يتشوق الكثير وينتظر بفارغ الصبر كسر روتين العمل والتمتع بعطلة مريحة للاستجمام والقضاء على الملل, خاصة من قضى عامه في عمل متواصل بغض النظر عن نوع هذا العمل, فبالنسبة لأبنائنا الطلبة فبعد الشد والجذب ودورة الاستذكار الشاقة, وضغوط الامتحانات تهب عليهم حالة من الفراغ, بدايتها قد تكون نوما وكسلا(وهدوءا) ولكنه هدوء يسبق العاصفة , ثم تهب العاصفة وتبدأ معاناة الآباء والأمهات بسبب الفراغ الطويل الذي قد يستمر ثلاثة اشهر وتشتد المعاناة حتى نهاية العطلة إذا لم يكن هناك استعداد مسبق لها كوضع برامج وخطط مناسبة لاستثمارها حتى لا يختل التوازن وينقلب نظام الأسرة ويتحول الليل إلى نهار والنهار إلى ليل ومع الفضائيات الكثيرة ودون رقابة ومواقع الإنترنت بلا رقيب بعضها لا يخضع لأي قيم بالرغم من فوائد الإنترنت العظيمة ويتسكع بعضهم في الطرقات ومغازلة الفتيات والتفحيط , والجلوس في المقاهي (فراغ بلا هدف وبالنسبة للفتيات إدمان للتلفاز واشرطة الفيديو , والشات , ناهيك عن اللغو والحديث الطويل في الهاتف , إهدار للوقت الذي سنسأل عنه يوم القيامة والذي يذهب فيما لا طائل من ورائه ولا عائد , خاصة اللائي يقضين اكثر أوقاتهن في المنزل فريسة للملل والكسل , في العطلة فرص كثيرة لجلوس الوالدين مع أولادهم وعلى الأخص الأم مع ابنتها وقتا أطول تغوص خلاله في أعماقها وتكتشف ما يربك حياتها فيسهل العلاج, وبدون استعداد مسبق لملء فراغ فستتحول العطلة لأزمة نحن في غنى عنها .. وليس أفضل من حفظ وتلاوة كتاب الله عز وجل لراحة الإنسان وسعادته والمطالعة بشكل عام غذاء للروح والعقل شريطة أن يسهم الوالدان في اختيارها , وتبقى ملفات اخرى كالرياضة البدنية الضرورية بدلا من الكسل والنوم, والالتحاق بالدورات المختلفة وفي السياحة في الخارج والداخل ترويح تربوي ونفسي وثقافي هادف يجمع بين المتعة والمعرفة والاطلاع على ثقافات وأفكار وعادات الشعوب الأخرى وكسب كبير للعديد من المهارات العقلية والإبداعية لن التعليم الفعال هو التعليم المشوق والسفر اكبر عامل مشوق أتمنى للجميع عطلة سعيدة.