/1419ه تتحدث عن المشاكل الكثيرة التي تصادفهن كمغتربات وتقول: عندما نذهب بالحافلة الى المطار نطالب بابراز بطاقة العائلة الاصلية مع علمهم بان بقية الاهل في الشرقية ولذلك نظل اشهرا هناك لرفض اركابنا الطائرة حتى مع توسلاتنا لهم, كما اننا مجموعة معلمات ومعنا محرم ندفع له شهريا 1000 ريال وتقيم معنا اخته كواسطة لجلب احتياجاتنا. بالاضافة الى مصاريف المواصلات للمدرسة والراتب الذي ظل 4000 ريال لسنوات حتى تم ترسيمنا. وبعد خمس سنوات من الغربة واداء وظيفي 97% صدر امر نقل (م. ع) الى (الرفيعة) وهي منطقة صحراوية في الشمال الشرقي - وتستطرد في نقل مأساتها - مشيرة الى تعطل السيارة التي تنقلهن الى مدارسهن او الى الدمام اسبوعيا وما ينتابهن من خوف ورعب حيث يظللن في الصحراء لساعات وسط الامطار والعواصف حتى يوشكن على الموت دون التمكن من استخدام الجوال لحين وصول النجدة من شرطة المنطقة وسحب السيارة الى البلد, بالاضافة الى الجمال السائبة التي تشعرهن بان بينهن وبين الموت شعرة. وتؤكد (م. ع) انها مريضة مصابة بالربو ولا توجد في القرية مستشفيات لرعايتها كمستشفيات الدمام بالاضافة الى انها تقطع يوميا نصف ساعة الى مدرستها في حافلة غير مكيفة وتقوم بتدريس ستة مناهج من اول متوسط حتى ثالث ثانوي مضيفة ان معلمات القرى النائية يحملن ارواحهن على كف وابي متوفى واعول اهلي واخوتي حيث كنا نأخذ من الضمان الاجتماعي واخوتي لم يجدوا عملا بعد وامي بحاجة الى عملية في الركبة ودائما مريضة وتحتاج للعناية. وبعد عام كامل في الرفيعة طالعت (م. ع) اسماء المنقولات وظلت تبكي لساعات ثم قارنت وضعها بوضع اخريات اشد سوءا منها فحمدت الله.
اجهضت بسبب وعورة الطريق
ام ابراهيم معلمة لغة عربية من الدمام تعمل في منطقة قرية العليا منذ اربع سنوات على بعد 600كم من الدمام تقول: الطريق الذي نسلكه بري ووعر وكوننا بدون محارم يزيدنا خوفا والكثيرات كن معنا وهن حوامل ثم اجهضن لبعد الطريق ووعورته ولا انسى زميلتي التي ظلت تتلقى العلاج لمدة 12 عاما ثم حملت اخيرا ولكن اجهضت جنينها بسبب الطريق. وتحكي ام ابراهيم مأساتها وزميلاتها في مناطق يكثر فيها السطو على منازل المعلمات المغتربات مما يجعلهن يقفلن ابوابهن من اذان المغرب, بل حتى وهي حامل في الشهر الثامن فاجأها مغص وآلام ذات ليلة حتى رأت الموت بعينيها ولكنها ظلت تتوجع فالمستشفى يبعد عن المنزل قرابة نصف الساعة ولا توجد مواصلات.
وتتساءل عن سرعة نقل المعلمين الى مناطقهم بالرغم من كونهم رجالا ولديهم سيارات ويمكن ان يتحملوا الغربة فبينما تعاني المعلمات المشاكل مع ازواجهن بسبب الوظيفة وحتى الخادمات اذا جئن الى المنطقة رفضن العمل, كما تعاني ام ابراهيم معناة نفسية بسبب بعد ولدها عنها ومع ذلك فاذا رأت معها من المعلمات من لها ثماني سنوات وتسع سنوات ولم تنقل حمدت الله فقد ادخلت معلمة لغة عربية الى المستشفى وظلت لايام بعد صدور حركة النقل حيث انها في قرية تبعد عن نجران ساعة وزوجها في الرياض واهلها في الدمام ولا تستطيع رؤية طفلها الا في الاجازات وكان لديها امل كبير في الحركة, واخرى عملت وهي مخطوبة والآن لديها خمسة اطفال ولم تنقل. وقد قررت ام ابراهيم ان تستقيل وتجلس اذا لم يأتها النقل في الالحاقية القادمة بينما ثلاثة ارباع المعلمات في المدرسة التي تعمل بها على بند محو الامية والبقية من المغتربات وبقية زميلاتها اللاتي لم يحصلن على وظيفة تم تعيينهن على بند محو الامية في مناطقهن مع تجديد عقودهن سنويا. وتتساءل ام ابراهيم في ختام حديثها: من ينظر لحالنا نحن المغتربات؟ بينما يصرخ اهالينا (لا بارك الله في الوظيفة اللي بتدمر بيوتكم) وتؤكد ام ابراهيم ان زميلة لها اخرى قد طلقها زوجها لانها تعمل في الدوادمي بعد ان خيرها بينه وبين الوظيفة فاختارت الوظيفة لانها اضمن؟
جثة معلمة تعرضت لحادثة
معلمات عائدات من منطقة عملهن النائية


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.